تتواصل في العراق مبادرات شعبية أطلقها شبان ومتطوعون مطلع الأسبوع الماضي، لتوفير الكتب للطلاب من العوائل الفقيرة، بهدف تغطية النقص الحاصل وعدم توزيع وزارة التربية الكتب المدرسية هذا العام.
ولم تطبع وزارة التربية العراقية المناهج الدراسية للعام الدراسي الجديد، وبررت ذلك بعدم إقرار الموازنة للعام الحالي، مؤكدة أنه سيُعتمَد بشكل كامل على المناهج المسترجعة من الطلاب القدامى، الأمر الذي أدى إلى عدم حصول آلاف الطلاب على الكتب، وأثّر سلباً بالواقع التعليمي.
المبادرة التي أطلقها شبان من أهالي أحياء الإعلام والشباب والبياع والشرطة الرابعة من جانب الكرخ في بغداد، ركزت على توفير الكتب الدراسية عبر صيغة (بي دي أف) وطباعتها في المكتبات وتوزيعها على الطلاب المعوزين في مدارس مناطقهم.
وقال الشاب علي الخزرجي من شباب المبادرة، إن "الفكرة جاءت بعدما عجزت وزارة التربية عن توفير الكتب للطلاب، وإذا كانت العوائل الغنية قد استطاعت توفير الكتب لأبنائها، فإن الفقيرة لم تتمكن من ذلك"، مبيناً في اتصال هاتفي مع مراسل "العربي الجديد"، "قمنا بجمع مبالغ مالية فيما بيننا من طريق علاقاتنا الخاصة، ومن طريق المساجد التي دعمتنا، ومن ثم وفرنا الكتب على صيغة (بي دي أف) واتفقنا مع مكتبات معينة طبعت كميات معينة، ووزعناها بالتنسيق مع إدارة مدارس مناطقنا".
ومضى قائلاً: "نعمل بإمكانات محدودة، لكننا استطعنا أن نخفف العبء عن عدد من العوائل الفقيرة التي لا تستطيع توفير تلك الكتب لأبنائها، وهو ما يؤثر سلباً في تعليمهم"، محمِّلاً "وزارة التربية مسؤولية النقص الحاصل في الكتب وعدم القيام بمسؤوليتها بهذا الصدد".
مدرسون من محافظة ذي قار يطلقون حملة لإعادة تأهيل الكتب المستخدمة لطلبتهم بعد تأخر وزارة التربية طباعة كتب جديدة. pic.twitter.com/AjcOEDzlWZ
— Riyad alshammare (@RAlsammare) October 14, 2022
من جهته، قال مدير إحدى المدارس في العاصمة بغداد، إن "مشكلة عدم توفير الكتب الدراسية لها تأثيرات خطيرة في الواقع التعليمي، ولا سيما في المراحل الابتدائية"، وأضاف لـ"العربي الجديد"، مشترطاً عدم ذكر اسمه، إن "الكتب المسترجعة من الطلاب لم تسدّ إلا جزءاً بسيطاً من الحاجة، وأغلب الطلاب ليست لديهم أية كتب هذا العام".
وأشار إلى أن "الوزارة وعدت بتوفير الكتب قريباً، إلا أنها لم تحقق ذلك، واليوم مضى شهر على العام الدراسي، ولا يمكن الاستمرار على هذه الحال، ولا سيما أننا كإدارات مدارس لا نستطيع الضغط على الطلاب لطباعة كتبهم، فالكلفة كبيرة، ولا قدرة للكثير من العوائل على توفيرها".
من جهتها، وعدت وزارة التربية، أخيراً، بتوفير الكتب قريباً، وقالت في بيان صدر أمس الأول، إنه "اعتُمِد على الكتب المسترجعة من الطلاب بسبب غياب الموازنة لهذا العام، وقرار مجلس الوزراء خلال الأشهر القريبة الماضية بالتصويت على إعطاء تخصيصات بسيطة للوزارة في ما يخص طباعة الكتب، سيسهم بتوفيرها".
ولفتت إلى أنها "باشرت بشكل عاجل بالتعاقد مع المطابع الحكومية لسدّ النقص الحاصل في بعض الكتب المدرسية نتيجة زيادة أعداد الطلبة"، مرجحة "توزيع الكتب في الشهر المقبل".
وأزمة نقص الكتب المدرسية ليست جديدة في العراق، لكنها تفاقمت هذا العام مقارنة بأعوام سابقة، ولا سيما بعد تحذيرات أطلقتها لجنة التربية والتعليم النيابية ووزارة التربية بشأن عدم طباعة الكتب بسبب غياب المخصصات المالية.