أحصت مديرية الدفاع المدني في محافظة المثنى، جنوبي العراق 350 مبنى آيلا للانهيار وهو ما يمثل تهديدا لحياة مئات من ساكنيها، الذين تلقوا بلاغات بإخلائها دونما توفر بديل لهم، فيما أخلت المديرية مسؤوليتها عن ذلك.
وتمثل المباني المخالفة لشروط السلامة والمباني المتقادمة، تهديدا حقيقيا لحياة العراقيين، وقد حذرت مديرية الدفاع المدني العراقية في وقت سابق، من انهيارات قد تحدث في المباني الحكومية والأهلية في البلاد، فيما أكدت متابعتها الملف وسعيها لمحاسبة المخالفين للشروط الخاصة بإنشاء المباني.
يجري ذلك بعد تسجيل انهيار مبنى طبي بشكل كامل في منطقة الكرادة وسط بغداد، مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ما تسبب بمقتل 3 أشخاص، فيما تم إنقاذ 13 آخرين من تحت الركام، فيما انهارت الأسبوع الفائت، أجزاء من مبنى يستخدم كمخزن للعطور في منطقة الوزيرية في بغداد إثر اندلاع النيران فيه، ما تسبب بمقتل نحو 13 شخصا انتشلت أخيرا 5 جثث منهم.
وأمس الأحد، سجلت محافظة كربلاء انهيار مبنى تابع لمصرف في محافظة كربلاء كانت تجرى به عمليات توسعة، ما أدى الى إصابة طفل.
ووفقا لمدير الدفاع المدني في محافظة المثنى، العميد محمد جاسم، فإن "المحافظة تضم 350 بناية مهددة بالانهيار نتيجة التقادم أو سوء الاستخدام أو غياب الصيانة"، مؤكدا في تصريح لصحيفة الصباح الرسمية، اليوم الاثنين، أن "دائرته وبعد حوادث مماثلة تخلي مسؤوليتها عن ذلك"، داعيا ساكني تلك المباني إلى "حماية أنفسهم من حوادث الانهيار".
اعتصام الأهالي للمطالبة بتوفير بدائل للسكن
وعصر أمس الأحد، اعتصم ساكنو إحدى تلك المباني، وأصحاب المحال التجارية فيها، بعدما تلقوا بلاغا من مديرية الدفاع المدني بأن المبنى الذي يسكنون فيه ويستأجرون محال تجارية فيه مهدد بالسقوط، كما وجهت لهم الدوائر البلدية أوامر بإخلاء المبنى بأسرع وقت ممكن".
وطالب المعتصمون، بتوفير مكان بديل لهم أو إصدار تعهدات من الجهات المسؤولة، بإعادتهم الى المبنى في حال تمت صيانته.
المهندس الأقدم في وزارة الإسكان العراقية، رياض الوكيل أثنى على خطوة مديرية الدفاع المدني بالمثنى، بإحصاء المباني المهددة بالانهيار خطوة صحيحة، وعلى المحافظات الأخرى أن تحذو حذوها، وقال الوكيل في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "جميع المحافظات الأخرى تضم مباني بأعداد متفاوتة، وكلها مهددة بالانهيار لذات الأسباب، الأمر الذي يتطلب خطوات نحو إحصائها وتحديدها وإبلاغ ساكنيها بتركها، لأجل صيانة ما يمكن صيانته منها وهدم الأخرى".
وأشار الى أن "المشكلة في المباني في البلاد هي ذات شقين، الأول قدم البعض وعدم إجراء عمليات الصيانة والترميم عليها، والثاني عدم مطابقة المباني الجديدة لشروط السلامة، والتي بنيت من دون رقابة، وهذه كلها تهدد حياة مئات العراقيين"، محملا "الجهات المسؤولة، مسؤولية كل ذلك".
وكانت مديرية الدفاع المدني قد أقرت أخيرا بجملة تحدّيات تواجه فرقها في عموم مدن البلاد، نتيجة الحوادث اليومية المختلفة، مؤكدة أن هناك نقصاً كبيراً في كوادرها وآلياتها، وضعفاً عاماً في المؤسسة.
يشار الى أن غالبية المباني التي شيدت في السنوات الأخيرة ويجري تشييدها حاليا غير مطابقة للمواصفات النوعية، ويجري بناؤها من قبل الأهالي، من دون أن تكون هناك عمليات كشف عليها من قبل الجهات المسؤولة.