تعرضت مناطق شمال غرب سورية خلال اليومين الماضيين لمنخفض جوي مصحوب بعاصفة مطرية تركت آثاراً سلبية على المخيمات المنتشرة في المنطقة، حيث غرقت عشرات الخيام واضطر ساكنوها لقضاء ليلتهم في مكان آخر.
يقول سعيد زيدان وهو مقيم في مخيمات أرمناز غرب إدلب لـ"العربي الجديد" إنه "قرأ في أخبار الطقس عن عاصفة مطرية لكنه لم يتوقع أن تكون غزارة الأمطار بهذا الشكل فما زال الخريف في أوله، ولم تعتد المنطقة على أمطار مشابهة في هذا الوقت من العام".
يضيف سعيد "عادة أرفع ساتراً ترابياً حول خيمتي لمنع دخول المياه لها، وأصنع مجاري مياه بعيدة عن الخيمة بحيث تسير مياه الأمطار لمنطقة أخرى بعيدة عن الخيام، لكن هذه العاصفة تداركتنا قبل أن نقوم بأي تدابير، فأتلفت كل ما في الخيمة واضطررنا لقضاء الليلة في مخيم قريب عند أحد الأقارب".
بينما يقول شادي العمر وهو يسحب ما يمكن إنقاذه من أثاث الخيمة لـ"العربي الجديد": "يبدو أن شتاء هذا العام سيكون قاسياً علينا، فمع أول عاصفة تجمعت الأمطار في المنطقة وتسللت نحو خيامنا لتتلف كل ما فيها من أثاث ومؤونة"، مضيفا "لا أرغب بتكرار تجربة الأمس وسأنقل خيمتي لمكان آخر يمنحها ارتفاعاً أكثر عن سطح الأرض ما يحميها من تدفق مياه الأمطار".
وعن سبب غرق هذه الخيام، يقول العمر إن غالب سكان المخيمات العشوائية يرغبون بوضع خيامهم في أماكن قريبة من الطرق بهدف سهولة الوصول إليها، وتلك المناطق تكون أكثر انخفاضا من غيرها من الأراضي المحيطة، وبذات الوقت تكون الكارثة فيها مضاعفة حيث تتجمع مياه الطرق ومياه الأمطار في أخفض نقطة وتتدفق نحو الخيام.
وأصدر الدفاع المدني السوري بياناً قال فيه إن الأمطار الغزيرة التي هطلت الليلة الماضية أدت لأضرار في مخيمات الزمار وشهرناز وبستان جمعة بمحيط بلدة أرمناز غرب إدلب، حيث وثقت فرق الدفاع أضراراً مباشرة في أكثر من 40 خيمة ضمن هذه المخيمات جراء دخول المياه إليها إضافة لتضرر خيمة مدرسة في مخيم الزمار، كما أدت الأمطار الغزيرة وتشكل السيول لدخول المياه إلى عدد من المنازل في بلدة أرمناز.
بدوره، يقول عبد الحميد اليوسف وهو مقيم في مخيم الزمار لـ"العربي الجديد" إنهم مجبرون على التمسك بهذا المكان بسبب انخفاض إيجار الأرض من ناحية وبسبب قرب المكان من التجمعات السكنية والطرق العامة، بينما يبدو خيار السكن في المناطق الجبلية صعباً نتيجة وعورة الأرض وصعوبة بناء الخيام في المنطقة قبل تمهيد المكان، وهو ما سيجبرهم على دفع تكاليف كبيرة يعجزون عنها.
يذكر أن حوادث غرق المخيمات تتكرر في كل عام بسبب طبيعة الأرض الطينية التي بنيت عليها تلك المخيمات وبسبب انخفاض مستوى الأرض عن مثيلاتها، ويكتفي غالب سكان تلك المخيمات بتنفيذ بعض الإجراءات الاحترازية التي تقيهم من الغرق في سبيل المحافظة على المكان الذي يعيشون فيه.