عاد الحديث اليوم عن لقاحات فيروس كورونا الجديد، مع تصريح مثير لجامعة "أوكسفورد" البريطانية. فقد أعلن آندرو بولارد، كبير باحثي تجارب اللقاحات في "أوكسفورد" لبرلمانيين بريطانيين، متحدثاً عن تقديم نتائج التجارب هذا العام: "أنا متفائل بأنّنا يمكن أن نصل إلى هذه المرحلة قبل نهاية هذا العام". وتابع قائلاً إنّ تحديد ما إذا كان اللقاح ناجعاً أم لا سيكون خلال العام الجاري على الأرجح، وبعدها ستراجع جهات تنظيمية البيانات بعناية ثم يُتخذ قرار سياسي بشأن من يجب أن يحصل على اللقاح. ورداً على سؤال عما إذا كان يتوقع البدء في توزيع اللقاح قبل عيد الميلاد، قال بولارد، الذي يتولى منصب رئيس مجموعة اللقاحات في "أوكسفورد": "الفرصة ضئيلة لحدوث ذلك لكنّني لا أعلم". ويُتوقع أن يكون اللقاح الذي تعمل عليه "أوكسفورد" وشركة "أسترازينيكا" من أوائل اللقاحات التي تنتجها شركة أدوية كبيرة وتطلب الموافقة التنظيمية عليه، إلى جانب لقاح مرشح لـ"فايزر" و"بايو إن تك".
في الولايات المتحدة، تجاوز عدد مرضى الفيروس داخل المستشفيات، 50 ألفاً، وهو أعلى مستوى منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر، في وقت يهدد فيه تزايد الإصابات بدفع نظام الرعاية الصحية لبلوغ طاقته القصوى. وسجلت تكساس أعلى عدد من مرضى كورونا بالمستشفيات حالياً إذ إن في مستشفياتها 5936 مريضاً، تليها إيلينوي التي يعالج بمستشفياتها 3594 مريضاً، ثم كاليفورنيا بـ3270 مريضاً. وعلى مستوى الولايات المتحدة ككلّ، زاد عدد مرضى كورونا في المستشفيات بنسبة أكثر من 64 في المائة منذ بداية الشهر الجاري، ليبلغوا فجر أمس 50.176 مريضاً، وهو أعلى مستوى منذ السابع من أغسطس/ آب الماضي.
من جهتها، قالت منظمة الصحة العالمية إنّ ثمة تسارعاً آخر في انتشار كورونا في أوروبا بالذات، والتي كانت مسؤولة عن نحو نصف الحالات الجديدة المعلن عنها في العالم الأسبوع الماضي. وقالت المنظمة في تقريرها الأسبوعي إنّ الدول الأوروبية سجلت زيادة بنسبة 46 في المائة في الوفيات مقارنة بالأسبوع السابق. وعلى الرغم من ارتفاع الوفيات أيضاً في الأميركتين، فإنّ معدل الزيادة كان 2 في المائة فقط هناك.
وفي إطار الموجة الثانية للوباء، وقع رئيس الحكومة الإيطالية جوزيبي كونتي ليل الثلاثاء - الأربعاء مرسوماً يقضي بحظر التجول في جميع أنحاء الأراضي الوطنية من الساعة العاشرة مساء حتى الخامسة فجراً من كلّ يوم، حتى الثالث من ديسمبر/ كانون الأول المقبل، بالإضافة إلى قيود عامة أخرى، من ضمنها إغلاق مراكز التسوق خلال عطلة نهاية الأسبوع. وبموجب الإعلان الأخير سيتم تقسيم المناطق العشرين في إيطاليا، إلى ثلاثة قطاعات؛ أخضر وبرتقالي وأحمر، بحسب خطورة الوضع الوبائي فيها.
في البرتغال، دخل القسم الأكبر من البلاد، اليوم الأربعاء، في عزل جديد، أقلّ صرامة من ذلك الذي فُرض في الربيع الماضي، لكنّ الحكومة قد تفرض قريباً تدابير أكثر صرامة. ويشمل العزل قرابة 70 في المائة من السكان البالغ عددهم نحو عشرة ملايين نسمة، وسيبقى سارياً لمدة لا تقلّ عن أسبوعين. وبات العمل عن بعد إلزامياً، لكنّ المدارس ستبقى مفتوحةً وكذلك المتاجر والمطاعم التي ينبغي أن تغلق أبوابها باكراً.
(رويترز، فرانس برس)