ينشغل الشارع الفلسطيني بقضية اختفاء سبعة فلسطينيين (4 من الضفة الغربية و3 من قطاع غزة)، منذ بداية شهر سبتمبر/ أيلول الجاري، على الأراضي التركية، ما أثار قلقاً ومخاوف في أوساط الفلسطينيين المقيمين هناك، سواء بغرض الدراسة أو العمل، أو حتى الذين يقصدون تلك البلاد بغرض السياحة.
وبحسب مصادر محلية، فقد اختفت آثار 5 أشخاص في مدينة إسطنبول، وسادس في ولاية قونيا، وسط تركيا، وسابع قرب الحدود مع اليونان.
وعُرف من المختفين: محمد سهلب، من مدينة الخليل، فقدت آثاره في ولاية قونيا، وسط تركيا، وعلاء الدين عبد اللطيف محمد حمادة، من مدينة جنين، وهو أحد الموجودين في تركيا بغرض الدراسة، وعبد الرحمن أبو نواة، فُقدت آثاره غرب إسطنبول، وناهض صابر الكفارنة، وأحمد القيشاوي، فُقد في منطقة إسنيورت، غرب إسطنبول، إضافة إلى الفلسطينية فاطمة جيتاوي.
بدوره، أعرب رئيس الجالية الفلسطينية في تركيا حازم عنتر، في حديث لـ"العربي الجديد"، عن أمله في العثور على المختفين قريباً، مؤكداً أنّ جهوداً جبارة تبذل على مختلف المستويات للوصول إليهم والكشف عن مصيرهم، محذراً من الاستماع إلى الشائعات التي باتت تنتشر دون الاستناد إلى معلومات دقيقة.
وأضاف عنتر: "نحن على تواصل على مدار الساعة مع السفير الفلسطيني فائد مصطفى، الذي يعقد اجتماعات متتالية مع الجهات العليا التركية"، معرباً عن رفضه لأي اتهامات بالتقصير.
وقال عنتر: "إنّ أقارب المختفين من سكّان الضفة الغربية وصلوا إلى تركيا، في حين لم يتمكن ذوو المختفين من قطاع غزة من السفر إلى تركيا بسبب صعوبات السفر".
وحتى اللحظة لم تفلح الجهود المبذولة في الكشف عن أي معلومات حول ما جرى مع المختفين والجهات التي يمكن أن تكون وراء اختفائهم.
في حين أوعز رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية بمتابعة قضية المختفين السبعة، وتكثيف جهود البحث للكشف عنهم ومعرفة مصيرهم.
جاء ذلك في اتصال هاتفي أجراه اشتية، مساء أمس الثلاثاء، مع السفير الفلسطيني لدى تركيا فائد مصطفى، الذي وضعه في صورة الجهود التي تبذلها السفارة مع الجهات الأمنية التركية في سبيل الوصول إليهم وعودتهم سالمين إلى ذويهم.
ودعا اشتية المسؤولين الأتراك إلى بذل أقصى الجهود للبحث عنهم والحفاظ على أرواحهم، خاصة أنّ تركيا تتمتع بقدرة كبيرة على حفظ الأمن لمواطنيها وللوافدين إليها، باعتبارها مقصداً للسياح الذين يشعرون بالأمن والأمان فيها.
من جهتها، قالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، في بيان صادر عنها، إنها تنسّق مع الجهات المختصة في تركيا "بشأن المفقودين السبعة"، مؤكدة عدم وجود أي معلومات عن اختفائهم حتى اليوم.
وأوضحت الوزارة أنها "منذ اللحظات الأولى لاختفائهم تمّ تشكيل خلية أزمة لإدارة هذا الموضوع، في محاولة للكشف عن مصيرهم وبيان أسباب اختفائهم".
ونُقل عن مستشار وزير الخارجية الفلسطيني أحمد الديك قوله في البيان: "نحن ننظر بخطورة بالغة لهذه القضية، وخاصة أنها قضية غير مسبوقة، ورفعنا مذكرة رسمية لتركيا من خلال السفارة الفلسطينية في أنقرة، كما أننا عقدنا ثلاثة اجتماعات بالأمس مع وزارة الخارجية التركية، كما وزارة الداخلية التركية والأجهزة الأمنية المختصة في تركيا".
وأضاف الديك: "نحن نتابع القضية على مدار الساعة بمشاركة الحكومة، وزارة الخارجية والأجهزة الأمنية الفلسطينية للحصول على طرف خيط بما يتعلق باختفائهم".
من جهته، قال السفير التركي لدى السلطة الفلسطينية أحمد رضا ديميرير: "إنّ الفلسطينيين السبعة المختفين، منذ أيام، غير معتقلين في تركيا، وليسوا موجودين في أي من مستشفياتها ومراكزها الرسمية".
وتابع ديميرير في لقاء نظمته وزارة الخارجية الفلسطينية، أنّ "السلطات التركية المختصة تبذل قصارى جهودها للوصول إلى معلومات حقيقية حول اختفائهم، وتتابع هذه القضية الهامة على مدار الساعة، وأنّ عمليات البحث تجري للحصول على معلومات دقيقة تخصّ حالات الاختفاء".
في حين قالت وزارة الخارجية الفلسطينية، في بيان صحافي، إنها حثّت "السلطات التركية المختصّة على بذل أقصى الجهود الممكنة من أجل الوصول إلى حقيقة وملابسات اختفائهم".
وقال السفير أحمد الديك، الذي شارك في الاجتماع عن الوزارة: "إنّ قضية الاختفاء باتت قضية رأي عام، تشغل الشارع الفلسطيني وتحظى باهتمام ومتابعة حثيثة من قبل القيادة والفلسطينيين".
وأشار الديك إلى أنّ "سفارة فلسطين لدى الجمهورية التركية شكّلت خلية أزمة تتابع على مدار الساعة هذه القضية مع وزارة الخارجية والسلطات التركية المختصّة".