تُحاول الفلسطينية أريج ورش أغا (18 عاماً)، من مدينة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، تناسي إعاقتها الحركية، والانشغال بممارسة هواية التطريز، وقد عرضت بعض منتجاتها في معرض "منتجات طاقة وليست إعاقة"، الذي تم تنظيمه اليوم السبت في مدينة غزة.
وبجوار ورش التطريز، هناك العديد من الزوايا والمُنتجات التي صنعتها زميلاتها من ذوات الاحتياجات الخاصة، ضمن المعرض الذي نظمته جمعية خريجي كليات تدريب وكالة الغوث، بمُناسبة اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، والذي يصادف الثالث من ديسمبر/كانون الأول من كل عام.
وتمزج المصنوعات والمُنتجات، التي عُرضت في قاعة مركز "رشاد الشوا" الثقافي، بين الاحترافية في الإنتاج والأداء والجودة، وبين إرادة المُشاركين في التميز، وإثبات قدرتهم على العمل والتفوق في مختلف المجالات، استناداً إلى قاعدة أن الإعاقة طاقة، وأنها لا يمكنها أن تعيقهم عن تحقيق أمانيهم وتطلعاتهم.
وتقول ورش أغا، التي تعاني من شلل دماغي وتيبس في الأطراف العلوية لـ"العربي الجديد"، إنها تنقلت عبر سلسلة من الخطوات، والتي بدأت بدراسة المنهاج الوزاري، وفي سن 12 عاماً دخلت في مرحلة ما قبل التدريب المهني في جمعية مبرة فلسطين للتدريب المهني، والذي يتعامل مع العشرات من ذوي الإعاقات الحركية وصعوبات التعلم، وبدأت بصنع منتجات التطريز الفلاحي، والنول اليدوي، والإكسسوارات، والتدوير المنزلي، وصناعة الكيك والمعجنات.
وتشاركها في التطريز زميلتها، إسلام ساكن، من قسم المبيت في مبرة الرحمة، والتي تقول لـ"العربي الجديد"، إنها اختارت التطريز على وجه التحديد لإتقانها مهارته، فيما تطمح إلى افتتاح مشروع التطريز الخاص بها، يعينها على إيجاد مصدر دخل خاص.
وتضمّن المعرض مختلف المشغولات اليدوية، والإكسسوارات والحقائب، والمستلزمات المنزلية والمطبخية، والدمى، كذلك الورود الصناعية والمُعلقات المطرزة، وأدوات الزينة المصنوعة من الخزف والكريستال، كما منتجات الزينة الخشبية والمعدنية.
واحتوت زوايا المعرض كذلك على قطع الملابس المُحاكة من الصوف الملون، وعدد من اللوحات التشكيلية التي تعكس الطبيعة والخطوط العربية، فيما ضمت زاوية المأكولات الشعبية الفلسطينية معجنات وأكلات تراثية وحلويات.
وعلى كراس مُتحركة، تشارك الفلسطينية رنا عاشور، 35 عاما من مدينة غزة، مع شقيقتها رندة 39 عاما، وتعانيان من هشاشة في العظام، في مهنة التطريز، وصناعة المشغولات اليدوية من الخزف، فيما تُزينان مشغولاتهن بالرموز والأعلام الفلسطينية.
وتقول رنا لـ"العربي الجديد"، إنها وشقيقتها اتجهتا إلى افتتاح مشروعهما الخاص في بيتهما، بعد تلقيهما التعليم في إحدى المؤسسات المعنية بالأشخاص ذوي الإعاقة، مُبينة أنها تعتمد في تسويق منتجاتها على المعارض الفنية والتراثية، أو عن طريق البيع أونلاين عبر الإنترنت.
وتُلاصق زاوية الشقيقتين في المعرض، زاوية للإكسسوارات المصنوعة من الخرز، والمُزينة بملامح التراث الفلسطيني، لصاحبتها خلود الديب من مدينة غزة، والتي تُعاني من صعوبة في النطق، وتقول إنها شاركت في المعرض لتعريف الناس بمشغولاتها، التي تصنعها بمُشاركة عدد من صديقاتها.
أما الفلسطينية سوسن الخليلي، والتي تُعاني من الإعاقة الحركية وقصر القامة، فتوضح أنها شاركت في زاوية ضمن مشروعها الخاص "ست الكل"، والذي افتتحته لعدم توفر فرص عمل، ويضم التراث الشعبي والإكسسوارات، بهدف تعريف الجمهور بمنتجاتها، كذلك الحفاظ على التراث، على اعتبار أنه مكون أساسي من مكونات الحضارة والتاريخ الفلسطيني.
وتبين الخليلي، أن المعرض الذي يأتي بمُناسبة اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، يهدف إلى إظهار قدرات وإبداع الفتيات والسيدات من ذوات الإعاقة، ويحمل الرسائل للمسؤولين وأصحاب القرار بصرورة الالتزام بالقوانين الخاصة بالأشخاص أصحاب الإعاقة، وفي مقدمتها القانون رقم 4 لعام 199، والاتفاقية الدولية للأشخاص أصحاب الإعاقة، الإعاقة الحقيقية في الحواجز التي يضعها المجتمع، وتعيق الأشخاص عن تحقيق ذواتهم.