ما زالت الحملة التي أطلقتها أجهزة الأمن الليبية على أوكار المخدرات تجري في شكل واسع وتطيح شبكات، وتقبض على أفراد متورطين في الاتجار بالمخدرات. وأثمرت الحملة التي بدأتها أجهزة الأمن في مطلع إبريل/ نيسان الجاري، اعتقال عدد من تجار المخدرات، بينهم أشخاص من جنسيات أفريقية وأجنبية، وضبط كميات من الممنوعات بينها مواد تستخدم في صنع خمور.
وضمن الحملة، أعلن جهاز مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية تفكيك "تشكيل عصابي" يتاجر بالمخدرات في منطقة ذات امتداد واسع، بدءاً من مدينة طبرق (شرق) وصولاً إلى العاصمة طرابلس.
وأوضح الجهاز في بيان أن "الشبكة المفككة كانت تنقل في مرحلة أولى المخدرات من مدينة طبرق لتخزنها في مدينة ترهونة شرق طرابلس، ثم تروجها وتبيعها في العاصمة".
وأكد الجهاز القبض على غالبية أفراد العصابة، وأحدهم حمل كمية كيلوغرام وربع الكيلوغرام من مادة الحشيش، و3 آخرين في مدينة ترهونة، حيث كانت في حوزتهم 4 كيلوغرامات من الحشيش.
وفي الأسابيع الأخيرة، أصدرت السلطات بيانات عدة جديدة عن تفكيك شبكات للاتجار بالمخدرات. وأعلن جهاز مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية اعتقال 17 شخصاً، بينهم تونسيان، من أفراد شبكة لبيع ونقل مواد مخدرة من نوع الحشيش وأقراص.
كما أوقفت أجهزة الأمن خمس تجار مخدرات، وصادرت منهم أنواعاً عدة من المخدرات، خلال عملية مداهمة أوكار عصابات في مدينة مصراتة.
وبالتزامن مع هذه العمليات، أعلنت وزارة الداخلية في حكومة الوحدة الوطنية ضبط شاحنة على متنها أكثر من مليوني قرص مخدر في إحدى ضواحي طرابلس الشرقية. وأوضحت أن الكمية التي جرى ضبطها على متن الشاحنة هي حوالى مليونين و280 ألف قرص من نوع "ليريكا". كما أودع 13 شخصاً السجن على ذمة تحقيقات بتهم حيازة مواد مخدرة ومؤثرات عقلية والاتجار بها في بنغازي، إثر تنفيذ حملة أمنية استهدفت محال تستعمل لبيع المواد المخدرة والمسكرات في المدينة، في إشارة إلى عملية مداهمة واسعة نفذتها أجهزة أمنية في بنغازي في حيي الوحيشي وأبو هديمة في 11 فبراير/ شباط الماضي، واعتبرت من أكبر عمليات ملاحقة تجار المخدرات في ليبيا.
وبالتزامن مع عمليتي حيي الوحيشي وأبو هديمة، أعلنت مصلحة الجمارك التابعة لحكومة الوحدة الوطنية ضبط كمية من المواد المخدرة في ميناء مدينة الخمس، شرق طرابلس، ووصفتها بأنها "من أكبر الكميات التي ضبطت في شمال أفريقيا، وفي تاريخ الجمارك الليبية".
وفيما كشفت مصلحة الجمارك أن الكمية المضبوطة بلغت 269 كيلوغراماً من الكوكايين، أوضحت أن عملية كشفها حصلت بالتنسيق بين قسم مكافحة التهريب والمخدرات التابع لمصلحة الجمارك ومركز جمارك ميناء الخمس البحري، بعد تلقي معلومات عن الاشتباه في وجود ممنوعات داخل حاوية محملة بدجاج مجمّد مصدرها البرازيل، وملاحقتها عبر الخط الملاحي بين البرازيل وإسبانيا وإيطاليا، وصولاً إلى مصادرتها في ميناء الخمس.
إلى ذلك، كشفت مديرية أمن بنغازي أن عمليتي حيي الوحيشي وأبو هديمة استمرتا ساعات، شهدت اقتحام عدد من الأوكار التي كانت تستخدم في صناعة خمور محلية، وتخزين وتوزيع أنواع من المخدرات، وأسفرت أيضاً عن اعتقال عدد من المروجين، بينهم من جنسيات أفريقية وأجنبية.
وأعلنت المديرية أنها نشرت عدداً من حواجز التفتيش المتنقلة داخل حيي الوحيشي وأبو هديمة ومحيطهما، ما سمح بضبط كميات من المخدرات مع مروجين كانوا في طريقهم للفرار خارج المنطقة.
وترافقت هذه العمليات الواسعة لملاحقة شبكات ترويج المخدرات مع أخرى شهدت إحداها اعتقال أكبر تاجر أقراص مخدرة في المنطقة الشرقية، كان قد سبق أن صدر حكم غيابي بإعدامه رمياً بالرصاص بعد إدانته في قضايا تهريب أقراص مخدرة من مصر إلى ليبيا، بحسب ما أعلنه جهاز مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية منتصف فبراير/ شباط الماضي، والذي أوضح أيضاً أن هذا التاجر نفذ عملية تهريب 37,600 قرص مخدر من نوعي "أرتان" و"أبتريل".
وفيما أشاد الضابط في مصلحة الجمارك مصطفى عياد بفعّالية أجهزة الأمن في تنفيذ عمليات دهم أوكار المخدرات التي تشهدها عدة مناطق ليبية، دق ناقوس الخطر في شأن كمية الكوكايين المضبوطة في ميناء الخمس. وأوضح أنها من الكوكايين الخام غير المغشوش.
واعتبر عياد أن وصول هذه الكمية إلى ليبيا يشير إلى ارتفاع مستوى خطر المخدرات في البلاد بدرجة تستدعي تكاتف الجميع من أجل السيطرة عليها. وطالب في حديثه لـ"العربي الجديد" بضرورة دعم مؤسسات ضبط ومراقبة حركة المخدرات في البلاد، فجهاز الجمارك ومكاتب وأجهزة ملاحقة المخدرات والمؤثرات العقلية لم تتلقَ أي دعم منذ أكثر من تسع سنوات وتعمل بإمكانات بسيطة، فيما تعرض عناصر في الجمارك ومسؤولون عن المنافذ البحرية والبرية لمحاولات اغتيال للضغط عليهم من أجل تمرير شحنات مخدرات.