في كل صباح، يخرج الشاب اليمني علي التبعي، على كرسيه المتحرك نحو سيارة الأجرة التي يقودها بيديه فقط.
استطاع التبعي أن يكمل البكالوريوس وينمّي قدراته في عدّة مهارات من بينها صيانة الهواتف النقالة والتصميم وإتقان اللغة الأنكليزية التي جعلت من حوله يرونه كبطل استثنائي وإنسان ينمّي فيهم الأمل.
يقول علي لـ "العربي الجديد": "تعرّضت لحادث مروري في العام 2011 أصيب فيه عمودي الفقري وأصبحت جليس الفراش. كان يجب عليّ أن أعمل لأعيل أسرتي، فتمّكنت من شراء جهاز خاص للتحكّم بالسيارة وبدأت التعلم عليه".
كانت البدايات في سيارة الأجرة صعبة. إذ كان "الناس يخافون من الركوب في سيارتي، لكن مع الأيام اختلفت الأمور بعد أن كسبت ودّهم وحبّهم من خلال تعاملي معهم"، على حد قوله.
وعن يومياته يضيف قائلا: "أخرج منذ الصباح وأعمل في التاكسي والكثير لا يعلمون أنني من ذوي الإحتياجات الخاصة، وعندما يكتشفون ذلك يطلبون رقمي لأساعدهم في تنقلاتهم اليومية".
تواجهه صعوبات عدة يوميا. لكنه يتغلب عليها بإصراره وعزيمته القوية: "هناك صعوبات تواجهني أثناء خروجي من المنزل على الكرسي المتحرك وركوب السيارة. فمثلاً أنا لا أستطيع أن أحمل الكرسي لأضعه في صندوق السيارة، كذلك عندما يطلب مني راكب مسنّ المساعدة بأغراضه، يفاجأ عندما أخبره أنني من ذوي الإحتياجات الخاصة".
سيارة الأجرة مصدر دخله الوحيد، ومن خلاله يمكنه الذهاب إلى مركز الأطراف لمتابعة علاجه.
رسالته لذوي الاحتياجات الخاصة واضحة: "الإرادة والإصرار في الحياة، منحته ما كان مستحيلاً".