عام 1992، نشر القس غاري تشابمان كتاب "لغات الحب الخمس" الذي استهدف فيه تحديداً شريحة العشاق الذين لا يتمتعون بخبرة كبيرة في التعامل مع أساليب إظهار الحب مع شركائهم، والتفاعل معهم. وحقق الكتاب شهرة كبيرة، ولا تزال صحيفة "نيويورك تايمز" تدرجه منذ أغسطس/ آب 2009 في قائمة الكتب الأكثر مبيعاً في الولايات المتحدة.
وحدد الكتاب اللغات الخمس بتلقي الهدايا، وتخصيص أوقات للأحاديث واللقاءات، وتبادل كلمات لتأكيد التفاني في معاملة الآخر وأداء الخدمات التي تجعله يشعر بأنه محبوب وموضع اهتمام، والتفاعل مع حركات اللمس. أما الفكرة الأساس في الكتاب فهي أنه إذا فهم شخص لغة حب شريكه الذي فهم بدوره لغة الآخر، فيمكن تحقيق علاقة صحية ومتناغمة بينهما.
أما السؤالان اللذان طرحهما موقع "مينز هيلث" على خبراء في العلاقات، فهما: هل وجود لغات حب متوافقة مهم؟ وهل تجب مراعاة أشياء لدى البحث عن شريك؟
يقول الدكتور ستيفن سيندر، المتخصص في العلاقات، إن "أفكار تشابمان استندت إلى مراجعته ملاحظات لسنوات من تقديم مكتبه مشورات لأزواج، ولم تؤكدها أبحاث كثيرة منذ ذلك الحين، لكن انتشارها الواسع يوحي بأن قيمتها كبيرة".
واللافت أن أخصائية الزواج والأسرة فيينا فرعون تستخدم لغات الحب مع عملائها، وتقول: "شاهدت أزواجاً كثيرين فسروا اختلاف لغات الحب بينهم بعدم الشعور بحب شركائهم، أو عدم الحصول على الحب من الآخر، وأحياناً كانت الإجابات أكثر بساطة مثل إنه (شريكي) يتحدث لغات حب مختلفة".
أما المعالجة النفسية كاثرين سميرلنغ فترى أن لغات الحب "مجرد طريقة ملائمة لتجميع مبادئ أساسية للتواصل خلال العلاقة، وتحدد أساليب لتجربة الحب والتعبير عنه، لكن هناك أساليب مختلفة أيضاً".
ما يتفق عليه هؤلاء الخبراء أن لغات الحب تمنح الناس مفردات للتحدث عما يحتاجون إليه من الشركاء، لكنهم يشددون على أنه إذا امتلك الطرفان لغات حب مختلفة فهذا لا يعني أنهما غير متوافقين، فقد يرغب أحدهما في تعديل أساليب الاتصال الخاصة به. ويقول سيندر: "معظم الأزواج ليست لديهم لغات حب متطابقة تماماً، وهذا أمر جيد على الأرجح، لأنه يذكرهما بأنهما لم يخلقا لتلبية احتياجات بعضهما البعض، وأنه من المهم التعرف إلى مدى الاختلافات. من هنا تتمثل الإجابة الأهم لأي شخص إزاء شريكه: أعدك، إذا واصلنا المواعدة، بأن أتكيف مع أي لغة حب تفضلها".