وثقت الأمم المتحدة فرار نحو 200 ألف شخص من السودان منذ اندلاع الاشتباكات بين الجيش و"قوات الدعم السريع" في منتصف إبريل/نيسان، إضافة إلى نزوح مئات الآلاف داخل البلاد.
وقالت المتحدثة باسم المفوضية السامية للاجئين أولغا سارادو للصحافيين في جنيف: "مع تواصل أعمال العنف في السودان للأسبوع الرابع، اضطر قرابة 200 ألف من اللاجئين والعائدين إلى الفرار من البلاد، مع عبور مزيد من الأشخاص الحدود طلبا للأمان".
وأفادت منظمة الهجرة التابعة للأمم المتحدة في وقت سابق من هذا الأسبوع، بأن أكثر من 700 ألف شخص نزحوا داخل السودان في أعقاب اندلاع المعارك في 15 إبريل/نيسان والتي أدت إلى مقتل أكثر من 750 شخصا وجرح 5000 آخرين.
وفي حديثها عن الفارين من السودان، حذرت سارادو من أن "الاستجابة الإنسانية صعبة ومكلفة"، مشيرة إلى أن "اللاجئين والعائدين يصلون إلى مناطق حدودية نائية حيث الخدمات والبنى التحتية شحيحة أو غير متوافرة ويعاني السكان المضيفون تحت وطأة تغير المناخ وندرة الغذاء".
ونبهت إلى أن "موسم الأمطار المقبل سيجعل الأمور اللوجستية أكثر صعوبة عندما ستصبح العديد من الطرق غير سالكة".
بالنسبة إلى تشاد المجاورة، قالت إن نحو 30 ألف لاجئ وصلوا في الأيام الأخيرة ليرتفع العدد الإجمالي للذين وصلوا من السودان في الأسابيع الأخيرة إلى 60 ألفًا.
وأضافت "ما يقرب من 90 في المائة من اللاجئين هم من الأطفال والنساء، منهن العديد من الحوامل".
ووفقًا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين يعاني 20 بالمائة من الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين ستة أشهر وخمس سنوات من سوء التغذية الحاد.
ويتواصل القصف الجوي والمدفعي في العاصمة السودانية الخرطوم، اليوم الجمعة، بعدما أخفق الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في الاتفاق على وقف لإطلاق النار رغم التزامهما بحماية المدنيين والسماح بعبور المساعدات الإنسانية.
وتم التوقيع على ما يسمى بإعلان مبادئ في السعودية في ساعة متأخرة من أمس الخميس بعد ما يقرب من أسبوع من المحادثات بين الجانبين، إلا أنه لم تصدر حتى الآن بيانات عن أي من الطرفين تعترف بالاتفاق.
وأكدت المفوضية أنها ترحب بتوقيع الطرفين العسكريين المتحاربين في السودان، مساء الخميس، على إعلان يتعهّدان فيه باحترام قواعد تتيح توفير المساعدات الإنسانية.
وعبرت عن أملها في أن "يسمح (الاتفاق) بإيصال المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها واستعادة الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والمياه والكهرباء".
ومنذ اندلاع الاشتباكات بشكل مفاجئ في 15 إبريل/ نيسان، لم يبد أي من الجانبين استعدادا لتقديم تنازلات لإنهاء القتال الذي أودى بحياة المئات ويهدد بالزج بالسودان في أتون حرب أهلية شاملة.
وقال محمد عبد الله (39 عاما)، الذي يعيش في جنوب الخرطوم: "كنا نتوقع أن يهدئ الاتفاق الحرب، لكننا استيقظنا على نيران المدفعية والضربات الجوية". ودوت الأصوات نفسها في مدينة بحري المجاورة.
وشهدت الإعلانات السابقة لوقف إطلاق النار انتهاكات متكررة، ما ترك المدنيين وسط مشهد مرعب من الفوضى والقصف في ظل انقطاع إمدادات الكهرباء والمياه وشح الغذاء وانهيار النظام الصحي.
وذكرت منظمة الصحة العالمية أن 600 شخص على الأقل قتلوا وأصيب أكثر من خمسة آلاف في القتال، لكنها أشارت إلى أن الأعداد الحقيقية أكبر من ذلك بكثير على الأرجح.
وقالت وزارة الصحة السودانية إن ما لا يقل عن 450 شخصا قتلوا خلال اشتباكات اندلعت في ولاية غرب دارفور.
وأفادت نقابة أطباء السودان، مساء الخميس، بأن "عدد الوفيات بين المدنيين منذ بداية الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع ارتفع لــ524 حالة وفاة، و2872 حالة إصابة".
وذكرت أنه "توجد الكثير من الإصابات والوفيات غير مشمولة في هذا الحصر، ولم تتمكن من الوصول للمستشفيات لصعوبة التنقل والوضع الأمني في البلاد".
(فرانس برس، رويترز)