تفاعلت فعاليات شعبية وطبية وصيدلانية ومؤسسات أمنية مع الزلزال المدمر الذي ضرب المغرب ليل أمس الجمعة، إذ أطلقت مبادرات متنوعة، في تجسيد لمعاني التضامن مع المنكوبين.
وليل الجمعة، ضرب المغرب زلزال بلغت قوه 7.2 درجات على مقياس ريختر، مخلفا خسائر في الأرواح والممتلكات، وهو الأقوى منذ أكثر من نحو قرن.
وبالموازاة مع جهود إنقاذ المنكوبين وانتشال القتلى المتواصلة منذ الساعات الأولى من صباح السبت، اتسعت وتكثفت دائرة التضامن في المغرب مع المتضررين من الزلزال لتشمل تبرعات بالدم وبالأدوية.
وفي وقت برزت فيه منذ الساعات الأولى للكارثة الحاجة الماسة إلى التبرع بالدم لإنقاذ حيوات ضحايا الزلزال، بدا لافتا، صباح اليوم السبت، الإقبال الكبير على مراكز تحاقن الدم بمختلف مدن المملكة، من قبل فئات مختلفة من المجتمع المغربي، إلى جانب توافد عفوي للسياح والمقيمين الأجانب بالمملكة للتبرع لفائدة المتضررين من الزلزال.
وتعالت النداءات إلى المواطنين على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل التوجه إلى أقرب مركز لتحاقن الدم، في وقت تتسم فيه الفترة الحالية من السنة بضعف الإقبال على مراكز تحاقن الدم، والتي تزامنت مع كارثة زلزال الحوز، حيث وجدت المستشفيات المغربية بجهة مراكش أسفي نفسها وسط "وضع محرج" في ظل النقص الحاد في مخزون الدم المتوفر.
وقال الفاعل الجمعوي ورئيس جمعية "حماية الطفولة" عبد العالي الرامي، بعد لحظات من تبرعه بالدم، إنه أمام هول الفاجعة، أطلق مواطنون مغاربة، منذ أمس الجمعة، مبادرات من أجل التبرع بالدم لإنقاذ إخوانهم المصابين، لافتا إلى تسجيل إقبال كبير على مراكز التبرع في مدن عدة منها مراكش والرباط، بل تعدى الأمر إلى إطلاق مديرية الأمن الوطني حملة واسعة لتوفير هذه المادة الضرورية للحياة، خصوصا في الجهات والأقاليم الأكثر تضررا من الهزة الأرضية.
وتابع في تصريح لـ"العربي الجديد" اليوم السبت: "كان من اللافت إقبال المغاربة على المساهمة بدمائهم، في مجهود محمود يظهر معدن المغاربة في الشدائد، ويؤكد أنهم يد واحدة وقلب واحد".
من جهة أخرى، دعت كونفيدرالية الصيادلة جميع الصيادلة عبر التراب الوطني إلى تشكيل لجان ميدانية على المستوى المحلي في إطار النقابات المحلية أو لجان تطوعية لرصد حجم الضرر و بلورة مختلف آليات التدخل لفائدة المواطنين.
كذلك دعت، في بيان لها، إلى تقديم المساعدات الضرورية للمواطنين والتنسيق مع السلطات المحلية ومراكز تحاقن الدم، من أجل تنظيم حملة تبرعات بالدم لفائدة المصابين.
وإلى جانب المبادرات السابقة، أعلنت المصحات الخاصة بالمغرب وضع مؤسساتها ومواردها التقنية والبشرية رهن إشارة السلطات الحكومية، من أجل التكفل بالمصابين إثر الزلزال المدمر الذي ضرب منطقة الحوز مساء أمس الجمعة.
وأكدت الجمعية الوطنية للمصحات الخاصة، في بيان لها، عن وضعها كل المصحات والمؤسسات الصحية الخاصة، بمواردها وإمكانياتها التقنية والبشرية، رهن إشارة السلطات الحكومية وطنيا وجهويا، من أجل التكفل بالمصابين وتقديم كل المساعدة اللازمة في هذا الإطار.