- قافلة طبية مكونة من 20 طبيباً تنطلق بعد عيد الفطر محملة بالتجهيزات والأدوية لإجراء عمليات جراحية، رغم الصعوبات في الدخول إلى مصر.
- المجتمع المدني والأطباء التونسيون يتحدون العقبات لتقديم الدعم الإنساني لمصابي غزة، مع تسجيل أكثر من 450 طبيباً للمشاركة التطوعية في القافلة.
حاول أطباء تونسيون الوصول إلى مدينة رفح براً، بعدما استعصى عليهم الحصول على تأشيرات لدخول قطاع غزة من المعابر الحدودية الجوية، على الرغم من محاولات عدة قادتها منظمات مدنية على مدى أشهر. وأعلنت قافلة طبية مساندة لفلسطين نية الانطلاق في رحلة بريّة عبر ليبيا ثم مصر، بغية الوصول إلى رفح من أجل المساعدة في دعم جهود الأطباء في المستشفيات التي لا تزال قيد الخدمة، وتقديم المساعدة في القيام بالعمليات الجراحية وعلاج المصابين.
ومنذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ينتظر عشرات الأطباء التونسيين الضوء الأخضر للوصول إلى غزة لتعزيز جهود الطواقم الطبية هناك في علاج الجرحى والمصابين. ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أعدت قوائم بالأطباء المتطوعين الراغبين في التوجه إلى غزة، إلا أن محاولات الحصول على تأشيرات سفر باءت بالفشل.
وأعلن منسق البعثة الطبية سليم بن صالح أن 20 طبيباً من تخصصات مختلفة قرروا تنظيم قافلة تنطلق في رحلة برية مباشرة بعد عيد الفطر بغية الوصول إلى مصر مروراً بليبيا، ومحاولة الحصول على التأشيرة لدخول مصر عند البوابات الحدودية هناك. وقال لـ"العربي الجديد" إن "قرار تسيير القافلة عبر الطريق البرية بغاية الدخول إلى رفح جاء بعد استنفاد كل المحاولات للحصول على تأشيرات سفر للانتقال إلى مصر جواّ". وأوضح المتحدّث أن "قرار السفر من دون تأشيرات جاء بعد انتظار طويل ومحاولات للتواصل مع كل الهياكل والوزارات والمنظمات من أجل تسهيل مهمتهم، غير أن هذه المحاولات باءت بالفشل".
وتتكوّن البعثة الطبية من 20 طبيباً متخصصين في الجراحة والتخدير والإنعاش بحسب بن صالح، وأكد أن "القافلة ستكون محمّلة بالتجهيزات الطبية والأدوية اللازمة التي تسمح بالقيام بأكبر عدد ممكن من التدخلات الجراحية". وتابع: "تعترضنا صعوبات في الدخول إلى مصر ثم الوصول إلى رفح، غير أن الواجب الإنساني يملي علينا التحرك سريعاً، لا سيما بعد إعلان خروج عدد كبير من مستشفيات القطاع عن الخدمة، وآخرها مجمع الشفاء الطبي الذي دمّره الاحتلال بالكامل".
وتعوّل قافلة الأطباء على دعم المجتمع المدني الذي سيرافق القافلة براً إلى الحدود التونسية الليبية، قبل أن تواصل الكوادر الطبية باقي الرحلة نحو رفح. وأضاف: "لا نستطيع أن نبقى مكتوفي الأيدي أمام ما يحدث، ونريد الدعم من مختلف الأطياف حتى نتمكن من العبور في أقرب وقت ممكن ". ورأى أن "قوافل طبية من دول عربية وأوروبية تمكنت من دخول رفح، ولا شيء يفسّر منع أطباء من دول شمال أفريقيا من القيام بواجبهم الإنساني تجاه مصابي العدوان على غزّة".
في هذا الإطار، أعلن المجلس الوطني لعمادة الأطباء التونسيين فتح باب التسجيل للمشاركة بصفة تطوعية في قافلة طبية لفائدة قطاع غزة، وذلك للمرة الثانية على التوالي منذ اندلاع العدوان عليه. وخلال الفترة الأولى، سجل أكثر من 450 طبيبا أسماءهم على قائمة المتطوعين، كما تمكنت العمادة من جمع تبرعات عينية ومالية بالتنسيق مع الهلال الأحمر التونسي.