فلسطينيون في مسيرة عودة إلى قرية ميعار المهجرة في الجليل

ميعار

ناهد درباس

ناهد درباس
05 مايو 2022
فلسطين
+ الخط -

شارك آلاف من فلسطينيي الأراضي المحتلة عام 1948 في مسيرة العودة إلى قرية ميعار المهجّرة، في الجليل الأسفل، وهي المسيرة الخامسة والعشرون التي نظمتها جمعية الدفاع عن حقوق المهجّرين، علماً أنّ أزمة كورونا الوبائية حالت دون تنظيم المسيرة في العامَين الماضيَين.

ورفع المشاركون في المسيرة الأعلام الفلسطينية، وهتفوا لحقّ العودة، وساروا لمدّة 20 دقيقة حتى وصلوا إلى أرض المهرجان. وقد افتُتح المهرجان بالوقوف دقيقة حداد على أرواح الشهداء الفلسطينيين، وكذلك على روح أمين محمد علي (أبو عرب) أحد مؤسسي الجمعية الأوائل، الذي توفي قبل شهر.

وتقع قرية ميعار المهجّرة في الجليل شماليّ فلسطين، وتبعد نحو 17 كيلومتراً عن عكا من الجهة الجنوبية الشرقية. وتحيط بميعار مدينة سخنين إلى جانب قرى شعب وكابول وكوكب وأبو الهيجا وطمرة. وقد بلغت مساحة أراضي القرية 10 آلاف و788 دونماً، وقُدّر عدد سكانها في عام 1945 بـ 770 نسمة.

وفي عام النكبة، لجأ أهالٍ من ميعار إلى البلدات العربية المجاورة، فيما توجّه كثر منهم إلى لبنان وسورية المجاورَين. وأُقيمت على أراضي القرية مستعمرات عدّة، هي "ياعد" و"منوف" و"سيغف"، فمُسحت القرية بالكامل، ولم يبقَ من أثرها سوى مقبرتَين.

الصورة
مسيرة العودة 2022 في ميعار بالجليل شمالي فلسطين 2 (العربي الجديد)
تحيّة إلى أرض ميعار وشهدائها (العربي الجديد)

سليمان فحماوي من المشاركين في مسيرة العودة، وهو من أعضاء جمعية الدفاع عن حقوق المهجّرين، يقول: "بعد مسيرة افتراضية نُظّمت على مواقع التواصل الاجتماعي، وشارك فيها عدد كبير من اللاجئين في خارج الوطن، عدنا لنجدّد العهد في مسيرات العودة على أرض الواقع". ويشدّد على أنّ "رسالتنا واضحة دائماً، إذ لا عودة عن حقّ العودة"، مضيفاً أنّ المشاركين اليوم أتوا "ليؤكدوا للقاسي والداني واللاجئ وللمهجّر أينّما وجدوا أنّ حقّ العودة حقّ أساسي لكلّ فلسطيني".

من جهته، يقول رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، محمد بركة، إنّ "هذه معركة محورها الهوية والذاكرة، هي تحدّ للرواية الصهيونية التي تحاول أن تزوّر التاريخ، وقد استولت على الأرض، وأنكرت أهل البلاد الأصليين"، لكنّ التحرّك هو لـ"إعلان فلسطينية فلسطين". ويشير بركة إلى أنّ "يوم استقلالهم (الإسرائيليين) هو يوم نكبتنا. ونحن نقف في هذا اليوم لنقول: كانت تسمّى فلسطين، وصارت تسمّى فلسطين".

الكاتب محمد علي طه من المشاركين كذلك في مسيرة العودة، وهو مهجّر من ميعار التي وُلد فيها، يرحّب بالضيوف في قريته، قائلاً: "أحيّي الشعب العربي الصامد المتمسك بالعودة والحرية في وطنه، ولا وطن سواه. في هذه اللحظات ترنو عيون الملايين من أبناء شعبنا الفلسطيني إلى هذه البقعة الجميلة من الوطن، حيث تلتحم الأرض الطيبة بالسماء النقية". يضيف طه أنّ جمعية الدفاع عن حقوق المهجّرين "اختارت مشكورة جداً قرية ميعار الجليلية التي تمثّل 500 قرية ونيّفاً هجّرتها الآلة الهمجية لتخفي جريمتها الكبيرة. وميعار اليوم تمثّل الفلوجة والطنطورة والصفصاف وعين غزال وصفورية".

