تحت شعار "سوا، مخيمنا أنظف" أطلقت جمعية "أحلام لاجئ" مشروعاً لفرز النفايات من المصدر، في مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين قرب العاصمة اللبنانية بيروت، يهدف إلى جمع نفايات المنازل والمحال التجارية في نطاق المخيم، يومياً، بشرط الفرز من المصدر. وتتولى فرق المشروع توزيع الأكياس الخاصة بالفرز على السكان. يقول منسق مشروع النظافة وفرز النفايات في مخيم شاتيلا، أحمد الخطيب، المتخصص في مراقبة النوعية، وهو من سكان المخيم، ومن يافا في الأصل: "هدف المشروع الرئيس تنظيف المخيم، من طريق تعزيز الوعي. ستتولى مجموعة من الشبان هذه المهمة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، ودعوة السكان إلى فرز النفايات من المصدر، أي من المنزل والمتجر، ويهدف المشروع أيضاً إلى توفير فرص عمل للشبان العاطلين من العمل، إذ سيتقاضى كلّ متطوع لقاء عمله 100 دولار أميركي شهرياً".
أما عن عدد العاملين في هذا المشروع، فيقول الخطيب: "يبلغ عدد الشبان العاملين في المشروع 130، يعملون على فترتين: قسم في الفترة الصباحية، وقسم في المسائية، وعملهم يقوم على تنظيف المخيم، وتوعية السكان في ما يخص فرز النفايات". أما عن طبيعة العمل، فيقول: "أولاً، يجمع الشبان النفايات، ثم يحضرونها إلى مركز الفرز، وفي المركز شبان آخرون يعملون على فرزها، ثم نتولى بيعها لشركات تعيد تدوير المواد الصلبة، وذلك لتوفير مبلغ مالي للمتطوعين، هو عبارة عن مكافأة إضافية". أما بالنسبة إلى قطعة الأرض التي يفرزون النفايات فيها، فيقول: "هذه الأرض كانت مهملة، وكانت ملجأً للقوارض والحشرات على أنواعها كافة، كذلك كانت ممتلئة بالنفايات والمواد الكيميائية التي تشكل ضرراً على أهالي المخيم، فعملنا على استثمارها وتنظيفها من هذه النفايات، وبذلك نكون قد عملنا على حماية المخيم وأهله من هذا الأذى".
من جهته، يقول منسق المشاريع الخدماتية في جمعية "أحلام لاجئ" عثمان عفيفي: "كانت فكرة مشروع إدارة النفايات الصلبة في مخيم شاتيلا تهدف إلى تقديم خدمة لهذا المخيم، على أمل أن يتوسع هذا المشروع إلى المناطق المجاورة، علماً أنّ هذا المشروع يوفر فرص عمل لشبان مخيم شاتيلا ومخيم برج البراجنة (المخيمان يقعان في الضاحية الجنوبية لبيروت)".
فكرة المشروع قائمة على زيادة التوعية من خلال توزيع منشورات على البيوت والمحال التجارية وعلى المارة حول أهمية الفرز، وكيفية العملية، ولذلك سيتولى المتطوعون في المشروع توزيع أكياس نفايات متعددة الألوان، أهمها الأسود المخصص للمواد الصلبة، كالبلاستيك، والمعادن، والأسود للمواد العضوية والورق، إذ يدلّ كلّ لون على نوع النفايات التي يجب أن توضع فيه. بعد ذلك يتولى العمال أخذ النفايات من المنزل أو المحل التجاري، ونقلها بواسطة آليتين، الآلية الأولى تحمل النفايات العضوية وتأخذها إلى مكبّ النفايات، وآلية أخرى تأخذ النفايات الصلبة التي جرى فرزها إلى المعمل. وبعد عملية فرز النفايات في المعمل تُنقل إلى المستوعبات، ويجري تكبيسها بحسب نوعها، ثم تباع إلى بعض الشركات.
المتطوع ياسر عبد الفتاح جابر، فلسطيني من يافا، مقيم في مخيم شاتيلا، يقول: "قبل أن أتطوع في هذا العمل، كنت أعمل في خدمات التوصيل، لكنّ عملي تراجع بسبب أزمات لبنان وتأثرنا بها كثيراً، فوجدت فرصة في التطوع في مشروع إدارة النفايات بعدما كنت عاطلاً من العمل منذ عام". يضيف: "هذا المشروع ساعد العديد من الشبان العاطلين من العمل في إيجاد فرص عمل لهم، بدلاً من التوجه نحو تجارة المخدرات والسرقات".
أما الشاب علاء الفرا، وهو سوري الجنسية من أم فلسطينية، ويعيش في مخيم شاتيلا، فيقول: "تعلمت حتى الصف الثامن الأساسي فقط في المدرسة، وبعد ذلك تنقلت بين مهن عدة. حاولت اللجوء إلى ألمانيا مع والدي الذي تمكن من الوصول إليها، لكنّي لم أتمكن. كنت أمضي وقتي بلا عمل إلى أن عرفت بالمشروع، فتطوعت في جمعية أحلام لاجئ لأوفر دخلاً خاصاً بي، إذ إنّ والدي اللاجئ في ألمانيا هو من يرسل الأموال لي".
أما المتطوع عبد الرحمن عبد الله، وهو فلسطيني من حيفا في الأصل، ويقيم في مخيم شاتيلا، فيعمل في محل للفحم قدمته له أيضاً جمعية "أحلام لاجئ"، علماً أنّه من الأشخاص ذوي الإعاقة، ويقول: "تطوعت في مشروع النفايات، حتى أساعد في تنظيف المخيم، وتقديم خدمات للسكان وتطوير ذاتي، وهكذا أواصل عملي صباحاً في محل الفحم، لأعمل في المساء في مشروع النفايات".