ضربت عاصفة هوائية، اليوم الأربعاء، شمال غرب سورية، مما فاقم معاناة النازحين جرّاء الزلزال المقيمين في مركز إيواء دارة عزّة، إذ اقتلعت الرياح عدداً من الخيام فيه.
"نطالب الجهات الإنسانية بمد يد العون لنا"، قالها النازح أحمد العساف لـ"العربي الجديد"، مضيفاً "هنا تقيم نحو 50 عائلة، الخيام اقتلعها الهواء والذي استطاع تثبيت الخيمة لم تتأثر لكن بعض الخيام تضرر بشكل بالغ. نرجو المساعدة من الجميع العاصفة الهوائية والزلزال طوّقانا".
تكرر نزوح العساف فهو في الأصل من ريف معرة النّعمان في جنوب محافظة إدلب، يقول: "نزحنا بسبب الزلزال وكانت الأمور قاسية جدّاً أثناء المطر وأثناء الكارثة، ونزحنا إلى مركز إيواء دارة عزة وأتينا إلى هذه الخيام ضمن الظروف القاسية".
في مركز الإيواء ذاته يقيم عايد الزامل النازح بدوره من ريف حلب الجنوبي، ويواجه ذات الظروف الصعبة، وجلّ ما يرجوه هو جدار يستند إليه ومكان يشعر فيه بالأمان، ويقول لـ"العربي الجديد" الخيام لا تتحمل المطر والهواء والعائلة الكبيرة تجلس في خيمة واحدة، اليوم 15 خيمة اقتلعها الهواء نريد جداراً أو غرفة. الخيمة لا تتحمل المطر أو الشمس وهي صغيرة لا تسع العائلة، نطلب توسعة أفضل من هذا".
العاصفة الهوائية لا تزال مستمرة في المنطقة، واقتلعت أكثر من 85 خيمة في أكثر من 11 مخيماً في مناطق ريف حلب وإدلب بحسب إحصائية أوليّة لفريق "منسقو استجابة سورية" الذي أوضح في تقرير له اليوم أن الأضرار تراوحت بين اقتلاع كامل للخيام إضافة إلى الأضرار ضمن المواد الداخلية في الخيام.
ولفت الفريق أن مجمل الأضرار سببها سوء الخيام المستخدمة ضمن المخيمات والتي يطلق عليها محلياً تسمية "خيام السفية" فهي غير مصممة لتقاوم العوامل الجوية، فضلاً عن اهتراء المئات من الخيام نتيجة طول المدة الزمنية وعدم استبدالها بخيام جديدة وإنشاء مراكز الإيواء الحديثة في مناطق غير مؤهلة وهي غير قادرة على الصمود أمام العواصف الهوائية الشديدة.
وحذّر الفريق النازحين من استمرار العاصفة لوقت أطول، وحث على اتخاذ إجراءات السلامة ضمن المخيمات محذّراً أيضاً من الهطولات المطرية المتوقع حدوثها الأمر الذي يزيد حجم الأضرار داخل المخيمات، مكرراً مناشدة المنظمات الإنسانية مساعدة القاطنين في المخيمات بشكل عاجل.
من جهة أخرى، أصيب أربعة مدنيين بجروح هم طفلتان وامرأة وشاب في ريف إدلب، وفق حصيلة أولية لـ"الدفاع المدني السوري" بسبب العاصفة الهوائية التي تضرب المنطقة، مؤكداً أن العاصفة اقتلعت عشرات الخيام، وذلك عبر صفحته على فيسبوك، مشيراً أن العاصفة تسببت بهدم جدران أبنية متصدعة في منطقة شمال غرب سورية.
وتضم مراكز الإيواء والمخيمات نحو مليونين و16 ألفاً و344 شخصاً، وفق تقرير سابق لفريق "منسقو استجابة سوريا"، مشيراً إلى أنه بالتزامن مع زيادة أعداد النازحين، زاد عدد المخيمات ومراكز الإيواء ومناطق انتشار النّازحين في العراء في المخيمات العشوائية، بنسبة 12.81 في المائة، ليصبح عددها 1873، كما أحصى الفريق.