قلق بشأن تطور العنف المدرسي في تونس عقب وفاة تلميذ بمحيط مؤسسة

18 سبتمبر 2024
في إحدى مدارس تونس، 29 سبتمبر 2022 (فتحي بلعيد/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تصاعد الجدل حول العنف المدرسي في تونس بعد وفاة تلميذ في أول يوم دراسي، مما أثار مخاوف حول سلامة الطلاب في محيط المؤسسات التعليمية.
- النيابة العامة أوقفت المعتديين وأحالتهما للتحقيق، بينما طالب الأولياء بمزيد من الحماية لمحيط المدارس من المنحرفين وتجار المخدرات.
- رئيس الجمعية التونسية للأولياء والتلاميذ أكد أن العنف المدرسي أصبح ظاهرة تستدعي معالجة سريعة، مشيراً إلى ضرورة دراسات نوعية وانخراط شامل لكل الأطراف المتدخلة.

عاد العنف المدرسي في تونس إلى دائرة الضوء، بعد وفاة تلميذ في أول يوم من العام الدراسي الجديد، وتصاعد الجدل بشأن مخاطره التي باتت تهدد سلامة التلاميذ في محيط المؤسسات التعليمية.

وأمس الأول الاثنين، قضى تلميذ يدرس في أحد المعاهد الثانوية بضاحية "مقرين" القريبة من العاصمة تونس، نتيجة تعرّضه للعنف الشديد من شخصين كانا على متن دراجة نارية في محيط المؤسسة التربوية. وكشفت الرواية الأمنية الرسمية أن الضحية تعرّض للعنف الشديد من مناطق عديدة من جسده، من قبل شخصين كانا يحاولان استفزاز إحدى زميلاته في الفصل، إذ حاول هذا الأخير التصدي لهما، غير أن المعتديين بادرا بتعنيفه، ما أدى إلى وفاته في عين المكان.

كذلك أعلنت النيابة العامة توقيف المعتديين وإحالتهما على التحقيق من أجل شبهة العنف الشديد الذي أدى إلى الوفاة، مؤكدة أن المتهمين من خارج المؤسسة التعليمية التي يدرس فيها الضحية.

جدل حول العنف المدرسي في تونس

وتزامنت حادثة تلميذ ثانوية "مقرين" مع أول يوم للعودة الدراسية، ما فجّر جدلاً بشأن تطوّر مظاهر العنف المدرسي في تونس ومخاطره، بينما طالب الأولياء بمزيد من الحماية لمحيط المؤسسات التعليمية من المنحرفين وتجار المخدرات الذين يشكلون خطراً كبيراً على الطلاب اليافعين.

العنف المدرسي في تونس يتحوّل إلى ظاهرة تستدعي المعالجة السريعة نظرا لتواتر الحالات وتطورها كما ونوعا

ويعتبر رئيس الجمعية التونسية للأولياء والتلاميذ، رضا الزهروني، أنّ "العنف المدرسي في تونس يتحوّل إلى ظاهرة تستدعي المعالجة السريعة، نظراً لتواتر الحالات وتطورها كمّاً ونوعاً". وقال الزهروني في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "جرائم العنف التي ترتكب في المحيط المدرسي أخذت منعرجات خطيرة من حيث تطور أعدادها وأشكالها"، مؤكداً أن "التسرب المدرسي في سنّ مبكرة من أبرز أسبابها، إذ غالباً ما يتحوّل المتسربون من التعليم في مرحلة الثانوية إلى مصادر عنف يمارسونها في محيط المؤسسات التعليمية التي لفظتهم".

ويرى المتحدث أن "معالجة ظاهرة العنف المدرسي في تونس تتطلب دراسات نوعية وانخراطاً شاملاً لكل الأطراف المتدخلة في العملية التربوية، لمعالجة الوضعيات حالة بحالة"، مؤكداً أن "العنف في المحيط الحضري يختلف عنه في المجال الريفي". ويشير إلى "وجود مظاهر مختلفة من العنف الذي يستهدف التلاميذ، من بينها العنف اللفظي والمادي والجنسي، فضلاً عن انتشار استهلاك المخدرات في الوسط المدرسي".

وتفيد معطيات وزارة التربية إلى حدود أكتوبر/تشرين الأول 2022، بأن الوسط المدرسي يسجّل سنوياً بين 13 ألفاً و21 ألف حالة عنف، في المدارس الإعدادية والمعاهد، مقدرة أن هذه النسبة تراوح بين 1.7 و2 بالمائة من نسبة العنف العامة، وهي دون المعدلات العالمية للعنف في الوسط المدرسي. في المقابل، تشير البيانات الصادرة عن الجامعة العامة للتعليم الثانوي، إلى تسجيل 24 ألف حالة عنف عام 2023، ما يجعل تونس مصنفة في المرتبة الثالثة عالمياً.

ودعا رئيس منظمة الأولياء والتلاميذ، رضا الزهروني، إلى "ضرورة وضع آليات وقاية بتكثيف كاميرات المراقبة في محيط المدارس والمعاهد والكليات وإعداد خريطة طريق للقضاء على الظواهر الخطيرة التي تحيط بالعملية التربوية، تفادياً لسقوط ضحايا آخرين".

المساهمون