استمع إلى الملخص
- يؤكد الناشط محمد حسون على ضرورة التمسك بحقوق اللاجئين في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة، مطالباً بخطة طوارئ تشمل المساعدات والطبابة والتعليم، مشدداً على أهمية معالجة الوضع بجدية من قبل الأونروا.
- يصف سكان مخيم عين الحلوة التحديات الاقتصادية والاجتماعية، مطالبين الأونروا ومنظمة التحرير الفلسطينية بتحمل مسؤولياتهم وتقديم المساعدات اللازمة للأسر المتضررة من الحرب.
اعتصم لاجئون فلسطينيون في لبنان، وبعضهم مزارعون وعاملو بناء خسروا موارد زرقهم بعد اندلاع الحرب الإسرائيلية الأخيرة، أمام مكتب وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في مدينة صيدا (جنوب)، مطالبين بتحسين ظروفهم وتفعيل خطط الطوارئ وخدمات الاستشفاء وغيرها.
يقول إبراهيم محمد مصطفى الذي يقيم في مخيم عين الحلوة، وكان يعمل حداداً قبل الحرب الأخيرة، لـ"العربي الجديد": "توقف عملي بعد العدوان، وبتّ من دون مورد مالي. قبل شهرين، توفي ابني (11 سنة) جراء إصابته بمرض السرطان. عانينا كثيراً في المستشفيات من أجل تأمين العلاج، في وقت لم تقدم الوكالة ومنظمة التحرير الفلسطينية المساعدة اللازمة. وقبل أن يتوفى ابني دفعت للمستشفى 1990 دولاراً من أجل العلاج الذي لم يحصل عليه. ولم يقبل المستشفى أن أخرج جثمان ابني إلا بعدما دفعت 1300 دولار. تواصلت مع المسؤول الطبي في الوكالة لتقليص المبلغ، واضطررت إلى تأمين الباقي من الناس".
يتابع: "أقل علاج كلفته 2000 دولار، وأبلغتنا الوكالة أنها تدفع نسبة 60% من المبلغ ومنظمة التحرير 25%، وقد ساعدتنا إحدى المؤسسات بنسبة 10% من المبلغ، ما يعني أنه كان يفترض ألا أدفع أي مبلغ، لكن هذا الكلام غير صحيح، والنسبة المئوية للحسم غير دقيقة".
يتابع: "عالجت ابني في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت، وأجريت له فحوصات كلفتها 6000 دولار. أونروا ومنظمة التحرير لم تعترفا بالعلاج. جئت لأعتصم كي لا يذل شعبنا أمام أبواب المستشفيات. اضطررت إلى إدخال ابني إلى المستشفى، ولم تقبل الإدارة بذلك إلا بعدما دفعت 600 دولار. وقفت أمام أبواب المساجد لأجمع من الناس كلفة علاج ابني الذي توفي، لذا أريد تحصيل حق من يحتاجون إلى علاج".
ويقول محمد حسون، وهو ناشط في الحراك الفلسطيني المستقل، لـ"العربي الجديد": "اعتصمنا أمام مكتب الوكالة من أجل التمسك بحقوقنا والمطالبة بها. نجد مماطلة وعدم جدية في إعطائنا حقوقنا، ونعتبر أننا لا نزال في حرب رغم الهدنة، وأوضاع الناس المادية صعبة جداً، لذا نطالب بوضع خطة طوارئ واضحة تتعلق بالمساعدات والطبابة والتعليم".
يضيف: "قبل تصعيد العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان، كان بعض اللاجئين الفلسطينيين بلا عمل. ومن كان يعمل خسر مصدر رزقه، ما يزيد الأعباء على الأسر. هذا الوضع يتطلب معالجة جدية من الوكالة".
ويقول محمود إبراهيم أبو عرب الذي يقيم في مخيم عين الحلوة لـ"العربي الجديد": "درست الهندسة المدنية، وعملت فترة في أحد المكاتب. وبسبب الوضع الاقتصادي الذي حلّ بلبنان اضطررت إلى العمل سائق سيارة أجرة. قبل نحو سبعة أشهر كنت سأعمل في مطعم كان سيفتتح في مدينة صيدا، لكن الحرب أوقفت المشروع، وبتّ بلا عمل، أما عملي سائقا فخفيف بسبب إغلاق الجامعات والمدارس، وبعد فتحها طلب مني عدد ضئيل من الطلاب إيصالهم بسبب انتهاء الفصل الأول من التعليم".
ويشير إلى أن "الوضع الاقتصادي في المخيم صعب، وزاد سوءاً بسبب البطالة، وأونروا شاهدة على نكبتنا وأوضاعنا السيئة، ونطالب منظمة التحرير الفلسطينية بأن تتحمّل مسؤولياتها تجاهنا خصوصاً في هذه الأزمة. احتضنت عائلات نازحين، والوضع مأساوي جداً، فضلاً عن ارتفاع أسعار اشتراك مولد الكهرباء والإنترنت وبدلات إيجار البيوت، وكل هذا يحتاج إلى رفع الصوت".
يضيف: "نطالب أونروا بتسريع دفع المساعدات التي تقدمها إلى بعض الفئات، ووضع خطة طوارئ لمساعدة الناس. كما يجب أن تساعد منظمة التحرير النازحين، خاصة أولئك الذين تضررت بيوتهم وأعمالهم أثناء الحرب".
إلى ذلك، يقول أبو علي الذي يعمل في الزراعة، لـ"العربي الجديد": "تركنا بيتنا بعد استهداف الطيران الإسرائيلي أماكن مجاورة لمنطقة عدلون في قضاء صيدا، وبعدما خرجنا منه استُهدِف وسُوِّي بالأرض. توجهنا إلى مدينة صيدا، ومكثنا في بيت وسجلنا أسماءنا في بلدية صيدا بأمل أن يتصلوا بنا لمنحنا مساعدة. وفعلياً لم نأخذ شيئاً من بيتنا، وبالتالي نحتاج إلى فرش وبطانيات ووسائل طهي. تضاعفت كل الأسعار. أنا مزارع أجير في أرض ليست لي، وحضرت إلى مكتب أونروا كي أسجل اسمي واسم أهلي علّنا نحصل على مساعدات، لكن تبيّن أن لا مجال للتسجيل. بعد دخول الهدنة حيز التنفيذ عدت لأتفقد البيت الذي لم يعد يصلح للسكن، وأرى إذا كنت أستطيع العودة إلى العمل، لكن ذلك لم يحصل لأن الخوف مستمر من احتمال أن يستهدف العدو المكان. أمل في أن يساعدني أحد".