فلسطينيون عالقون في سيناء: نريد الدخول إلى غزة لنكون مع أهلنا في مواجهة العدوان الإسرائيلي
تستمر معاناة عشرات المسافرين الفلسطينيين العالقين في محافظة شمال سيناء، بسبب قرار السلطات المصرية إغلاق معبر رفح البري مع قطاع غزة يوم الثلاثاء الماضي، بسبب قصف إسرائيلي متكرر لبوابته ومحيطه، وسط مناشدات بحل أزمتهم من خلال فتحه مُجدّداً وإعادتهم إلى قطاع غزة للبقاء بجوار عوائلهم التي تتعرض لقصف متواصل منذ يوم السبت الماضي.
وقالت مصادر محلية في مدينة العريش لـ"العربي الجديد"، إنّ عشرات المسافرين الفلسطينيين عالقون في المحافظة يجلسون حالياً في الاستراحات والكافيهات في انتظار حلّ لأزمتهم في ظل رغبتهم بالعودة إلى القطاع الذي يتعرض لحرب إسرائيلية كبيرة، مضيفة أن غالبية المسافرين لا يملكون ما يكفي لاستئجار شقق وفنادق، في حين أنهم ينتظرون تدخلاً حكومياً مصرياً لحل الأزمة، إما بإعادتهم إلى غزة أو توفير مأوى بشكل عاجل لهم، خاصة أن بينهم عددا كبيرا من الأطفال والنساء وكبار السن والمرضى، مع تفضيلهم العودة إلى غزة بدل البقاء في سيناء.
والتقى مراسل "العربي الجديد" في سيناء عدداً من العالقين في مدينة العريش. وقال عبد الرحمن محمد: "نحن هنا منذ يومين، وعددنا يُقدّر بالعشرات، ولا نريد شيئاً سوى العودة إلى قطاع غزة، أهالي سيناء لم يُقصّروا معنا، لكننا لا نستطيع البقاء هنا وأهالينا وعوائلنا بغزة تحت القصف".
وأضاف المسافر الفلسطيني أنّ من المسافرين العالقين في سيناء أهالي شهداء أو أقاربهم عادوا بسبب تعرض منازلهم وذويهم إلى الأذى جراء القصف الإسرائيلي على الأحياء السكنية في القطاع، فيما طالب السلطات المصرية، وفي مقدمتها الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالتدخل الفوري والعاجل لإعادتهم إلى غزة من خلال فتح معبر رفح رغم القصف الإسرائيلي لمحيطه خلال اليومين الماضيين.
من جهته، قال مصدر مسؤول في معبر رفح البري، لـ"العربي الجديد"، إن المعبر مغلق بقرار أمني حفاظاً على سلامة المسافرين الفلسطينيين، وكذلك الموظفين في جانبي المعبر، في ظل التهديدات الإسرائيلية بقصفه مجددا في حال إعادة تشغيله خلال هذه الفترة التي يشهد فيها قطاع غزة حرباً وحصاراً عسكرياً مشدداً.
وأضاف أنه "لا توجد أي مواعيد لإعادة تشغيله، مع الحاجة إلى تنسيق مع الجانب الإسرائيلي، خصوصاً في ظل استمرار الحرب على قطاع غزة، وسماعنا بشكل واضح للقصف الإسرائيلي في مناطق مدينة رفح الفلسطينية الملاصقة للحدود مع مصر"، مشيراً إلى أنه "لا توجد أي مساعدات قد وصلت إلى المعبر منذ بدء الحرب على القطاع، فيما تم سحب الإسعافات التي جاءت لنقل المصابين الفلسطينيين من داخل المعبر إلى مكان آخر".
وتأتي معاناة المسافرين الفلسطينيين العالقين في سيناء رغم التصريحات المصرية التي صدرت عن محافظ شمال سيناء، اللواء محمد عبد الفضيل شوشة، الذي قد قال في وقت سابق، إن المحافظة قد استعدت لمواجهة تداعيات الحرب على قطاع غزة بتوفير الإمكانيات اللازمة لاستقبال الفلسطينيين.
من جهة أخرى، أعلن التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، الذي يضم 34 جمعية ومؤسسة أهلية مصرية، الثلاثاء، استعداده لإرسال قافلة شاملة محملة بكميات ضخمة من المساعدات الإنسانية، والمواد الغذائية والعلاجية، تضم أطباء من جميع التخصصات، وأدوية، وأجهزة طبية، في إطار دعم الأشقاء الفلسطينيين، من جراء أعمال العنف التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة.
وأعرب التحالف، في بيان، عن أسفه الشديد حيال "تصاعد أعمال العنف بقطاع غزة، بما يُهدد السلام الدولي، ويتنافى مع ميثاق الأمم المتحدة بالحفاظ على حقوق الإنسان"، مؤكداً تضامنه ودعمه الكامل للشعب الفلسطيني، مشيرا إلى مواصلة جهوده في إرسال المزيد من المساعدات الإنسانية بكافة أشكالها حتى تحسن الأوضاع.