تزايد استخدام الأسلحة النارية في جرائم القتل والسطو مؤخرا في الجزائر، وسط قلق مجتمعي من هذا التطور ومخاطره على الأمن العام والسلم الأهلي، خاصة في ظل امتلاك البعض أسلحة حربية كالكلاشينكوف، وهو أمر مستجد في البلاد على الرغم من المجهود المبذول من قبل الأجهزة الأمنية.
ويعدّ إعلان السلطات الجزائرية مؤخراً عن اعتقال من وصفتهم بـ"قطاع طرق" ومجرمين يستخدمون أسلحة حربية (كلاشينكوف) للسرقة والسطو والاعتداء على الممتلكات الخاصة، في منطقة تمنراست جنوبي الجزائر، الأول من نوعه في هذا السياق.
ووفقاً لمصالح الأمن، فإن "هذه العصابة الإجرامية التي كانت تعتدي على المواطنين باستعمال السلاح الحربي، شكلت جمعية أشرار لبث الرعب في أوساط السكان، وكان بحوزة أفرادها الثلاثة رشاش من نوع كلاشينكوف ومخازن ذخيرة وسيارات رباعية الدفع".
اللافت في الأمر أن هذا الخبر تزامن مع سلسلة جرائم استخدمت فيها الأسلحة الحربية. فخلال الأسبوعين الماضيين أطاحت مصالح الأمن الجزائرية شبكة منظمة ومسلحة في ولاية الوادي تنشط في مجال تهريب المؤثرات العقلية، عثر بحوزة عناصرها الثلاثة على قطعتي سلاح بمنزل أحدهم، كانت تستخدمها الشبكة الإجرامية في تأمين عمليات تهريب الأقراص المهلوسة، حيث حجز 12 ألف قرص مهلوس بحوزتهم.
وفي الثامن من إبريل/ نيسان الماضي، أعلنت السلطات الجزائرية توقيف سبعة أشخاص، قاموا بعملية سطو مسلح على مكتب بريد (بنك بريدي) لسرقة ما يعادل 26 ألف دولار، بمنطقة بئر أغبالو بولاية البويرة (160 كيلومترا شرقي العاصمة الجزائرية).
وأفاد بيان للقضاء الجزائري حينها أنه تم توقيف سبعة أشخاص متورطين في قضية السطو بالسلاح الناري على المركز البريدي، كما تمكنت مصالح الدرك في الأثناء من استرجاع المبلغ المالي المسروق والأسلحة النارية التي استخدمها عناصر العصابة في عملية السطو.
وفي نهاية إبريل/ نيسان، اغتال مسلحون بعيارات نارية رجل أعمال معروفا يدعى يحيى عبد الرزاق، وسط مدينة باتنة شرقي الجزائر، حين كان يهم بمغادرة مسكنه رفقة زوجته، ليباغته مسلحان كانا يرتديان جلبابا بإطلاق أعيرة نارية، قبل أن يلوذا بالفرار، لكن السلطات أعلنت اعتقال المجرمين بعد فترة، دون أن تكشف عن دوافع جريمة الاغتيال، وما إذا كان الأمر يتعلق بتصفية حسابات.
الإعلامي رضوان بن عالية، الذي يتابع منذ سنوات تطور منحى الجريمة وشبكاتها في الجزائر، وارتباطاتها بشبكات المخدرات، أكد لـ"العربي الجديد" أن "الظاهرة تتزايد بشكل مقلق، وهناك تحالف واضح بين شبكات الجريمة وتهريب المخدرات والاتجار بالبشر، يمكننا ملاحظة أن أكثر من يحوزون أسلحة ذاتية هم المهربون الذين يعملون في مجال تهريب المهاجرين غير النظاميين والمخدرات. هذه الأنشطة الإجرامية، ومع تزايد التشديد الأمني الذي تفرضه السلطات، باتت تحتاج إلى حماية نفسها بمنطق العصابات".