أعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في لبنان أنها ستصدر قوائم (روسترات) توظيف جديدة لمعلمين متخصصين في مواد معينة لتنفيذ مهمات في بعض المناطق. وأكدت أن المعلمين الذين تتضمنهم القوائم الحالية التي لا تزال سارية حتى سبتمبر/ أيلول 2023، سيحظون بأولوية في القائمة الجديدة. لكن الأساتذة المنضمين إلى القوائم الحالية نفذوا اعتصاماً للمطالبة بإلغاء القوائم المستحدثة، والاحتجاج على الإجحاف الذي يتعرضون له.
وقال الأستاذ حسان السيد الذي يمثل اللجنة القطاعية لاتحاد المعلمين في لبنان، خلال الاعتصام: "يعمل أساتذة منذ 12 سنة كمياومين يحلون بدلاً من أساتذة يغيبون فترات طويلة، على سبيل المثال بدلاً من معلمة تحصل على إجازة أمومة. وهؤلاء سبق أن خضعوا لامتحانات نجحوا فيها، ما يفرض تثبيتهم خصوصاً أن هناك مراكز شاغرة في مدارس أونروا حالياً. وندعو جميع مسؤولي الشعب الفلسطيني للتحرك من أجل الحفاظ على قوائم 2021 التي نعتبرها خطاً أحمر".
وتحدث الأستاذ أحمد سليم باسم معلمي قوائم 2021 قائلاً: "يجب إلغاء القوائم المستحدثة التي تضر بقوائم 2021. ونحن نرفض اختراع حجج وتبريرات، ولن نتهاون في حقوقنا، وسنستمر في الاعتصام في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية في لبنان وغلاء المعيشة حتى كفّ الظلم عنا، وسنتحرك بأنماط مختلفة للمطالبة بالدرجة الأولى بفتح باب التثبيت، مع إبقاء القوانين الحالية واعتمادها في المناطق المختلفة".
وأوضح المسؤول الإعلامي في "أونروا" فادي الطيار في حديثه لـ"العربي الجديد" أن "إعلان القائمة الجديدة يهدف إلى ضمان عدم افتقار أي منطقة لمعلمين مؤهلين في أي مادة، تمهيداً لتوزيعهم من خلال قائمة مناسبة على مدار السنة الدراسية التالية، والتي ستمتد صلاحيتها عامين، مع إمكان تمديدها استثنائياً لسنة ثالثة بحسب السياسة الجديدة لاختيار الموظفين".
أضاف: "جرى حصر إعلانات الوظائف الشاغرة في مناطق محددة لا يتوفر فيها عدد كافٍ من الأساتذة في القائمة الحالية. ومن المهم تعيين مرشحين من نفس منطقة الإقامة، ما يحتم عدم قبول طلبات من مرشحين يعيشون خارجها من أجل جعل مسافة التنقل للوصول إلى مكان العمل معقولة، وبالتالي تقليل أو إزالة الفجوات في تغطية التدريس، لجلب التأثير الإيجابي في الأداء التعليمي وجودته الضرورية للطلاب. وسينهي القرار أيضاً الحاجة إلى توظيف معلمين من خارج القوائم".
وأكد انه "إذا رغب أحد مرشحي القائمة الحالية في إدراج اسمه في القائمة الجديدة وتحسين فرصه فيها، يمكن أن يتقدم للتوظيف مجدداً عبر إجراء اختبار كتابي ومقابلة. وفي حال كان أداءه غير جيد لن يؤثر ذلك على وضعه في القائمة الحالية والأولوية الممنوحة له، علماً أن الوكالة ملتزمة بذل الجهود لتحسين فرص العمل للاجئين الفلسطينيين، مع ضمان توفير خدمات تعليمية عالية الجودة للطلاب".
وكان الأساتذة المياومون قالوا في بيان: "في زمنٍ أصبح الظلم أسلوب حياة ونمط عيش، وفي ظل استمرار الظالم في جوره وطغيانه من دون أن يأبه لما آلت إليه الأوضاع الاقتصادية من تردٍّ وأزماتٍ متتالية، ومنذ ما يقارب نِصف السنة، أقبلنا نحن معلمي الروستر على امتحانات التوظيف بوصفنا أهلًا للجدارة والكفاءة، للمطالبة بصون حقنا في العيش بكرامة، من خلال رفض السيطرة على أماكننا من دون أي رادع يحمي لقمة عيشنا وأرزاق عائلاتنا. وكأن الوضع الاقتصادي المُزري في لبنان لا يشملنا ولا يمسّنا، لذا وبناءً على ما تقدم نطالب إدارة أونروا بالإسراع في ملء الشواغر بمعلمين من قوائمِ التعيين في المرحلةِ المتوسطة والثانوية، خصوصاً أنه لم يُستدعَ إلا أستاذ واحد لكل من منطقتي صيدا وصور على الرغم من الشواغر الموجودة. وهنا يحق لنا أن نسأل، لمن خُصصت هذه الشواغر مسبقاً؟ ولمَ المماطلة في ملئها؟ ولمصلحة من يُترك الطلاب بلا معلّمين في الصف؟
وتابع البيان: "على إدارة أونروا الالتزام بما تم الاتفاق عليه مع الاتحاد، وتحويل أساتذة الدعم إلى الموازنة العامة بنصف بوست، وحصر المرحلة المتوسطة والثانوية بمعلّمي قوائم التعيين فقط، مع تأكيد دعمنا للاتحاد في نزع ما تم الاتفاق عليه مع الإدارة، ووقوفنا إلى جانبه في أي خطوة حتى تحصيل حقوقنا، لأننا حتى هذه اللحظة لم نلتحق بالعمل نتيجة التخبّطات، وإهمالنا في قائمة التوظيف والتثبيت. طالما حلمنا بالأمان الوظيفي في المؤسسة التي خدمنا وأفنينا عمرنا فيها. وعندما علمنا بإيقاف التمويل لزملائنا وقفنا إلى جانبهم وساندناهم كي لا تتهدد لقمة عيشهم".