أثار تشديد السلطات الصينية قيود الإغلاق وفرض الحجر الصحي حالاً من الغضب صاحبتها احتجاجات نادرة الحدوث في الشوارع وعبر الإنترنت، خاصة مع تمسك السلطات بإجراءاتها تزامنا مع ارتفاع حصيلة ضحايا الزلزال الذي ضرب جنوب غربي البلاد قبل يومين إلى 74 قتيلاً. بينما لا يزال نحو 26 شخصاً في عداد المفقودين.
ومنعت الشرطة والعاملون في مجال الصحة السكان القلقين من الخروج من منازلهم في تشنغدو في جنوب غربي الصين، والبالغ عدد سكانها 21 مليون نسمة، مؤكدة أن القيود ستظل سارية على معظم أنحاء المدينة، وإنها (السلطات) ستجري المزيد من الاختبارات الجماعية، ما زاد حال الغضب من سياسة الحكومة الصارمة الهادفة إلى "صفر كوفيد".
وعلى الرغم من تسجيل عدد قليل من الإصابات بكورونا، حيث رصدت بيانات الحكومة المحلية 121 إصابة جديدة، وفي اليوم السابق 90 إصابة فقط، فإن إغلاق تشنغدو هو الأشد صرامة منذ عزل أكبر مدينة في الصين، شنغهاي، خلال فصل الصيف.
وأظهرت لقطات، تم تداولها على الإنترنت أمس الثلاثاء، عمالاً يرتدون معدات واقية تغطي كامل الجسد، وهم يعملون على منع قاطني بنايات سكنية من الخروج من أبواب ردهة مغلقة بعد زلزال الإثنين، والذي بلغت شدته 6.8 درجات، وكان مركزه مقاطعة سيتشوان المحيطة.
انتشار محدود لكورونا
من جانبها، ذكرت لجنة الصحة الوطنية، اليوم الأربعاء، أن الصين سجلت 1695 إصابة بفيروس كورونا في 6 سبتمبر/أيلول، منها 380 إصابة مصحوبة بأعراض و1315 بلا أعراض، وسجلت الصين 1610 إصابات جديدة بفيروس كورونا في اليوم السابق، منها 310 مصحوبة بأعراض و1300 دون أعراض. ولم تسجل الصين أي وفيات جديدة ليظل عددها عند 5226.
وحتى 6 سبتمبر/أيلول، سجل بر الصين الرئيسي 245747 إصابة مؤكدة مصحوبة بأعراض.
وأشارت بيانات الحكومة المحلية إلى تسجيل العاصمة بكين 14 إصابة جديدة مصحوبة بأعراض، ولم تظهر أي إصابات دون أعراض. وتم تسجيل إصابة واحدة مصحوبة بأعراض في اليوم السابق.
وكانت مدينة تشنغدو قد أعلنت في 4 سبتمبر/أيلول الجاري تمديد قيود الإغلاق، بينما فرضت شنتشن، مركز التكنولوجيا في جنوبي البلاد، قيوداً تدريجية لمكافحة فيروس كورونا منذ يوم الإثنين، إذ تهدد حالات التفشي الجديدة ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وتتزامن التشديدات الصينية مع تخفيف معظم الدول القيود، واختيارها التعايش مع الفيروس، غير أن عدة دول آسيوية ما زالت تواجه بؤر تفشٍ جديدة.
وتسبب الزلزال الذي بلغت قوته 6.8 درجات على مقياس ريختر، وضرب الإثنين مقاطعة سيتشوان، بأضرار مادية جسيمة في منطقة جانزي التبت، ذاتية الحكم.
كما أدى إلى اهتزاز المباني في عاصمة المقاطعة تشنغدو، التي يخضع سكانها البالغ عددهم 21 مليون نسمة لحظر صارم وإغلاق عام على خلفية تنامي عدد الإصابات بفيروس كورونا.
ووفقاً لمركز شبكات الزلازل الصيني، ضرب الزلزال منطقة قرب محافظة لودينغ بمقاطعة سيتشوان، على عمق 16 كيلومتراً.
(الأناضول، أسوشييتد برس، رويترز)