مع استمرار مجازر الكيان الصهيوني ضد أهل غزة، شهدت المخيمات الفلسطينية في لبنان أخيراً، إضراباً عاماً للتنديد بالإبادة الجماعية، ودعم الدعوى التي قدمتها جنوب أفريقيا إلى محكمة العدل الدولية لمقاضاة إسرائيل بتهمة ارتكاب إبادة جماعية.
تقول الناشطة الاجتماعية رباب فياض، التي تقيم في مخيم برج البراجنة لـ"العربي الجديد": "مع توالي المجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني ضد أهل غزة، تحركنا للتضامن معهم ومؤازرة ثباتهم وعزيمتهم القوية، ونوجه رسالة إلى الحكام العرب المتخاذلين في حق أهل غزة والشعب الفلسطيني تفيد بأن غزة ستنتصر بهمم المقاومين، ومهما فعلت إسرائيل والولايات المتحدة، سيعود الحق إلى أصحابه وإلى الشعب الفلسطيني".
تضيف: "كان للفريق القانوني لجنوب أفريقيا دور مهم في رفع دعوى ضد كيان العدو الصهيوني بتهمة الإبادة الجماعية لسكان غزة. وتجعل هذه الخطوة الشعب الفلسطيني يشعر بأن أطرافاً تسانده في المحكمة الدولية. وبغضّ النظر عن النتائج، تشكل الدعوى القانونية بداية محاسبة العدو الذي لم يتوقع يوماً أن يخضع لمحاسبة أمام محكمة شرعية، ونأمل أن يأخذ العدل مجراه، وغزة ستنتصر، فهي عصية على الانكسار".
وتقول الحقوقية مكرم الخطيب، المتحدرة من بلدة شعب بقضاء عكا، وتقيم في مخيم عين الحلوة، وهي مسؤولة الموارد البشرية في جمعية "نواة"، لـ"العربي الجديد": "نتضامن مع شعبنا في غزة ضد العدوان الصهيوني الذي يقتل من دون رحمة وشفقة الأبرياء، وخصوصاً الأطفال والنساء والمدنيين العزّل، ويستخدم القصف العنيف لمحاولة اقتلاع جذور الفلسطينيين من أرضهم، تمهيداً لبناء الدولة الإسرائيلية المزعومة. ومنذ احتلال فلسطين وطرد أهلها منها عام 1948، تحاول إسرائيل بكل قواها، بالاتفاق مع دول عظمى، احتلال كل الأراضي الفلسطينية، وهذا ما تواصل محاولة فعله اليوم، لكن لا يمكن اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه، فهو أصلها وجذورها".
تتابع: "أحيّي أبناء جنوب أفريقيا الذين يسيرون على خطى قائدهم التاريخي نيلسون مانديلا، ورموز محاربة الفصل العنصري، فالدعوى التي رفعها فريقها القانوني أمام محكمة العدل الدولية جاءت لتضع الأمور في مسارها الطبيعي ولنصرة الشعب الفلسطيني المظلوم الذي يتعرض للمجازر الأكثر بشاعة التي لم يشهدها التاريخ في السابق. وبصفتي قانونية، كنت أتمنى لو أنني أستطيع أن أكون مع الفريق القانوني لجنوب أفريقيا، وأدافع عن شعبي وأنصر قضيته أمام المحاكم الدولية، وأنا أطالب الدول التي تملك حق مقاضاة الكيان الصهيوني المجرم بأن تضمّ صوتها إلى صوت جنوب أفريقيا، وترفع دعاوى مشابهة أمام محكمة العدل الدولية لمقاضاة العدو الصهيوني الذي ينفذ حرب إبادة جماعية ضد أهلنا في غزة".
وتصف مكرم الدعوى المقدمة ضد العدو الصهيوني بأنها "خطوة جبارة نتمنى أن تأخذ مجراها القانوني الصحيح وتستمر لمقاضاة هذا العدو الذي كان يعتبر نفسه بأنه لا يقهر، لكن حرب غزة أثبتت أنه قهر بصمود أهل غزة وثباتهم رغم جروحهم الكبيرة، والمواقف المشرفة لجنوب أفريقيا التي أظهرت عزيمتها وقوتها".
وتقول الطالبة أسيل زيدان، المتحدرة من بلدة الطيرة بقضاء حيفا، وتقيم في مدينة صيدا، لـ"العربي الجديد": "نتضامن اليوم مع أنفسنا أولاً، لأن ما يُصيب شعبنا وأهلنا في غزة يصيبنا نحن أيضاً. قلوبنا مع أهل غزة رغم المسافة البعيدة بيننا وبينهم. نتضامن معهم بكل الوسائل المتاحة، ومع استمرار مجازر العدو الصهيوني ضد السكان الآمنين في منازلهم واللاجئين في مدارس الإيواء، وقصفه دور العبادة والمستشفيات وسيارات الإسعاف والطواقم الطبية والإعلامية، واعتقال الأطفال والرجال والنساء وقتل الأبرياء وسرقة أعضائهم، نؤكد أنه يجب مقاضاة العدو، وأن تتخذ محكمة العدل الدولية قرار وقف العدوان السافر، وتفرض رفع الحصار وإدخال المواد الطبية والغذائية، ونسأل عن فعّالية وجود كل المؤسسات التي تهتم بحقوق الإنسان في وقت لم تستطع على الأقل حتى اللحظة حماية الأطفال الذين يتعرضون لاعتقال وقتل وتجويع، ويواجهون مصيراً مجهولاً مثقلاً بالأوجاع والحرمان من عيش حياة آمنة والحصول على تعليم".
تضيف: "قدمت دولة جنوب أفريقيا التي واجه شعبها المعاناة نفسها للفلسطينيين دعوى أمام محكمة العدل الدولية لمقاضاة الكيان الصهيوني الذي لا يحترم أي قانون. وبغضّ النظر عن قرار المحكمة التي نأمل أن تأمر بوقف الحرب والمجازر وتجريم العدو، تعتبر الدعوى المقدمة لمحاكمة العدو بمثابة نصر للشعب الفلسطيني وأهالي غزة".