لقي خمسة أشخاص حتفهم، مساء السبت، جراء انهيار منزل في مدينة فاس وسط المغرب، في أحدث حلقة من سلسلة حوادث ما تعرف في البلاد بـ"مباني الموت".
وبحسب وسائل إعلام محلية، فإنّ المدينة العتيقة بفاس اهتزت، مساء السبت، على وقع انهيار منزل يتكون من ثلاثة طوابق، وتقطنه ثلاث أسر، مشيرة إلى أن المنزل لم يكن موضوع أي ملاحظة توحي بأنه بناية مهددة بالانهيار أو مصنفة كذلك.
ويأتي حادث الانهيار في وقت عرفت فيه مدينة فاس تهاطل كميات كبيرة من الأمطار مصحوبة برياح قوية خلال الـ24 ساعة الماضية.
ويعيد الحادث إلى الأذهان ما شهدته عدد من المدن المغربية، خصوصاً الأحياء القديمة منها، في السنوات الأخيرة، من حوادث انهيار مبان عتيقة، أدت إلى خسائر في الأرواح، فيما قدرت إحصائيات رسمية، قبل 4 سنوات، عدد المباني المهددة بالانهيار في المغرب بأكثر من 43 ألفاً يقطنها حوالى مليون شخص، منهم 23 ألفاً يسكنون في أحياء سكنية غير لائقة ولا تحترم الضوابط المعمارية وإجراءات البناء القانونية.
وتعتبر الدار البيضاء، العاصمة الاقتصادية للمملكة، المدينة التي شهدت خلال العقد الأخير أكبر عدد من حوادث انهيار المباني، أبرزها في يونيو/ حزيران 2014 حين قضى 17 شخصاً وأصيب عشرات بجروح راوحت بين خطرة وكسور مختلفة.
وبحسب بيانات رسمية قدمتها وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة فاطمة الزهراء المنصوري إلى مجلس النواب في 17 يناير/ كانون الثاني 2023، توجد 80% من المباني الآيلة إلى السقوط في المغرب في مدن ومناطق حضرية، و42% في المدن العتيقة.
وبحسب الوزيرة المغربية، فإنّ "معالجة ظاهرة الدور الآيلة إلى السقوط تواجه صعوبات في الإحصاء، ومشاكل على صعيد النقص في الخبرة، ووضعها القانوني، إضافة إلى صعوبة حصول المستفيدين على تمويل وغياب الإجراءات الاستباقية المتخذة لمحاولة تدارك الحوادث والكوارث".