كما كان متوقعاً، قررت السلطات العراقية، السبت، إعادة فرض حظر التجوال، وغلق دور العبادة، واعتماد أسلوب التعليم عن بعد للوقاية من التفشي المتسارع لفيروس كورونا، بعد التصاعد اليومي للإصابات في عموم المحافظات، بالتزامن مع تراجع التزام الإجراءات الوقائية.
وسجلت البلاد، السبت، 2190 إصابة، و7 وفيات جديدة، ليرتفع الإجمالي إلى 641628 إصابة، و13164 وفاة، بينما بلغ عدد المتعافين 605980. وكشفت اللجنة العليا لإدارة الأزمة الصحية في بيان، أنه "تقرر إعادة فرض حظر التجول من الثامنة مساءً حتى الخامسة صباحاً لمدة 14 يوماً، بدءاً من 18 فبراير/ شباط الحالي، ومنع إقامة المناسبات ومجالس العزاء، وفرض غرامة قدرها 5 ملايين دينار عراقي (نحو 3400 آلاف دولار) على المخالفين.
كذلك تقرر إغلاق جميع دور العبادة، والسماح برفع الأذان فقط، وغلق قاعات الأفراح اعتباراً من الاثنين المقبل حتى إشعار آخر، وغلق مراكز التدليك والتجميل لمدة أسبوعين، وفرض أسلوب التعليم الإلكتروني في جميع المدارس والمعاهد والكليات الحكومية والأهلية من يوم 18 فبراير، باستثناء المراحل النهائية لطلبة كليات الطب.
وقال مسؤول في وزارة الصحة لـ"العربي الجديد"، إن "قرارات اللجنة اتخذت بناءً على توصيات من وزارة الصحة التي تشعر بقلق كبير من تزايد الإصابات خلال الأيام الماضية"، موضحاً أن حظر التجول خلال الليل من شأنه تخفيف التجمعات التي تُعَدّ الناقل الأكبر للفيروس، وأن "تخفيف الإجراءات أو تشديدها سيعتمد على الموقف الوبائي، ومدى التزام المواطنين الإجراءات الوقائية".
ووجّهت وزارة الصحة نداءً إلى المواطنين، حذّرتهم فيه من موجة شديدة للفيروس، يمكن أن تجرّ البلاد نحو وضع خطير يؤثر سلباً بالوضع الصحي فيها، داعية إلى "التزام الإجراءات الوقائية، من لبس الكمامة والتعقيم، والتباعد الاجتماعي، وغيرها من الإجراءات التي تحدّ من الإصابات".
وقال نائب رئيس خلية الأزمة الصحية، جواد الموسوي، في وقت سابق، إنّ "اللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية ستناقش تعليق الدوام في الجامعات والمدارس لمدة أسبوعين، واعتماد التعليم الإلكتروني، وسترفع مقترح العودة إلى الحظر الجزئي اليومي بعد الساعة السابعة مساءً حتى صباح اليوم التالي، وتدرس الخلية أيضاً تقليص الدوام في الدوائر الحكومية إلى 50%".
وحذّر الموسوي من أنّ "الاستهانة بالفيروس ستؤدي إلى كارثة في البلاد، ولا سيما أنّ كل الدلائل تؤكد أننا دخلنا في بداية الموجة الثانية للجائحة، وأنها ستكون أقسى وأشد، لكونها أكثر انتشاراً وتصيب أعماراً أصغر من سابقتها". وشدّد على أنّ "الاستهانة بهذه الموجة ستؤدي إلى انهيار المؤسسات الصحية في البلاد". ودعا الحكومة إلى "اتخاذ تدابير وإجراءات صارمة لحثّ المواطن على التزام التعليمات الصحية".
وزار وزير الصحة، حسن التميمي، ليل أمس، محافظة النجف، بعد زيادة الإصابات فيها، وأعرب عن قلقه من الوضع الوبائي في البلاد. وقال في مؤتمر صحافي عقده في ساعة متأخرة من الليل: "نحن قلقون جداً من الوضع الوبائي في البلاد، والوزارة أضافت 80 مستشفى و70 مختبراً و 10 آلاف جهاز تنفس صناعي، وأدخلت مختبرات جديدة خاصة بالسلالات الجديدة قيد الخدمة"، وأنّ "الوزارة ستتعاقد مع شركات عالمية لتشغيل مستشفى النجف التعليمي ومستشفيات أخرى".