لغز تعرض العشرات لوخزات داخل نواد ليلية يثير قلقاً كبيراً في فرنسا

30 ابريل 2022
اشتكى عشرات الفرنسيين من تعرضهم للوخز مؤخراً (سيلفين توماس/فرانس برس)
+ الخط -

لا تزال مسألة تعرّض عشرات الأشخاص في فرنسا لوخزات داخل نواد ليلية، أو خلال حضورهم مهرجانات، شعروا بعدها بـ"غثيان" أو "دوار" وألم شديد، تحيّر السلطات التي لم تتوصل إلى حقيقة ما يحصل، ومدى انتشار هذه الظاهرة التي أوجدت مناخاً من القلق بين الشباب.

وأفاد مصدر في الشرطة بأنّ نحو ستين عملية وخز سجلت منذ مطلع إبريل/نيسان الجاري، داخل نواد ليلية في فرنسا. ولم ترغب قوات الدرك في الإشارة إلى أرقام على المستوى الوطني، موضحة أنّ الظاهرة لم تتأكد بعد بالدرجة الكافية. لكن تأثرت مناطق عدة بحوادث الوخز، إذ فتح 15 تحقيقاً في مختلف أنحاء فرنسا.

بعد عودتها من سهرة في أحد نوادي إيل دو نانت (غرب)، في منتصف إبريل، شعرت إلوييز كورنو (21 سنة) بـ"التعرق والغثيان والقشعريرة والدوخة"، وما لبث الوضع الصحي لخبيرة التجميل الشابة أن تحسّن في اليوم التالي، لكن بعد أيام لفتت إحدى زميلاتها انتباهها إلى أثر حقنة على ذراعها.

وقالت إلوييز التي لا تشرب الكحول ولا تتعاطى المخدرات، إنّها تسهر أحياناً خلال عطلات نهاية الأسبوع، لا خلال أيام الأسبوع، وأضافت: "طلب مني زملائي أن أذهب فوراً إلى المستشفى لإجراء فحص دم، ونُصحت بتقديم شكوى"، وهو ما فعلته في اليوم التالي.

وتابعت قائلة "علي الانتظار خمسة أسابيع أخرى قبل إجراء اختبار فيروس العوز المناعي البشري. وهذا الانتظار يوتّرني كثيراً".

في نانت، تلقت الشرطة بلاغات عن 45 حادثة وخز منذ منتصف فبراير/شباط، وفق النيابة العامة. وقال المدعي العام، رينو غودول: "لم يتبيّن في أي فحص وجود مادة الـ(غاما هيدروكسي بيوتيريت)، أو أي مواد سامة أخرى"، مشيراً إلى عدم توقيف أي مشتبه فيه.

... واعتداءات جنسية

ويصعب أحياناً إثبات وجود بعض المواد في الدم، إذ يصبح الـ"غاما هيدروكسي بيوتيريت" غير قابل للرصد في الدم بعد ساعات قليلة من دخوله الجسم. وينتظر المحققون نتائج تحليلات السموم لمعرفة ما إذا كانت المادة المعطاة هي نفسها.

وأشار مصدر في الشرطة إلى أنّ "الأمور تختلف" في مناطق فرنسية أخرى لناحية أسلوب هذه الحوادث، موضحاً أن بعضها قد يترافق مع اعتداءات جنسية، فيما لا ينطبق ذلك على البعض الآخر.

في روان (وسط شرق)، لمس رجل أرداف شابة رفضت الكشف عن اسمها، أثناء دخولها المرحاض برفقة صديقتها داخل ملهى ليلي كانت تحتفل فيه بعيد ميلاد إحدى صديقاتها في 22 إبريل. وقالت الشابة (18 سنة): "عندما عدت إلى المنزل، رأيت كدمة كبيرة في وسطها وخزة حمراء على الجهة اليمنى من أردافي. أصدقاء قالوا لي إنهم لاحظوا رجلاً كان يحدق بي كما لو أنّه كان يتوقع شيئاً منّي".

وفتح مكتب المدعي العام في روان، الإثنين، تحقيقاً في حادثة "عنف متعمد، واستخدام مادة مضرة مع سابق إصرار وترصد"، وأشار إلى أنّ الأطباء في مستشفى روان أعطوا الشابة علاجات وقائية مضادة لفيروس نقص المناعة البشرية والتهابات الكبد.

صحة
التحديثات الحية

وبدأ موسم المهرجانات في عطلة نهاية الأسبوع الماضية، مع انطلاق مهرجان "برينتان دو بورغ" الموسيقي، وبعدما رصدت علامات وخز على تسعة أشخاص كانوا يحضرون الحفلات الموسيقية، فتحت النيابة العامة في هذه المنطقة تحقيقاً في شأن "استخدام مواد مضرة".

وقالت مديرة مكتب مُحافظ إقليم شير، أنييس بونجان: "لا نعرف ما إذا كانت استُخدمت إبر أو أنها مجرد رؤوس دبابيس مثلاً".

وأوضحت نوومي (23 سنة) أنّ "الوخزة تسبب ألماً حاداً في الفخذ وصولاً إلى العصب الوركي"، وكانت الشابة شعرت بالعوارض في منتصف إبريل بعد مشاركتها في سهرة بأحد نوادي بيزييه (جنوب)، وأكدت الشابة أنّ أصدقاءها نقلوها إلى غرفة الطوارئ بعدما شعرت بوعكة.

في المجموع، قدمت 15 شكوى في بيزييه، من بينها 14 مرتبطة بليلة 17- 18 إبريل، على ما أفاد المدعي العام رفاييل بالان.

وأشار مكتب المدعي العام في باريس، إلى أنّ ستة تحقيقات فُتحت منذ الأسبوع الماضي في العاصمة، بشأن استخدام مواد مضرة، وذلك بعد تسجيل عدد من الشكاوى.

وشجب رئيس قطاع السهر الليلي في نقابة الفنادق والمطاعم الفرنسية، تييري فونتين، ما وصفه بأنه "لعبة منحرفة" من قبل معتدين غامضين يتسببون بجو من "القلق" لدى الشباب، وأعرب عن خشيته من تأثير هذه الحوادث على المؤسسات التي تعاني أصلاً من جراء تبعات جائحة كوفيد-19.

وأضاف "تواصلت مع مالك أحد النوادي الليلية في جنوب غرب فرنسا، حيث سُجلت حادثتا وخز. ورغم قيامه بتدابير عدة من بينها تغيير كاميرات المراقبة القديمة، إلا أنّ نسبة الحضور في ناديه انخفضت 50 في المائة خلال نهاية عطلة الأسبوع".

والظاهرة ليست جديدة في أوروبا، إذ اجتاحت بريطانيا إفادات تعود إلى طالبات خُدّرن من دون علمهنّ عن طريق الحقن داخل الملاهي الليلية في الخريف الماضي.

(فرانس برس)