ما هي بطاقة الطوارئ الممنوحة للبنانيين النازحين إلى سورية؟

09 أكتوبر 2024
نازحون من لبنان باتجاه سورية عند معبر المصنع الحدودي، 24 سبتمبر 2024
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- فتحت الحكومة السورية المنافذ الحدودية لاستقبال النازحين اللبنانيين، وأصدرت "بطاقة دخول طوارئ" لتسهيل عبورهم وتحديد هوياتهم، مما يعكس إجراءات مشابهة في الأردن.
- تُستخدم بطاقات الطوارئ لجذب الدعم الدولي، حيث تُمنح المساعدات الأممية بناءً عليها، ويستفيد النظام السوري من هذه البطاقات لإظهار اهتمامه بالنازحين.
- رغم الإعلان عن بطاقات الطوارئ، يدخل اللبنانيون سوريا بأوراق رسمية، وتُمنح البطاقات كبديل لدفتر الدخول اللبناني، مما يسمح بإقامة تصل إلى 120 يومًا قابلة للتجديد.

أجبر العدوان الإسرائيلي آلاف اللبنانيين على النزوح نحو الحدود السورية اللبنانية، حيث فتحت حكومة النظام السوري المنافذ الحدودية لاستقبال النازحين وتسهيل عبورهم نحو مناطق سيطرة النظام، كما أعلنت إدارة الجمارك السورية قبل يومين منح النازحين ممن لا يملكون أوراقا ثبوتية "بطاقة دخول" (طوارئ)، فما المقصود بهذه البطاقات؟

يقول المحامي وعضو "تجمع أحرار حوران"، عاصم الزعبي، إن هذا النوع من البطاقات يتم إصداره في حالات النزوح من دولة إلى دولة، خاصة الدولة المتجاورة، مثل سورية والأردن، وسورية والعراق، وسورية ولبنان. وتصدر في حالات الطوارئ أو الكوارث، أياً كان نوعها. مضيفا أن الهدف منها في البداية قد يكون تحديد أسماء الداخلين إلى سورية، لأن قسما من اللبنانيين قد لا يملك أوراقًا ثبوتية. وهذا يشبه إلى حد ما البطاقة التي يحصل عليها السوريون في الأردن تحت مسمى "بطاقة خدمة للجالية السورية"، وتنفذ معاملاتهم باستخدامها.
تابع الزعبي: "الأمر الآخر مرتبط باستجلاب الدعم، ولاحظنا أمس زيارة مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي لرئيس النظام السوري، حيث أبدى إعجابه بالأشياء التي تقدمها سورية لاستقبال اللبنانيين". مضيفا أنه بناءً عليها يتم تقديم مساعدات أممية، وحاليًا بدأت بعض الدول تقدم مساعدات، وهذه المساعدات قد توزع بناءً على بطاقات الطوارئ الممنوحة للبنانيين، مشيرا إلى أنها تأتي في إطار قوننة أوضاعهم، قائلا: "هذه البطاقات تجدد بشكل تلقائي وفق اطلاعي، كونه حتى الآن مدة وجودهم غير معروفة".

ولفت الزعبي إلى أن النظام السوري من مصلحته إصدار هذه البطاقات ليُري الأمم المتحدة أن لديه اهتماما بالنازحين اللبنانيين، ويقدم مساعدات من الدولة السورية، وبالنتيجة يحصل على الدعم بينما يوزع الفتات على النازحين اللبنانيين على الأراضي السورية. مشيرا إلى أنه حتى الوقت الحالي لا تفاصيل دقيقة نشرت عن هذه البطاقات أو صور لها، وهي بالتأكيد غير مرتبطة بإعادة توطين كما يُشاع، كون إعادة التوطين يقابلها منح إقامات دائمة أو جنسية.

مصدر خاص في معبر جوسية من الجانب السوري كشف لـ"العربي الجديد" أن هناك تمييزًا في الوقت الحالي من حيث التعامل بين السوريين واللبنانيين. وقال المصدر: "خلال عملي حتى الوقت الحالي لم أشاهد أي لبناني يحمل بطاقة (طوارئ)، وكافة من يدخلون يدخلون بأوراق رسمية (هوية أو جواز سفر)". مضيفا: "هناك المئات من السوريين في الوقت الحالي على المعبر بانتظار الدخول. وعلى ما يبدو أن البطاقة لم تُمنح بعد لأشخاص ليست لديهم أوراق ثبوتية". موضحا أنه لم يتمكن من الحصول على صورة أو تفاصيل للبطاقة وما إذا منحت للوافدين من معبر جوسية.

ونقلت صحيفة "الوطن" الموالية للنظام، عن مصدر في الجمارك، أن منح بطاقة الدخول المؤقتة (بطاقة الطوارئ) هو إجراء لعدم قدرة الكثير من الوافدين اللبنانيين الحصول على دفتر دخول من الجمارك اللبنانية الذي كان على المواطن اللبناني امتلاكه. ليدخل بموجبه للأراضي السورية لمدة 120 يومًا يجدد كل 15 يومًا. حيث تعذر حصول اللبنانيين على هذا الدفتر، وفق الصحيفة ولحل المشكلة يتم منحهم هذه البطاقة.

ويمكن للمواطنين اللبنانيين دخول الأراضي السورية من دون فيزا، باستخدام الهوية الشخصية، أو جواز السفر، الذي يتيح لهم البقاء ضمن الأراضي السورية مدة 3 أشهر من دون رسوم. وفي حال زادت مدة الإقامة عن 3 أشهر يتوجب على المواطن اللبناني التقدم بطلب تمديد للإقامة من خلال مكاتب الهجرة أو الأمن العام التابع للنظام.

المساهمون