اعتقلت (قوات سورية الديمقراطية) قسد، الثلاثاء، 13 معلماً في مدينة الشدادي جنوبي الحسكة، شرقي سورية، بعد مداهمة منازلهم صباح الثلاثاء ضمن عدة أحياء سكنية في المدينة، واقتادتهم إلى معسكرات التجنيد القسري لزجهم في القتال ضمن صفوفها، وفق وكالة "سانا" التابعة للنظام.
وأكدت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن دورية عسكرية تابعة لقسد داهمت منازل معلمين في بلدة تل مركدة جنوبي الحسكة، واعتقلت عدداً منهم، واقتادتهم إلى مدينة الشدادي جنوبي المحافظة".
وأشارت المصادر إلى أن "حملة الاعتقالات جاءت بعد تهمة وجهتها قسد للمعلمين بتنظيم عدة دعوات ووقفات احتجاجية ضد سياسة التجنيد الإجباري، التي تتبعها قسد ضمن مناطق سيطرتها، في وقت سابق".
وقال شفان إبراهيم، وهو مدرس وناشط إعلامي في المنطقة، إن "حماية أي دولة تقع على عاتق المدرس وعاتق أي جندي" لافتاً إلى أنه "لا يمكن لأي دولة في العالم أو أي إدارة أن تتطور طالما المدرسين مقموعين وفقراء".
وأردف إبراهيم في حديث لـ "العربي الجديد": "هذا الاعتقال لا يجوز أن يتم، ولا ينتهي الموضوع بإطلاق سراحهم، بل يحق للمدرس أن يختار المنهاج الذي يراه مناسباً، ويقوم بإعطاء الدروس الخصوصية، وخاصةً أن هذه الدروس مصدر رزقه الوحيد"، مضيفاً أن "هناك أعداداً كبيرة من المعلمين تم فصلهم من مدارس الحكومة السورية لرفضهم الالتحاق بصفوف قوات النظام".
وأشار إبراهيم إلى أن "من حق هؤلاء المدرسين رفض الذهاب للخدمة في تشكيلات الإدارة الذاتية أو القبول بذلك، وقضية استعمال العنف دائماً، في وجه كل من هو مخالف لهم، هي مشكلة حقيقية يجب على الإدارة الذاتية أن تتخلى وتبتعد عنها"، معتبراً أن "المدرسين هم أساس المجتمعات الذي تبنى عليه الدول".
وتكررت حالات اعتقال المدرسين في المناطق الخاضعة لسلطة "الإدارة الذاتية الكردية" بحجج مختلفة، منها إعطاء دروس خصوصية، واتباع الكثير من المدرسين مناهج وزارة التربية في حكومة النظام ورفض التدريس بالمناهج التي فرضتها الإدارة الذاتية، بالإضافة لاعتقال الكثير من المدرسين المطلوبين للخدمة في صفوف قسد لمن هم دون 29 عاماً.
وكشفت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" في تقريرٍ لها، في 19 فبراير/شباط الجاري، أن قسد اعتقلت منذ بداية العام الجاري ما لا يقل عن 61 مدرساً في مناطق سيطرتها شرقي سورية، بسبب تدريسهم مناهج تعليمية لا تتبع لها أو للتجنيد الإجباري ضمن صفوفها، مُشيرةً إلى أن "قسد تلاحق أيضاً نحو 550 مدرساً لرفضهم الالتحاق بالتجنيد الإجباري، وأنها فصلتهم تعسفياً من عملهم في محافظات الحسكة، والرقة، ودير الزور".
واعتبرت الشبكة أن السياسات التي تفرضها قسد على المؤسسات التعليمية ضمن مناطق سيطرتها، تهدد نحو نصف مليون طالب في المحافظات المذكورة.