انطلقت في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان حملات لجمع التبرعات والمواد العينية والملابس والأغطية ومستلزمات إغاثية، من أجل دعم متضرري الزلزال في سورية وإرسالها لهم ضمن قوافل مساعدات إنسانية إلى المناطق المنكوبة في ريفي حلب وإدلب (شمال).
يقول المدير التنفيذي لجمعية "الفرقان" رمضان محمد، الذي يقيم في مخيم عين الحلوة بجنوب لبنان، لـ"العربي الجديد": "ننفذ في مخيم عين الحلوة حملة تبرعات لمتضرري الزلزال في سورية وتركيا بالتضامن مع هيئة مناصرة الشعب الفلسطيني، ونجمع عبر مراكز، توجد في أماكن عدة، تبرعات عينية مثل فرشات وحرامات، أكانت مستعملة أم جديدة، إضافة إلى مبالغ مالية من خلال مراكز أخرى تقصد مساجد وبيوتاً ومحال موجودة في مخيم عين الحلوة، ونوصلها بدورنا إلى متضرري الزلزال في سورية وتركيا عبر جمعية الشفاء، التي تملك سجلاً معروفاً في تقديم خدمات الإغاثة في مجالات حياتية وإنسانية مختلفة".
مواد عينية
من جهتها، تقول مسؤولة لجان المرأة الشعبية الفلسطينية في بيروت منار شامية، التي تقيم في مخيم شاتيلا ببيروت: "أطلقنا حملة تبرعات بعدما شاهدنا على شاشات التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي التي يديرها نشطاء على الأرض ما حصل في اليوم الأول لكارثة الزلزال، وكيف أن أرواحاً لا تزال تحت الأنقاض فيما قضت أخرى، في مقابل عدم تحريك العالم ساكناً لنجدة المتضررين والمنكوبين. وانطلاقاً من إنسانيتنا وشعورنا بما يحصل باعتبارنا لاجئين واجهنا دائماً صعوبات حياتية عدة في بلد متعثر اقتصادياً ومالياً، وعانينا ولا نزال من اللجوء، فكرنا بتنفيذ أي شيء نستطيعه لمساعدتهم وبقدر ما يمكن أن نفعل، فأتت فكرة حملة الدعم، وأطلقنا حملة لجمع مواد عينية من أجل إرسالها إلى المتضررين. وقد بدأت الحملة عبر وسائل التواصل الاجتماعي من خلال مجموعة تضم 85 امرأة، وشملت طلبنا التبرع بأي شيء تستطيع سيدة البيت الاستغناء عنه مثل الحرامات والجاكيتات وحتى الجوارب".
تضيف: "في اليوم الأول، انحصرت تبرعات الحملة ضمن نطاق خاص، ثم توسعت شيئاً فشيئاً حتى استطعنا جمع كمية ملابس وأغطية لا بأس بها، وأرسلناها إلى فريق الدفاع المدني الفلسطيني".
وعن طريقة إيصال مواد التبرعات التي جرى تجميعها، تقول منار: "أوصلنا المواد إلى متطوعين فلسطينيين ولبنانيين أرسلوها بدورهم عبر قوافل إلى سورية، لأنهم قادرون على الحصول على تسهيلات لإيصال هذه المواد وأخرى من مناطق مختلفة. وحملتنا ستستمر، وقد بدأنا في التواصل أيضاً مع الدفاع المدني الفلسطيني الذي طلب الحصول على إذن للتوجه إلى سورية من أجل تقديم مساعدات".
مخيم نهر البارد
وفي مخيم نهر البارد، شمالي لبنان، حيث أطلقت حملة مشابهة لتلك في مخيم عين الحلوة، يقول محمد أبو قاسم لـ"العربي الجديد": "بعد حصول الزلزال وإدراك مواجهة المقيمين في المناطق المتضررة تداعيات الكارثة الكبيرة، تحركنا تجسيداً لإنسانية الشعب الفلسطيني اللاجئ في لبنان والذي يعيش في ظروف قهر وحرمان، وشعوره بما حل بالمنكوبين السوريين من أجل مساعدتهم، وأطلقنا حملة مستقلة أسميناها من "الإنسان إلى الإنسان"، وشملت أيضاً النزول إلى الشوارع وتعريف الناس على أهدافها. ثم أبدى الناس تجاوباً كبيراً مع الحملة، وجرى الإعلان عن تبرعات شملت حرامات وفرشات وملابس وحفاضات للأطفال وحليب، والتي نجحنا في جمع كميات كبيرة منها، واحتجنا إلى سبع شاحنات من الحجم الكبير لتحميل المواد، ونسقنا مع جهات عديدة من أجل إيصالها إلى المتضررين بعدما أوصلناها بدورنا إلى الحدود اللبنانية مع سورية".
يتابع: "هدف عملنا إنساني بالدرجة الأولى، ومن واجبنا تأمين مساعدات للشعب السوري الذي يعاني منذ سنوات من حصار قانون قيصر الأميركي، وسنستمر في تقديم مساعدات، في مبادرة نتمنى أن تحذو كل المخيمات الفلسطينية في لبنان حذونا في تنفيذها، علماً أن تبرعات هذه الحملة ستوزع على متضررين من دون تمييز بين الناس، وهي مخصصة للسوريين المتضررين من الزلزال".
أيضاً، أطلق تجمع من الشباب والناشطين الفلسطينيين والمؤسسات الإغاثية، بالتعاون مع فضائية فلسطين اليوم، قافلة بصمة القدس التي تحمل شعار "رحماء بينهم لجمع التبرعات"، وتقديم مواد جرى جمعها للمنكوبين بالزلزال في المخيمات الفلسطينية بسورية.