أكد "فريق ملهم التطوعي" العامل في الشمال السوري، وصول عدد المستفيدين من المشاريع السكنية التي يعمل عليها حتى اليوم إلى أكثر من 12 ألف مستفيد، مشيرا إلى تسليم المشاريع السكنية للمجالس المحلية، نافيا ما أشيع عن إيقاف أعماله في مناطق ريف حلب الشمالي.
ويوضح عبد الله الخطيب، مسؤول المكتب الإعلامي في الفريق، لـ"العربي الجديد"، أن الفريق يعمل من قرابة عام ونصف العام على مشروع "حتى آخر خيمة"، والهدف منه بناء تجمّعات سكنية وبنى تحتية ومرافق خدمية، لنقل العوائل من المخيمات إلى هذه الشقق السكنية، وحتى اليوم وصل الفريق إلى بناء حوالي 2000 شقة سكنية، ونقل العوائل إليها، و"مازال العمل على المشروع قائما حتى الآن".
تجاوز إجمالي التبرعات بعد 8 سنوات من إطلاق موقع فريق ملهم التطوعي نحو 70 مليون دولار
وأضاف الخطيب: "لم يوقف الفريق الخدمات التي يقدمها، على العكس تماماً نعمل جاهدين لتعزيز خدماتنا وتكثيفها لتصبح شاملة ونوعية بشكل أكبر، فقط تخلى الفريق عن إدارة التجمعات السكنية التي بناها وأوكل المهمة للجهات المعنية في المدينة"، موضحا "وصل عدد المستفيدين من المشاريع السكنية حتى اليوم إلى أكثر من 12 ألف مستفيد، وفّر لهم الفريق كافة الخدمات والاحتياجات من مدارس ومساجد ومياه شرب، ومواد غذائية وحدائق ومراكز صحية، وذلك لتوفير حياة كريمة تليق بأهلنا المهجرين".
ويعمل الفريق في شتى المجالات التي تخدم الأهالي في المناطق التي يعمل بها، من توفير سكن ومشاريع تنموية وتوفير مواد غذائية وتأمين الرعاية الصحية، وإجراء العمليات الجراحية بشكل مجاني، والاهتمام بالمرافق الحيوية، كالحدائق والمساحات الخضراء والأسواق، إضافة للاهتمام بشكل كبير بالقطاع التعليمي، من خلال بناء المدارس وتشغيلها، وتأمين أقساط الطلاب الجامعيين، والعمل على تخفيف ظاهرة عمالة الأطفال عبر توفير كفالات لهم وإعادتهم للمدارس، وفق ما ذكر الخطيب.
وأضاف الخطيب: "اليوم، يفخر الفريق بتتويج مسيرته في مجال العمل الخيري، بتأسيس منظمة تحمل اسمه، مقرها تركيا، ولها ترخيص قانوني ومكاتب في أميركا، ألمانيا، السويد وكندا، يسعى من خلالها إلى تأطير عمله الإنساني الخيري في إطار مؤسساتي خال من التبعية الحزبية أو السياسية، ويعزز بذلك ثقة داعميه في مختلف أرجاء العالم، ويطور مسار عمله الخيري وفق معايير عالمية".
أما عن مصادر تمويل الفريق، قال الخطيب: "يعتمد الفريق بشكل كامل على تمويله من التبرعات الفردية من خلال موقعه الإلكتروني، الذي يتيح التبرع والدفع بكل الطرق من سائر أنحاء العالم، حيث تجاوز إجمالي التبرعات بعد 8 سنوات من إطلاق الموقع نحو 70 مليون دولار".
وشدد الخطيب على أن "الفريق ليس له أي ارتباطات عسكرية كما يشاع، أو سياسية"، قائلا: "نحن منظمة مدنية مستقلة، لدينا ترخيص في عدة دول أوروبية وفي أميركا وكندا، أشيعت هذه الأخبار للضغط علينا بعد رفضنا الرضوخ لفصائل مسلحة في المنطقة، ليضغطوا علينا ويأخدوا إتاوات ومنازل لأشخاص محسوبين عليهم".
وختم الخطيب: "مع تفاقم الكارثة الإنسانية، وتضاعف أعداد المهجّرين داخلياًً وخارجياً وتوزعهم على طول الخارطة الجغرافية، كان لابد لسواعد شباب الفريق أن تشتد ولأرواحهم أن تزداد إصراراً، فوصل عدد أعضاء الفريق في سنته التاسعة إلى أكثر من 400 متطوع ومتطوعة انتشروا في مختلف أرجاء العالم، وحوالي 70 موظفا وموظفة في مناطق التنفيذ، عملوا كخلية نحل، مواصلين الليل بالنهار على إيصال المعونة إلى مستحقيها ومسح الأسى عن وجوه أبناء جلدتهم". وذكر أنّ الفريق تعرّض للكثير من الضغوطات والتعديات، مشيرا إلى أنّ لديه أملا في أن يتم إنهاء هذه التعديات.
ويتعرض الفريق لهجوم وحملة انتقادات وتشويه لأسباب عدة، وفق الناشط الإعلامي محمد أبو الطيب، وهو من أبناء ريف حلب الشمالي، كما أوضح، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أنه "ظهور قائد فريق ملهم على مواقع التواصل الاجتماعي بأماكن سياحية، استفزّ البعض ودفعهم إلى مهاجمة الفريق".
وتابع أبو الطيب: "أثق في عمل الفريق، وهو جهة موثوقة ولها الكثير من المشاريع، لكن عرض هذه الفيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعي لا يحب الناس رؤيتها. وبخصوص الحديث عن الفساد في الفريق وغيره من المنظمات، من وجهة نظري لا يوجد جهة تعمل في هذا المجال لا يكون لها تجاوزات. لكن ليس بالحجم الذي يشاع".
وأضاف: "بالنسبة للحديث عن كتيبة أمنية تابعة للفريق في منطقة اعزاز، مسؤولة عن حماية قرية أوتاد ملهم، التي سيطرت الجبهة الشامية التابعة للفيلق الثالث على 150 بيتا فيها، نعرف أن محمود حسانو مسؤول فريق ملهم في اعزاز، هو شقيق أحمد حسانو قائد كتيبة عسكرية في تجمع الشهباء، وهو تجمع وقعت بينه وبين الجبهة الشامية خلافات في مطلع شهر إبريل/نيسان، وهذه الكتيبة التي يقودها أحمد كانت مسؤولة عن حماية هذه القرية، حيث استقال لاحقا محمود من عمله في فريق ملهم إثر الخلاف، وهذا هو سبب الحديث عن كتيبة أمنية تعود للفريق".
أحمد حجازي، أحد أهالي منطقة اعزاز، تحدث لـ"العربي الجديد" منتقدا الفريق، قائلا: "الفريق جمع أموالا طائلة، وأوقف عمله، من وجهة نظري تحول من فريق تطوعي لفريق للسياحة والسفر. المشاريع وقفت بعد العمليات العسكرية وتدخل الفصائل، وهو لديه فصيل أمني لحماية هذه المشاريع".
ويعرف الفريق وفق موقعه الرسمي بأنه منظمة خيريّة غير ربحيّة، تأسّست في عام 2012 في الأردن من قبل مجموعة من الطّلاب الجامعيّين آنذاك، تهدف لمساعدة المهجّرين السّوريين في دول اللجوء والشّمال السّوري، مقرّها الرئيسي الحالي تركيا.