أمّا الحاج صالح سعدة، الذي أبصر النور في ميعار عام 1939، فعمد اليوم إلى طمر أسنانه في مقبرة ميعار. ويخبر: "خرجت من ميعار وأنا ابن تسع سنوات، وقد صارت حينها مشاورات في البلدة: نسلّم أم لا نسلّم؟ وقام اجتماع، شارك فيه قادة ثورة 1936 الذين لم يشاؤوا أن يسلّموا. وكانت مقاومة بسيطة. وبتاريخ 18 يوليو/ تموز 1948، خرجنا من البلدة خوفاً على الأرواح وخوفاً على الأعراض... وراح العرض وراحت الأرض وصودرت البلدة". ويلفت الحاج سعدة إلى أنّ "ميعار بلدة عربية إسلامية، كان سكانها 950 نفراً. وأذكر ذلك لأنّ المؤن كانت تسجّل عند ابن عمّي شقيق والدي علي الحسن".

الصورة
مسيرة العودة 2022 في ميعار بالجليل شمالي فلسطين 3 (العربي الجديد)
مسيرة على أرض الواقع بعد انقطاع دام عامَين بسبب الأزمة الوبائية (العربي الجديد)

في سياق متصل، يقول علي محمد هيبي، وهو من الجيل الثاني للنكبة، إنّ "ميعار كانت قرية بسيطة عندما هُجّر سكانها البالغ عددهم 800 نسمة. ويمتاز أهلها بطيبة قلبهم والأخوّة، لدرجة أنّ القائم مقام في عكا كان يقول إنّ بلدة ميعار هي الأفضل في الجليل، لأنّ أيّاً من أبنائها لم يشتكِ في يوم على جاره". يضيف هيبي أنّ ميعار "كانت مشهورة بالزعتر، ولأنّها جبلية كانت تشتهر أكثر بالعنب والتين والرمّان. وقد هُجّرت في شهر يوليو خلال عملية ديكيل. وردم البيوت ما زال موجوداً، وكذلك مقبرتان وبئرا مياه. هذه أدلّة تشير إلى أنّ هناك قرية مهجّرة. وثمّة بيوت قليلة، وفي كلّ عام نشيّد قبوراً".

ذات صلة

الصورة
كرة القدم الفلسطينية تعاني بسبب العدوان (العربي الجديد/ فيسبوك)

رياضة

خسرت كرة القدم الفلسطينية الكثير من الشهداء الذين بلغ عددهم 305 لاعبين، خلال حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرّة على الشعب الفلسطيني.

الصورة
فلسطينيون في مخيم نزوح عشوائي في رفح - جنوب قطاع غزة - 2 فبراير 2024 (محمد عابد/ فرانس برس)

مجتمع

تأتي أمطار فصل الخريف الأولى لتضاعف معاناة النازحين الفلسطينيين الذين هجّرتهم الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ نحو عام.
الصورة
آثار قصف مدرسة الزيتون ج جنوب مدينة غزة (فيسبوك)

سياسة

استشهد أكثر من 21 شخصاً في مدرسة تؤوي نازحين في حيّ الزيتون بجنوب مدينة غزة إثر استهدافها من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي.
الصورة
جرفات الاحتلال تهدم منزلاً تحصن فيه مقاومون في قباطية / جنين 13 يونيو 2024 (Getty)

سياسة

على مدار عشر ساعات كاملة خاض ثلاثة مقاومين في بلدة قباطية، جنوب مدينة جنين، شمالي الضفة الغربية، معركة غير متكافئة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي.
المساهمون