يستقبل اليمنيون عيد الأم بأيد فارغة من أية إمكانيات للاحتفال أو حتى توفير أبسط الهدايا، وابتسامة باهتة، لكن كثيرين رغم ذلك حريصون على الاحتفاء بالأمهات، ولو بأبسط الوسائل، والهدايا الرمزية، وبينها الزهور.
لم يعد 21 من مارس/آذار، يعني للأمهات اليمنيات عيدا أو مناسبة للاحتفال، إذ تدخل البلاد عامها السابع على التوالي من حرب فقدت بسببها الأمهات أبناءهن وأمنهن، ومقدراتهن المعيشية.
وفرضت الحرب على كثيرين فراق أمهاتهم، فيما تنتظر الأمهات بفارغ الصبر انتهاء الحرب حتى يتمكن من الاحتفال في هذا اليوم، إذ تركت المرأة اليمنية فريسةً منذ سنوات، على مرأى ومسمع المنظمات الدولية التي تهتم بالقشور، وبعد كلّ مؤتمر مانحين، تكرر عناوين مثل "امرأة يمنية تموت كلّ ساعتين خلال الولادة"، أو "ست ولادات من أصل 10 تتم من دون قابلة"، أو "أربعٍ من كلّ 10 يمنيات لا يتلقين رعاية ما قبل الولادة".
ودفعت المرأة اليمنية ثمناً باهظاً للحرب المتصاعدة، وخلافاً للاستهداف المباشر، وقعت النساء ضحايا لتبعات الصراع في الجوانب الإنسانية والصحية والاقتصادية والتعليمية، وحولت الحرب آلافا منهن إلى أرامل وهن في مقتبل العمر، كما نالت الغصّة منهن بعد مقتل فلذات أكبادهن خلال الصراع، فضلا عن التهميش السياسي، وغيابهن عن آخر تشكيل حكومي للمرة الأولى منذ عقدين.