"نشاط معرض طوفان الأمل هو بداية أمل لتحرير أرضنا المسلوبة من الاحتلال الصهيوني"، هذا ما تقوله انتصار الخلف عضو مركز "مريم للتنمية الاجتماعية" في لبنان عن النشاط الذي نفذته جمعيات في مدينة صيدا جنوب لبنان لبيع منتجات يدوية ساهمت أرباحها في دعم أهالي غزة الذين يعانون من العدوان الإسرائيلي الهمجي.
وعموماً يمكن لأي شخص يزور مدينة صيدا جنوب لبنان أن يشاهد صور الناطق الرسمي باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أبو عبيدة، عند كل تقاطع، وانتشار العلم الفلسطيني في الشوارع الرئيسية والفرعية.
ويضع سكان صيدا أعلام فلسطين في كل مكان، وتشهد المحلات والمكتبات إقبالاً واسعاً على شرائها، كما أن غالبية السكان يلتزمون بمقاطعة منتجات ومتاجر كل من يدعم العدو الإسرائيلي، والمطاعم والمقاهي الأميركية الشهيرة خالية تماماً من الزبائن.
أيضاً شهدت شوارع صيدا تظاهرات ومسيرات لدعم غزة، وارتفع الحس الوطني بين السكان بشكل ملحوظ بعدما شاهدوا المجازر التي ارتكبها العدو الصهيوني في حق الأهالي الآمنين.
وتتحدث انتصار، التي تتحدر من قرية وادي الحنداج التابعة لقضاء صفد الفلسطيني وتقيم في مدينة صيدا، لـ"العربي الجديد"، عن أن "جمعية مريم للتنمية الاجتماعية تهتم بشؤون المرأة والفتاة الفلسطينية وغير الفلسطينية، ولأننا نعيش على أرض لبنان، فنحن جزء منه، وقد تأسست جمعيتنا في شارع الأوقاف بمدينة صيدا عام 2018، ونظمت دورات ومحاضرات تثقيفية بينها لتحفيظ القرآن الكريم وتقديم إسعافات أولية، كما قدمت مساعدات شهرية لبيوت فلسطينية محتاجة".
تتابع: "تعاونت الجمعية مع جمعيات أخرى في تنظيم معرض طوفان الأمل من أجل تعريف الناس أولاً بأسباب عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، باعتبارها حقاً مكتسباً للفلسطينيين في الدفاع عن أرضهم وتحريرها من الاحتلال الصهيوني، والمساهمة في دعم شعبنا في غزة والوقوف معه. ولجأنا إلى نساء فلسطينيات لصناعة منتجات ماء الورد وماء الزهر والمريمية والزعتر وزيت الزيتون، وأيضاً كعك القدس والمقروطة (حلوى فلسطينية من طحين وتمر)، وملابس طرزتها أيادٍ فلسطينية، ومنتجات يدوية أخرى مختلفة. وسيذهب مبلغ التبرعات إلى أهل غزة عن طريق جمعية هيئة مناصرة الشعب الفلسطيني".
وتقول منسقة المواد والمشاريع في هيئة مناصرة الشعب الفلسطيني جمانة شحادة، التي تتحدر من منطقة عرب الزبيدات بقضاء صفد الفلسطيني، لـ"العربي الجديد": "نقدم مساعدات إغاثة ووجبات ساخنة بشكل دائم لأهالي شعبنا في غزة، ويحصل ذلك عبر التواصل مع جمعية طريق الحياة التي نحوّل مبلغ التبرعات إلى فرعها في تركيا".
وتذكر أن "دور الجمعية يشمل تنفيذ المشاريع، ونفذنا في غزة أنشطة تقديم وجبات ساخنة وسلة غذائية وكسوة للشتاء، وجمعنا تبرعات عبر حملة ترويج في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي ومجموعات (واتساب)، وأيضاً من خلال نشر بوسترات في الأحياء، وإقامة حواجز محبة. وجميع الناس يتضامنون مع قضية غزة، وهي حق، ويبادرون إلى التبرع. وبعد جمع التبرعات نتواصل مع شخص معني بإيصالها إلى أهلنا في غزة".
أما حنان عزام، وهي من بلدة حطين بفلسطين، فتقول لـ"العربي الجديد": "أعمل في مشغل الخيوط بمنطقة مشاريع الهبة، شرقي مدينة صيدا، وهو ينفذ كل تفاصيل صنع المنتجات الفلسطينية من خياطة وتطريز ملابس لتلاميذ المدارس. وعرض المشغل منتجات لبيعها كي تعود أرباحها إلى أهلنا في غزة، وكلها صناعات بأيدي نساء فلسطينيات ساهمن بدورهن في التبرع لأهلنا في غزة، وهذا أقل ما يمكن فعله لهم".
أيضاً تقول منى حجازي، المتحدرة من منطقة الرأس الأحمر بقضاء صفد الفلسطيني، وتقيم في مخيم عين الحلوة، لـ"العربي الجديد": "أنشأت صفحة على فيسبوك باسم منى منمن للفن والإبداع، وأشتغل كل ما يتعلق بالصناعات اليدوية، مثل القلائد وتعاليق السيارات والمحافظ الصغيرة، وكلها مصنوعات يدوية مطرّزة بالقطبة الفلسطينية. وأنا أعمل بحسب الطلب، لأنني لا أملك إمكانات مادية كبيرة. وحرصت على المشاركة في معرض طوفان الأمل بمنتجات تحاكي غزة".
وفي إحدى زاويا المعرض انشغلت فتيات صغيرات برسم فلسطين وأهلها وغزة. رسمن العلم والحلم والأمل، ولسان حالهن يقول: "نرسم العلم الفلسطيني، لأن فلسطين لنا من نهرها إلى بحرها، وسنعود إليها قريباً، وعندما نكبر سنذهب إلى فلسطين لنعيش فيها، ونعيد بناء ما تهدّم".