أصدرت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، قواعد جديدة لحماية الأميركيين من الفواتير الطبية الكبيرة وغير المتوقعة، التي يسدّدها المرضى في غرف الطوارئ والتي تقع خارج شبكات التأمين الخاصة بهم.
وبحسب ما نقلته صحيفة "ذا واشنطن بوست" الأميركية، سيبدأ العمل بهذه القواعد في يناير/ كانون الثاني المقبل. وتأتي هذه القواعد في إطار سلسلة من الخطوات المنسّقة التي يتعيّن على أربع وكالات فيدرالية اتخاذها لبدء العمل بقانون اعتمده الكونغرس العام الماضي، لحماية مستهلكي الرعاية الصحية من "الفواتير المفاجئة".
تنصّ القواعد على ضرورة توفير الخدمات الصحية الطارئة، دون الحصول مسبقاً على إذن مبكّر من شركة التأمين، وبغضّ النظر عمّا إذا كانت غرفة الطوارئ أو أطباؤها جزءاً من شبكة شركة التأمين أو لا، إذ لا يجب أن تتم محاسبة المرضى على فرق السعر بين رسوم المستشفى وبين ما تدفعه شركة التأمين، بل يجب أن تكون الخدمات المقدّمة مجانية.
كذلك يُحظر فرض رسوم مرتفعة في الحالات التي يكون فيها طبيب التخدير أو الجرّاح المساعد أو غيرهم ممّن يقدمون مثل هذه الرعاية الإضافية من خارج شبكة التأمين.
أسباب جوهرية
يأتي هذا القرار، بحسب السلطات الأميركية، في إطار محاولة لاحتواء غضب المرضى، إذ ازدادت الشكاوى في الفترة الأخيرة بسبب ارتفاع النفقات الطبية، وهو ما دفع كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي إلى تبني هذه القواعد، وصياغتها على شكل قانون.
ووفق صحيفة "ذا واشنطن بوست"، سبق أن تنازع أعضاء الكونغرس لما يقرب من عامين حول مناهج مختلفة لحماية المرضى من فواتير مفاجئة، لكنهم لم يصلوا إلى أي نتائج واقعية، ولذا تعدّ هذه القواعد الجديدة بمثابة تضافر لجهود المشرّعين، حول "قانون عدم المفاجآت" والذي يعد جزءاً من حزمة الإغاثة لمكافحة جائحة فيروس كورونا التي أقرّها المشرّعون قبل أيام من عيد الميلاد، العام الماضي.
من جهته، رحّب وزير الصحة والخدمات الإنسانية، كزافييه بيسيرا، في مقابلة له، بهذه الخطوات، ووصفها بالإنجاز. واعتبر أنّ الأحكام الجديدة تساعد في تقديم الرعاية الصحية بأسعار مقبولة.
وقال بيسيرا: "إنّ التعامل مع فواتير طبية كبيرة وغير متوقعة هو أمر مزعج جداً، يجب التخلص منه".
وكان استبيان سابق، أجرته مؤسسة Kaiser Family Foundation - وهي مجموعة سياسات رعاية صحية -، قد وجد أنّ حوالي ثلثي البالغين في الولايات المتحدة قلقون للغاية أو إلى حدّ ما بشأن القدرة على تحمّل فواتير كبيرة من مزوّد رعاية صحية خارج شبكة التأمين الخاصة بهم.
وتُظهر بيانات أخرى لمؤسسة Kaiser نُشرت في مجلة الجمعية الطبية الأميركية أنّ شخصاً واحداً من كل 5 بالغين لديهم تأمين قد تلقى فاتورة طبية عالية بشكل غير متوقع من مزوّد رعاية خارج الشبكة في العامين الماضيين.
ووجدت دراسة أجراها مكتب المساءلة الحكومي الفيدرالي في عام 2019 أنّ حوالي 7 من كل 10 رحلات بواسطة سيارات الإسعاف كانت خارج شبكات التأمين الخاصة بالمرضى.