كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أن نسب فاعلية اللقاحات المضادة لفيروس كورونا التي تنشرها الشركات المصنعة، تخضع للعديد من المعايير والاختلافات.
وبحسب التقرير، فإن عوامل عديدة تتحكم في تحديد هذه النسب. فقد بدأت شركة جونسون أند جونسون هذا الأسبوع في تقديم ملايين الجرعات من لقاح فيروس كورونا في جميع أنحاء الولايات المتحدة بعد حصولها على تصريح استخدام طارئ من إدارة الغذاء والدواء. كانت التجربة التي أجرتها الشركة من الأمور الأساسية للحصول على الضوء الأخضر، لقياس فعالية اللقاح.
وتعتبر الفعالية مفهوماً مهماً في تجارب اللقاحات بحسب الخبراء، لكنها أيضاً أمر معقد. فإذا كانت فعالية اللقاح، على سبيل المثال، 95 في المائة، فهذا لا يعني أن 5 في المائة من الأشخاص الذين يتلقون هذا اللقاح سيصابون بـفيروس كورونا، أو أن مجرد أن أحد اللقاحات ينتهي بتقدير فعالية أعلى من لقاح آخر في التجارب يعني أنه أفضل، وإليكم السبب.
بالنسبة للإحصائيين، الفعالية هي قياس مدى مخاطر الإصابة أو عدمها، وعلى سبيل المثال، فقد قامت شركة جونسون أند جونسون بمقارنة عدد الأشخاص الذين تلقوا لقاحا ومع ذلك أصيبوا بـفيروس كورونا، مع عدد الأشخاص الذين أصيبوا بـفيروس كورونا بعد تلقي العلاج الوهمي، وتوصلوا إلى أنه يمكن حساب الفرق في المخاطر كنسبة مئوية. فإن نسبة الصفر في المائة تعني أن الأشخاص الذين تم تطعيمهم معرضون للخطر مثل الأشخاص الذين حصلوا على الدواء الوهمي، وأن نسبة المائة في المائة، تعني أن الخطر قد تم القضاء عليه تماماً بواسطة اللقاح. في موقع التجربة بالولايات المتحدة، قررت شركة جونسون أند جونسون أن الفعالية تبلغ 72 في المائة.
وبحسب الخبراء، فإن الفعالية تعتمد أيضاً على تفاصيل التجربة، مثل مكان إجرائها. فقد أجرت شركة جونسون تجارب في ثلاثة مواقع: الولايات المتحدة وأميركا اللاتينية وجنوب أفريقيا. كانت نسبة الفعالية الإجمالية أقل من نتائج التجارب في الولايات المتحدة وحدها. ويبدو أن أحد أسباب ذلك هو إجراء الاختبارات في جنوب أفريقيا بعد ظهور سلالة جديدة من كورونا فيها. ورغم ذلك، فقد بلغت نسبة الفعالية في هذا البلد 64 في المائة.
يمكن أن تتغير الفعالية أيضاً عندما ينظر العلماء إلى نتائج مختلفة. ومثال ذلك أن لقاح شركة جونسون أند جونسون كان ذا معدل فعالية بنسبة 85 في المائة، ضد الحالات الشديدة من فيروس كورونا، ما يعني أنه سيقلص بنسبة مهمة عدد الوفيات والمصابين الذين تستدعي حالتهم الصحية إدخالهم إلى المستشفى.
عندما يقول العلماء إن فعالية اللقاح، على سبيل المثال، 72 في المائة، فهذه نسبة تقديرية. إنه ليس تنبؤًا دقيقًا لعامة الناس، لأن التجارب لا يمكن أن تنظر إلا إلى عدد محدود من الأشخاص - في حالة تجربة جونسون كان عدد المشاركين، حوالي 45000 متطوع.
وقد خلص الخبراء إلى أن اختلاف نسبة الفعالية من لقاح إلى آخر لا يتعلق بالجودة، بل بعدة عوامل، منها مكان التجربة، المخاطر، حالات عدم اليقين، عدد الأشخاص الذين يخضعون للتجربة. ومن هذا المنطلق، ينبه العلماء إلى أن اللقاح ذا نسبة النجاعة العليا ليس الأفضل على الإطلاق، لأن هناك عوامل أخرى كثيرة تتحكم في هذا الأمر.