استعادت شوارع وأحياء المغرب أجواءها المعتادة خلال عيد الفطر، بعد عامين من قيود مكافحة فيروس كورونا. واستقبل المغاربة العيد بالقيام بكل ما تحمله ذاكرتهم من طقوس وعادات يحرصون على غرسها في نفوس أطفالهم، باعتبارها جزءا من موروثهم الاجتماعي.
وفي مسجد إبراهيم الخليل، بحي اشماعو في مدينة سلا، القريبة من العاصمة الرباط، كان المشهد مهيبا، إذ فاضت الساحات المحيطة بالمصلين، وتحولت لحظة إعلان مواطنة فرنسية اعتناقها الإسلام وسط أصوات التكبير إلى موقف زاد من روحانية العيد.
وامتزجت عبر مكبرات الصوت بالمسجد أصوات التكبير التي لم تخل من أصوات أطفال ويافعين، إلى جانب الكبار، وجاء الجميع لأداء صلاة العيد بعد انقطاع دام لعامين بسبب الجائحة.
يقول محسن العلمي (53 سنة)، لـ"العربي الجديد": "توجه المغاربة، نساء ورجالا وأطفالا، بكثير من الحماس والشوق والسعادة إلى المساجد والمصليات، في مشهد افتقدناه طوال العامين الماضيين. فرحة العيد لا تكتمل إلا بحضور صلاة العيد، والتكبير طلبا للأجر. نحمد الله أن تمكنا من أداء صلاة العيد التي حرمنا منها بسبب كورونا. يشعر المرء بسعادة عارمة حين يشاهد مظاهر التسامح والتآخي التي تسود بعد الصلاة عبر المصافحات وتبادل التهاني بقدوم العيد".
ويرتبط "العيد الصغير"، كما يسميه المغاربة، الذين يطلقون على عيد الأضحى "العيد الكبير"، بالمحافظة على أداء الصلاة، وتقديم الصدقات، وتبادل الزيارات العائلية لإحياء صلة الرحم، ويحرص كثيرون في اليوم الأول على تبادل الزيارات، والاجتماع على مائدة الغداء، وتمضية الوقت مع العائلة.
تقول خديجة واعطوش، لـ"العربي الجديد "، إن "عيد الفطر مناسبة لعودة اجتماع الأهل والأصدقاء في أجواء احتفالية بالمناسبة السعيدة، بعد أن حرمنا من ذلك لسنتين"، مشيرة إلى أنها غادرت العاصمة إلى مسقط رأسها بمدينة ورزازات (جنوب)، وأن مشقة الذهاب بالحافلات لا تهمها في مقابل السعادة والبهجة التي تعيشها بصحبة والديها، وزيارة الأهل على مدار أيام العيد".
وأضافت أن "العيد يمثل فرصة للقاطنين بعيدا عن الأهل، سواء في داخل البلاد أو خارجها، لاقتناص أوقات فرح معهم، ويبدو العيد هذه السنة مختلفا، ويتميز بإقبال لافت على العادات والطقوس والزيارات".
وشهدت الحدائق والمتنزهات، مساء الاثنين، توافد المئات من المواطنين الذين حرصوا على اصطحاب الأطفال للاستمتاع بإجازة أول أيام عيد الفطر، والترفيه عن أنفسهم وعائلاتهم.
وتقول هجر الداودي لـ"العربي الجديد"، إنها اصطحبت أولادها إلى مارينا أبي رقراق بمدينة سلا بناء على رغبتهم، حيث تتوفر فرص الترفيه للصغار والكبار على حد سواء، لافتة إلى أن "هناك إقبالا كبيرا في الفترة المسائية على التنزه، والتمتع بأجواء العيد بعد انفراج الوضع الوبائي، ما أضفى طابعا خاصا على الاحتفال بالعيد هذه السنة".