أثار عرض مسرحي موسيقي خلال حفل تخريج طالبات السادس الابتدائي، نظمته إدارة مدرسة الراهبات الوردية في القدس المحتلة، اليوم الخميس، وتضمن في فقراته رفع علم دولة الاحتلال الإسرائيلي، حالة غضب في أوساط المقدسيين، خصوصاً أولياء أمور الطالبات وهيئات مقدسية أخرى، دانت بشدة هذا العرض المسيء للأهالي ولأبنائهم وللمقدسيين عموماً.
وعبّر التجمع الوطني المسيحي في الأراضي المقدسة، في بيان صحافي، عن رفضه بشدة رفع علم دولة الاحتلال الإسرائيلي خلال العرض الذي أقيم في مدرسة الوردية في القدس اليوم، وتناول النزاعات الدولية.
وأوضح التجمع أنه "يُشجع العروض الثقافية والفنية التي تعكس التنوع وتعزز التفاهم والحوار بين الثقافات المختلفة. ومع ذلك، فإن رفع علم دولة الاحتلال الإسرائيلي، التي تواصل انتهاكاتها اليومية لحقوق الشعب الفلسطيني وتستمر في الاحتلال الظالم للأراضي الفلسطينية، يُعَدّ تجاوزاً واضحاً للمبادئ الأخلاقية وتربيتنا الوطنية".
وطالب التجمع إدارة المدرسة بأن "تنظّم يوماً للعلم الفلسطيني قبل نهاية العام الدراسي الحالي، تتخلله محاضرات وأنشطة توعوية تعكس الحقائق التاريخية والقانونية حول القضية الفلسطينية بأساليب سهلة ليتسنى لطالبات المدرسة، وخصوصاً الصغيرات منهن، تطوير فهمهن للقضية الفلسطينية وتعزيز وعيهن الوطني".
وأعرب التجمع عن "استغرابه الشديد لهذا الحادث المؤسف الصادر عن مؤسسة تعليمية مقدسية رائدة"، مشدداً على "أهمية الدور الحيوي للمؤسسات التعليمية في بناء الوعي والقيم الوطنية".
بدوره، عبّر رئيس اتحاد أولياء الأمور في مدارس القدس، زياد الشمالي، عن إدانة الاتحاد ورفضه لما قامت به إدارة المدرسة وتبريرها لما تضمنه العرض المسرحي والموسيقي.
وقال الشمالي لـ"العربي الجديد": "لا شيء يبرر ما جرى، حيث إن العرض بمضمونه ورسالته يؤذي الأهالي والمقدسيين خصوصاً، وأبناء الشعب الفلسطيني عموماً". وأكد أن الاتحاد "بصدد مراجعة مرجعية هذه المدرسة، وهي المجلس الكنسي، حيث المطلوب منهم الاعتذار للمقدسيين عموماً عما جرى".
وشهدت قاعة العرض صخباً شديداً بين عدد من الأهالي وإحدى المسؤولات عن العرض التي حاولت تبرير ما جرى بأنه كان استعراضاً مسرحياً للصراعات، من خلال عرض أعلام الدول التي تشهد صراعات دولية، بيد أن الأهالي رفضوا تبرير إدارة المدرسة، وأرغموها على إزالة علم الاحتلال.
وقال أحد أولياء الأمور لـ"العربي الجديد"، وهو محمد أبو لبدة: "إنّ ما جرى كان مسيئاً لنا ولأبنائنا ولكل من حضر العرض المسرحي والموسيقي". وأضاف: "الاعتذار ليس كافياً، يجب إقالة كل المسؤولين عن هذا العمل المدان".
وعقّب أحد النشطاء المقدسيين، وهو الحاج نهاد الزغير، بالقول في حديث لـ"العربي الجديد": "إن ما حصل في مدرسة راهبات الوردية اليوم غير مقبول على كل حر وشريف وغيور".
بدورها، أصدرت إدارة المدرسة، في وقت لاحق، بياناً اعتذرت فيه بشدة عما أسمته "الفهم المغلوط من العرض، وما سبّب من إساءة لحقت بالمقدسيين وأهاليهم". بيد أن الأمور عادت وتعقدت من جديد بعد وصول شرطة الاحتلال إلى مباني المدرسة ومحاولتها إخلاء الأهالي الذين كانوا يعبّرون عن غضبهم مما جرى.