أطلق فريق "سما التطوعي" في سورية مبادرة تحت عنوان "شبكة عفرين الشبابية"، وذلك في إطار تعزيز دور الشباب السوري في المجتمع والشأن العام.
المبادرة هي الأولى للفريق في مدينة عفرين بريف محافظة حلب شمال غربي سورية، وانطلقت في 10 مايو/ أيار الجاري، كما قالت صفاء كامل مشرفة الشبكة لـ"العربي الجديد"، مؤكدة تحقيق نشاطات متعددة، منها التواصل مع شركاء محليين في المنطقة وتوقيع مذكرات تفاهم معهم، إلى جانب جلستي نقاش مع أولى مجموعات الشبكة الشبابية المستهدفة المؤلفة من عشرين شخصاً.
وأضافت كامل "بلغ إجمالي عدد المستهدفين مئة شخص من كافة المكونات، بين عمر العشرين والأربعين عاماً تقريباً"، مشيرة إلى أنّ "فريق سما التطوعي يحمل أفكاراً خلاقة لمبادرات متعددة ويبحث عن شركاء لتحقيقها على أرض الواقع".
أما هيفيار إيبو، وهي واحدة من بين المشاركين في جلسة النقاش، فقد أكدت لـ"العربي الجديد" أنّ مشاركتها مكّنتها من "التعرف على أشخاص من مختلف الفئات المجتمعية والمناطقية من أنحاء سورية، لهم هدف إنساني موحد وهو الارتقاء إلى مجتمع متماسك يسوده التفاهم والتعاطف".
وأضافت: "تم التطرق إلى بعض المشكلات الاجتماعية والنزاعات التي تجري في المجتمع دون تجريح ومع تقبل واحترام وجهات النظر المختلفة، لهذه النقاشات أثر إيجابي في تعزيز التفاهم والثقة وتقارب وجهات النظر المتباعدة وسيادة مفهوم المواطنة".
ولدعم الشباب أهمية بالغة، وفق إيبو، إذ قالت "الشباب هم أكثر فئة ظلمت في الحرب لأنهم يملكون طاقات هائلة وأفكاراً كثيرة وهم المحرك الأساسي للمجتمع، لكن يتم هدر هذه الطاقات لعدة أسباب، لذلك وجود جهة تدعم هذه الفئة يعني وجود حماية لهم وزيادة إمكانية تطوير مهاراتهم التي تصب في صلب قيادة المجتمع لاحقاً".
وأوضحت أنه "يمكن تحفيز طاقات الشباب من خلال جذب انتباههم للمواضيع التي تهمهم، وإتاحة الفرصة لهم لطرح أفكارهم، وإعطائهم المساحة من الحرية للتعبير عن آرائهم مهما كانت غريبة، لكي يتم كسب ثقتهم وتعاونهم لاحقاً".
من جهته، يرى المشارك خالد العطية أنّ "الفائدة من المشاركة هي التعرّف على الطاقات الشابة العاملة والمؤثرة في المنطقة، والتخطيط لنشاطات تعمل على تماسك المجتمع المتعدد الثقافات ونبذ مسببات الشروخ المجتمعية".
ويبيّن العطية، لـ"العربي الجديد"، أنّ "أثر هذه المبادرات على المجتمع إيجابي، من خلال بناء أسس تواصل بين الفئات والمكونات الشابة المختلفة، وبداية العمل المشترك على مستوى النخبة المثقفة المتعددة المشارب".
ويعرب العطية عن تفاؤله "بوجود جهات تدعم وتحفز طاقات الشباب وتنظم عملهم ضمن مبادرات وفرق عمل لتمثيل المجتمع والنهوض به وتماسكه على الأسس الجامعة للشعب السوري"، مشيراً إلى أنه "يمكن تحفيز طاقات الشباب في المناطق المحررة عن طريق فعاليات وفرق عمل مشابهة لهذا المشروع وندوات توعوية وأمسيات ثقافية تحفّز الطاقات المكنونة لدى الفئة الشابة في المجتمع".
يذكر أن حملات دعم الشباب تساهم بانتشالهم من واقع صعب يعيشونه بمناطق شمال غرب سورية، نظراً للظروف الاستثنائية التي تشهدها بعد عقد على انطلاق الثورة، في الوقت الذي أجبر الكثير منهم على التخلي عن الدراسة والاتجاه للعمل.