أثار توقيع المغرب وإسرائيل، الأسبوع الماضي، اتفاق تعاون بين جامعات ومراكز أبحاث البلدين وربط التواصل بين الطلاب والباحثين في المجال، غضب النقابة المغربية للتعليم العالي، أكبر تنظيم مهني يُمثّل الأساتذة في جامعات المملكة.
واستنكر المكتب الوطني للنقابة المغربية للتعليم العالي، الإثنين، إقدام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار على "إقحام مؤسسات التعليم العالي في محافل التطبيع مع الكيان الصهيوني، تحت مسميات الشراكة الأكاديمية والبحثية".
وقالت النقابة، في بيان وصل "العربي الجديد"، إن استقبال وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عبد اللطيف الميراوي، لوزيرة العلوم والتكنولوجيا والفضاء الإسرائيلية، أوريت فركش هكوهين، التي حلت الأربعاء الماضي بالمغرب، في أول زيارة لها منذ استئناف العلاقات بين الرباط وتل أبيب في نهاية 2020، "لا يعني سوى الوزير وحده، ولا يمثل الأساتذة الباحثين".
ودعت النقابة، الأساتذة المنضوين تحت لوائها في مختلف الجامعات المغربية، إلى "التصدي لكل الفعاليات والمبادرات التطبيعية التي تستهدف اختراق الجامعة المغربية ومؤسسات التعليم العالي، وتدنيس حَرَمها، وتلويث سمعتها، بهدف النيل من صمودها وكسر مناعتها التاريخية، ويؤكد أن القضية الفلسطينية ستبقى حية في ضمير الجامعة والجامعيين وكل المغاربة".
وكان وزير التعليم العالي المغربي ونظيرته الإسرائيلية قد وقّعا، الخميس الماضي، أول اتفاقية تعاون بين جامعات ومراكز أبحاث البلدين، هو الأول من نوعه في مجال التعليم الجامعي، منذ بداية استئناف العلاقات في 24 ديسمبر/كانون الأول 2020.
واستبقت وسائل إعلام إسرائيلية زيارة وزيرة العلوم والتكنولوجيا والفضاء أوريت فركش هكوهين إلى الرباط، بوصف الاتفاق بين الرباط وتل أبيب بـ"الاتفاق التكنولوجي الهام والتاريخي".
وأوضحت أن هذا الاتفاق سيشمل التعاون في العديد من المجالات، من بينها الذكاء الاصطناعي والتقنيات الزراعية، وإدارة المياه وتحليتها، ومحاربة التصحر، وتقنيات معالجة الأغذية، والتكنولوجيا الحيوية، والطاقة المتجددة، والتقنيات الطبية والصناعىات الدوائية، والمدن الذكية، وصناعة السيارات. هذا، بالإضافة إلى تكنولوجيا البيانات والفضاء والعلوم الإنسانية ومجالات أخرى متعلقة بالبيئة والمجتمع.
وأعلنت، عن أنه مباشرة بعد توقيع هذا الاتفاق سيتم تشكيل فريق مشترك من الخبراء من إسرائيل والمملكة المغربية، من أجل تطبيق الاتفاقية التكنولوجية وإخراجها إلى الوجود، لتعزيز التعاون بين تل أبيب والرباط.
وتعود مبادرات التطبيع التعليمي بين إسرائيل والمغرب إلى فبراير/شباط 2021، حيث اتفق وزيرا التعليم المغربي والإسرائيلي، على إطلاق برنامج لتبادل الوفود الطلابية بين البلدين، وإجراء مسابقات تعليمية باللغتين العربية والعبرية في البلدين، وهو ما لاقى في حينه معارضة شديدة من الجمعيات والمنظمات المغربية المناهضة للتطبيع.
وكانت إسرائيل والمغرب قد أعلنا في 10 ديسمبر/كانون الأول 2020، عن استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما، بعد توقّفها عام 2000 إثر اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية.
ومنذ توقيع اتفاق التطبيع بين المغرب وإسرائيل برعاية أميركية أواخر عام 2020، تسير العلاقات بين البلدين في منحى تصاعدي، توجّ بزيارات وزراء إسرائيليين إلى المغرب وتوقيع اتفاقيات تعاون عدة.