لقي ما لا يقل عن 126 شخصاً حتفهم إثر زلزال قوي ضرب منطقة باردة وجبلية شمال غربي الصين، مساء الاثنين، ما أدى إلى انهيار أبنية، بحسب ما ذكرته وسائل إعلام رسمية الثلاثاء، فيما تواصل فرق الإنقاذ عمليات البحث وإزالة الركام وسط درجات حرارة صقيعية.
وأكّدت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) الرسمية، أنّ السلطات أرسلت فرق الإغاثة إلى المنطقة فور وقوع الزلزال، مشيرة إلى أنّ أعمال انتشال الضحايا والبحث عن ناجين من تحت الأنقاض انطلقت فجر الثلاثاء.
زلزال الصين: إصابات وأضرار
وقال مسؤولون محليون إن 113 شخصا قتلوا على الأقل وأصيب أكثر من 530 بجروح في مقاطعة قانسو الفقيرة، بعدما ضرب الزلزال قرابة منتصف الليل.
وذكرت صحيفة الشعب أن 14 آخرين قتلوا وأصيب 198 في مدينة هايدونغ في مقاطعة تشينغهاي المجاورة.
وقالت محطة التلفزيون الرسمية "سي سي تي في"، إن الزلزال ألحق أضرارا بأكثر من 155 ألف مبنى ودفع بعدد كبير من السكان للهرب إلى الشارع.
وفي قرية قرب مركز الزلزال شاهد مراسلو "فرانس برس" تشققات كبيرة في الجدران الخارجية والداخلية لمنزل من الطوب، فيما انهار سقف مبنى بالكامل.
وذكر مركز شبكات الزلازل الصيني أن زلزالاً بقوة 6.2 درجات على مقياس ريختر ضرب قانسو على عمق ضحل نسبيا بلغ 10 كيلومترات قبيل منتصف ليل الاثنين.
وفي وقت سابق أكد المتحدث باسم إدارة الطوارئ في قانسو هان شوجون، خلال مؤتمر صحافي، مقتل 105 أشخاص في قانسو، وإصابة 397 آخرين، بينهم 16 في حالة حرجة.
🔴 🇨🇳 تسبب زلزال بلغت قوته 6,2 درجات ضرب ليل الإثنين مقاطعة غانسو في شمال غرب #الصين بمقتل ما لا يقل عن 118 شخصا وانهيار أبنية وسط استمرار موجة من الصقيع.
— فرانس 24 / FRANCE 24 (@France24_ar) December 19, 2023
📲المزيد من المعلومات على فرانس24 🔗 https://t.co/2H5yYJONBR pic.twitter.com/QA4UMY4yTk
وذكرت وسائل الإعلام الرسمية أن 13 آخرين قتلوا وأصيب 182 آخرون في شانغهاي في منطقة شمال مركز الزلزال. وقالت خدمة الأخبار الصينية إن 20 آخرين فقدوا في تشينغهاي بعدما طمرهم انهيار أرضي.
شعر السكان بالزلزال في معظم أنحاء المنطقة المحيطة، ومن بينها مدينة لانتشو، عاصمة قانسو، على بعد حوالي 100 كيلومتر شمال شرقي مركز الزلزال.
وقال الطالب وانغ شي: "كان الزلزال قوياً للغاية. لقد ضعفت ساقاي عندما ركضنا من المهجع إلى الطابق السفلي".
وقالت امرأة ثلاثينية: "شعرت بخوف شديد، انظروا إلى يدي ورجلي ترتجف". وأضافت وهي جالسة خارجاً وتحضن رضيعاً: "ما إن هربت من المنزل حصل انهيار تربة من الجبل المجاور وضرب سطح المنزل".
وأوضح مسؤول في قانسو أن تسع هزات ارتدادية وقعت بحلول الساعة العاشرة صباحا، أي بعد حوالي عشر ساعات من وقوع الزلزال، وبلغت قوة أكبرها 4.1 درجات.
ذكر تلفزيون الصين المركزي أن السلطات أرسلت خياماً وأسرّة قابلة للطيّ وألحفة إلى منطقة الكارثة. ونقل التلفزيون عن شي جين بينغ دعوته إلى بذل جهود بحث وإنقاذ شاملة لتقليل الخسائر البشرية.
وذكرت إدارة الأرصاد الجوية الصينية أن درجة الحرارة المنخفضة خلال الليل بالمنطقة كانت تراوح بين 15 و9 درجات مئوية تحت الصفر.
أرسلت السلطات نحو 4000 رجل إطفاء وجندي ورجال شرطة ضمن جهود الإنقاذ.
وقال هان، المتحدث باسم إدارة الطوارئ في قانسو، إن أعمال الإنقاذ تسير بطريقة منظمة، وطلب من السكان تجنب الذهاب إلى المناطق المتضررة من الزلزال لمنع وقوع اختناقات مرورية يمكن أن تعيق هذه الجهود.
أظهر مقطع مصور، نشرته وزارة إدارة الطوارئ الصينية، رجال إنقاذ يرتدون الزي البرتقالي ويستخدمون قضباناً لمحاولة نقل قطع حطام ثقيلة خلال الليل.
Two trapped people rescued in NW China #earthquake
— CGTN (@CGTNOfficial) December 19, 2023
More: https://t.co/tyuYmsQZXA pic.twitter.com/MRICaBc6hn
وأفاد تلفزيون الصين المركزي بوقوع أضرار في خطوط مياه وكهرباء، وكذلك في بنى تحتية للنقل والاتصالات.
China... terrible earthquake M.6.2. More than 118 people died..
— Maryna (@Maryna12123) December 19, 2023
How many more tragedies have to happen before people open their eyes to the biggest problem of our time - climate?
Until we create a public demand, scientists won't move!#Earthquake #ChinaEarthquake #china #climate pic.twitter.com/Aq2foRbNzu
تشيع الزلازل إلى حد ما في المنطقة الجبلية الواقعة غربي الصين.
وقتل 74 شخصاً في زلزال بلغت قوته 6.8 درجات على مقياس ريختر ضرب مقاطعة سيتشوان، جنوب غربي الصين، في سبتمبر/ أيلول من العام الماضي، ما أدى لانهيارات أرضية واهتزاز بنايات في عاصمة المقاطعة، تشنغدو، حيث كان 21 مليون نسمة يخضعون لتدابير الإغلاق بسبب فيروس كورونا.
كان أعنف زلزال شهدته الصين أخيرا عام 2008، والذي بلغت قوته 7.9 درجات وأدى إلى مقتل ما يقرب من 90 ألف شخص في سيتشوان. دمر الزلزال بلدات ومدارس ومجتمعات ريفية خارج تشنغدو، ما أدى لجهود استمرت سنوات طويلة لإعادة إعمار المنطقة.
(أسوشييتد برس، فرانس برس)