عادات وتقاليد جزائرية متوارثة في رمضان

15 ابريل 2021
تحضيرات العائلات الجزائرية لشهر رمضان (العربي الجديد)
+ الخط -

يعتبر شهر رمضان من المناسبات العزيزة على قلوب الجزائريين، وتستبق بعض العائلات شهرالصوم بأجواء وطقوس احتفالية، ويحل الشهر هذا العام، في ظل ظروف اقتصادية صعبة بسبب فقدان آلاف الأسر مداخيلها، لذا تغيرت بعض سلوكيات تجهيز البيوت، وهو ما ينكعس أيضاً على عادات السهر الرمضانية، ورغم ذلك، تظلّ العائلات متشوقة للشهر الفضيل كضيف عزيز يجلِب معه الرّزق.

وعلى الرغم من اندثار بعض العادات، إلّا أنّ السيدات يحرصن على إحياء بعض التقاليد المتوارثة التي لا نشاهدها إلا في شهر الصوم، كتخزين المؤونة الخاصة أو ما يسمّى بـ"العولة" التي يتمّ استهلاكها في هذه المناسبة.

تستعمل المؤونة التقليدية في تحضير وجبات الإفطار، وتنويعها، إذ تعتبر من أسُس الطّبخ، كما تقول زبيدة حساني، من منطقة أم البواقي (شرق)، لافتةً في حديثها لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ "العولة" هي موروث غذائي لا يخلو بيت منها، إذ تتمثل في القمح المطحون الذي يعتبر من أسُس تحضير طبق الشوربة أو ما يسمى بـ"الفريك"، إضافةً إلى تحضير الفلافل وتعبئتها في عبوات زجاجية كبيرة ليضاف إليها الماء والملح والخلّ، علاوة على تحضير معجون الطماطم بوصفة تقليدية، وتجهيز كميات من البهارات والتّوابل التي تتفنن النساء في تحضيرها بطرق تقليدية.

وتشهد البيوت حالة تأهّب للاستعداد الجيّد لاستقبال الزائر الكريم، ولكلّ منطقة خصوصيتها، كما تقول حساني، ففي بعض مناطق شرقي الجزائر ترسّخت عادة تحضير التّوابل المصنوعة في البيوت، وتشرح أن أغلب نساء وفتيات العائلة يشاركن في تحضير هذه التّوابل وتجفيفها، إضافة إلى تحضيرالزيتون بالطريقة التقليدية أيضاً، لتقسم لاحقاً بالعدل.

تحضيرات العائلات الجزائرية لشهر رمضان  3 (العربي الجديد)

وتقام تلك التحضيرات في أجواء حميمية، إذ اعتادت العائلات على إحيائها في كلّ مناسبة، ويشارك فيها الجيران أيضاً، خاصة في الأحياء الشعبية التي يتقاسم فيها الجميع مواسم أفراحهم، وفي التفاتة باتت عنواناً للترابط الاجتماعي في ما بين المجتمع. كما تقوم العائلات في العديد من المناطق الجزائرية بإعداد الكسكسي وتجفيفه بكميات كبيرة، ليصبح قابلاً للطهي على مدار أيام شهر رمضان، وهي عادة موسمية تزدهر في شهر رمضان، إذ تتفنن الأسر في طهيه، خصوصاً في وجبات السّحور.

وتعد طرق استقبال رمضان موروثاً اجتماعياً، كما تقول المتخصصة في علم الاجتماع، وافية برحمة، لـ"العربي الجديد"، مشيرة إلى أنً "العُولَة" تُساهِم في ترشيد نفقات الغذاء والإطعام الخاصة بالأسر الجزائرية، إذ تستعين النساء بها طيلة أيام الشهر، كحصانة لها في مواجهة الظّروف الاقتصادية.

ومن العادات أيضاً، تقطير ماء الورد، ليستعمل في تحضير الحلويات الخاصة بالسهرات الرمضانية كـ"الزلابية" و"البقلاوة"، علاوة على استعماله كنكهة مضافة للقهوة والشاي في السهرات الرمضانية. تحضّر نفيسة بلباي، من منطقة البليدة، غرب العاصمة الجزائرية، كميات كبيرة من "ماء الورد" أو "ماء الزّهر" احتفاءً بقدوم شهر الصوم، كما توزّعه على جيرانها في عادةً ورثتها عن والدتها وعن جدتها، "لتفوح نسمات الرائحة الزكية وتصل إلى بيوت الجيران"، على حد قولها.

وتظلّ علامة التّجديد والتزيين من الطقوس التي اعتادت العائلات عليها مع حلول شهر رمضان، إذ تعكف بعض الأسر على ترميم البيوت وتنظيفها، وتغيير بعض الأثاث. وتلفت وهيبة جيلالي، من العاصمة، إلى أنّها ورثت هذه العادة من والدتها وجدتها "إذ يتغيّر النظام المنزلي مع شهر رمضان". وتضيف أنها قامت بتغيير ستائر غرف منزلها، كما جددت بعض الأغراض قبل تنظيف كامل البيت، وإعداد لوازم المطبخ، خاصة الأواني الفخّارية التي تستعملها في طهي الأطعمة التقليدية.

ورغم ارتفاع الأسعار بسبب الظروف الاقتصادية المرتبطة بالأزمة الصحية، إلا أنً العائلات الجزائرية تعودت على شراء أوان جديدة، وقررت نوارة قادري، تجديد لوازم المطبخ، خاصة أواني الطهي والأطباق الخاصة بالشوربة، وغيرها من الأواني التي تزين مائدة الإفطار والسهرات الرمضانية.

تحضيرات العائلات الجزائرية لشهر رمضان 2  (العربي الجديد)
المساهمون