أنقذ عمّال الإغاثة باستخدام حفارات، السكّان العالقين ونقلوا طعاماً لمن لا يزال محاصراً، اليوم الجمعة، بعد أيام من الأمطار الغزيرة التي أغرقت مدينة تشينغتشو في وسط الصين.
ومع بدء انحسار مياه الفيضانات، استخدم عمّال الإنقاذ في المدينة حفارات وقوارب مطاطية وطوافات لنقل بعض السكّان إلى أراضٍ جافة، وتوصيل مؤنٍ إلى غيرهم من سكّان المباني السكنية المرتفعة.
وعانت تشينغتشو، عاصمة إقليم خنان المكتظ بالسكّان في وسط البلاد، من الأحوال الجوية المتطرّفة هذا الأسبوع، إذ هطل عليها ما يعادل عاماً كاملاً من الأمطار في غضون بضعة أيام فحسب.
وأسفرت الفيضانات الشديدة الناتجة عن غزارة الأمطار، عن مقتل 12 حوصروا داخل مترو بالمدينة. كما أدّت لانقطاع الكهرباء وتقطع السبل بالسكان في منازلهم ومكاتبهم ووسائل النقل العام.
وبعض عمّال الإنقاذ متطوّعون يستخدمون وسائل مؤقتة مثل شاحنات الحفر التي تنشرها شركات البناء المحلية.
وقال أحدهم ويدعى لي كوي (34 عاماً)، إنّ هناك طلباً شديداً على السلع الأساسية والغذاء.
وانتشر عشرات الآلاف من عمّال الإنقاذ بعضهم من الجيش في أنحاء إقليم خنان. وبلغت حصيلة الوفيات جرّاء الفيضانات في الإقليم 51. واعتبر ثمانية في عداد المفقودين، بينما يعرقل اضطراب اتصالات الهواتف المحمولة وانقطاع الكهرباء في بعض المناطق معرفة الحصيلة الرسمية بدقة.
وجرى استدعاء أفراد متخصّصين في عمليات الإنقاذ من أقاليم مجاورة مع مركبات متخصّصة لسحب المياه من الشوارع والتقاطعات والأنفاق الغارقة.
كما تمّ إجلاء سكّان مدينة صينية، الجمعة، عبر جسور عائمة وعلى متن جرافات في وقت لا تزال مدن كثيرة في وسط البلاد غارقةً بمياه الفيضانات.
وتمركز شرطيون عند مداخل نفق، حيث علقت سيارات، الثلاثاء، بسبب ارتفاع مستوى المياه. وتمنع قوات الأمن المتفرجين وصحافيي وكالة "فرانس برس" من التقاط صور ومقاطع فيديو. ومن المرجّح العثور على جثث داخل مركبات غرقت في المياه.
وتسبّبت الأمطار الغزيرة التي انهمرت أثناء الليل بفيضانات في شمال المقاطعة. وعلى بعد 90 كيلومتراً من تشينغتشو، باتت مدينة شينشيانغ والمناطق المحيطة بها مقطوعة عن العالم.
وأفاد تلفزيون "سي سي تي في" الرسمي عن فيضان نهر وي. وتُظهر مشاهد للنهر مسعفين يستخدمون جسوراً عائمة لإجلاء السكان. وغرقت مساحات لا تُحصى من الأراضي الزراعية بالمياه ولم يعد بالإمكان رؤية سوى رؤوس الأشجار. ويشير كثرٌ إلى التغيّر المناخي لتفسير أسوأ أمطار شهدتها المنطقة منذ بدء تسجيل بيانات الأرصاد الجوية قبل ستين عاماً.
في الشرق، تراقب الصين حالياً بقلق تقدم الإعصار "إن-فا" مع أمطار غزيرة ورياح تصل سرعتها إلى أكثر من 130 كيلومتراً في الساعة، بحسب مصلحة الأرصاد الجوية. ويُفترض أن يلامس الإعصار الأرض اعتباراً من السبت في منطقة شنغهاي، التي تعدّ عشرات ملايين السكان.
(رويترز، فرانس برس)