عبّرت المديرة العامة الجديدة للمنظمة الدولية للهجرة إيمي بوب، اليوم الاثنين، عن قلقها من أن تكون وفيات المهاجرين واللاجئين في البحر الأبيض المتوسط قد تحوّلت إلى أمر "طبيعي"، وتعهّدت بالعمل مع الحكومات لتوفير خيارات للهجرة الاقتصادية من أجل معالجة الأزمة.
وبدأت الأميركية إيمي بوب، المستشارة السابقة للبيت الأبيض، عملها كمديرة عامة في المنظمة الدولية للهجرة، أمس الأحد في الأوّل من أكتوبر/ تشرين الأوّل 2023، في وقت يشهد فيه العالم نزوحاً (داخلياً وخارجياً) قسرياً قياسياً وتوتّرات سياسية شديدة حول الهجرة غير النظامية.
Welcome @IOMchief! 🎉
— IOM - UN Migration 🇺🇳 (@UNmigration) October 2, 2023
We celebrate this momentous day as @AmyEPope assumes office as the first woman Director General in the Organization's 72 year history.
Together with Member States, partners, and stakeholders, we will continue to ensure migration benefits all.
#WomenLead pic.twitter.com/h34giDoDFA
وأعلنت بوب، المرأة الأولى التي تتولّى منصب مدير عام المنظمة الدولية للهجرة، أنها سوف تتوجّه إلى أفريقيا في رحلتها الرسمية الأولى، لتسليط الضوء على حجم الهجرة في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، والتي غالبا ما ينجم عنها مصرع مهاجرين في البحر الأبيض المتوسط.
ويأتي ذلك يوم الأحد المقبل، فتزور مقرّ الاتحاد الأفريقي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا لمناقشة الطريقة الفضلى لضمان حركة تنقّل الأشخاص، لا سيّما دعم اتفاقات التجارة الحرّة التي تروّج لها المنظمة. ثمّ تلتقي بوب مسؤولين إثيوبيين، قبل أن تنتقل لزيارتَين تشملان كينيا وجيبوتي.
وبعد ذلك، سوف تزور العاصمة البلجيكية بروكسل للقاء المفوضية الأوروبية، في وقت يتعرّض فيه الاتحاد الأوروبي لاختبار بسبب أزمة المهاجرين الذين يصلون بالآلاف إلى إيطاليا منذ أسابيع.
وشدّدت بوب، في خلال أوّل مؤتمر صحافي لها في جنيف، على أنّه "عندما نتحدّث عن الهجرة في القارة الأفريقية، علينا أن ندرك أنّ أكثر من 80 في المائة من الهجرة تحصل في أفريقيا"، في حين يتركّز الاهتمام خصوصاً في أوروبا على المهاجرين الذين يحاولون الوصول إليها.
كذلك لفتت بوب إلى عدد المهاجرين الأفارقة الكبير الذين يتوجّهون إلى الخليج و"المعلومات المقلقة" حول المعاملة التي يتلقّونها هناك. وذكرت أنّ "من المهم ضمان حماية أفضل ووصول أفضل للمهاجرين إلى الخدمات" لتلقّي المساعدة.
"Our number one goal is to really harness the benefits and the promise of #migration.
— United Nations Geneva (@UNGeneva) October 2, 2023
It is my belief that when we work together with communities and with governments, we can start to build out ways to find opportunities for people who are on the move." - new @IOMchief Amy Pope pic.twitter.com/gOzBTbjEtS
ورأت بوب أنّ وصول المهاجرين إلى دول اللجوء هو استجابة للنقص الصارخ في العمالة سواء في أوروبا أو في الولايات المتحدة الأميركية، مضيفة أنّ "الأدلة دامغة إلى حدّ ما على أنّ الهجرة تفيد الاقتصادات بالفعل"، مضيفة أنّ هذا ينطبق خصوصاً على الدول الغنية التي تعاني من شيخوخة السكان وانخفاض معدلات المواليد.
وفي السياق نفسه، ورداً على المواقف المناهضة للمهاجرين من قبل قادة سياسيين أميركيين وأوروبيين، أفادت بأنّ الهجرة تشجّع الابتكار وتوفّر اليد العاملة وتشارك في ضخّ الحياة في المجتمعات التي تشيخ.
وتعتزم بوب الاعتماد خصوصاً على القطاع الخاص، الذي يدّعي في عشرات البلدان أنّه يفتقر إلى القوى العاملة، من أجل تغيير الصورة السلبية التي يعاني منها المهاجرون في أحيان كثيرة. وقد تعهّدت في أوّل مؤتمر صحافي لها بالعمل مع الدول التي ترغب في تجديد قواها العاملة مثل إسبانيا.
وكان وزير إيطالي قد انتقد إلى جانب الملياردير إيلون ماسك ألمانيا في الأيام القليلة الماضية، لدعمها الجمعيات الخيرية التي تساعد المهاجرين البائسين على أخطر طريق في العالم وهو البحر الأبيض المتوسط، حيث مات أو فُقد 22 ألف شخص منذ عام 2014، في حين دافعت وزارة الخارجية الألمانية عن سياساتها.
ورداً على طلب للتعليق على هذه التصريحات، قالت بوب "سوف أمتنع عن الدخول في صراع مباشر مع إيلون ماسك"، مذكّرة بـ"أنّنا نتحدّث عن آلاف البشر الذين يخاطرون بحياتهم قي كلّ عام".
وأكّدت المديرة العامة الجديدة للمنظمة الدولية للهجرة أنّ "أكثر ما يقلقنا هو أنّ الوفيات في البحر الأبيض المتوسط أصبحت أمراً طبيعيا، وأنّ الناس ترى أنّ هذا هو مجرّد ثمن انتقال الإنسان" من بلد إلى آخر في رحلة هجرة.
أضافت بوب: "إذا كنّا سوف نمنع الناس حقاً من عبور البحر الأبيض المتوسط على متن قوارب متهالكة والموت في أثناء قيامهم بذلك، علينا أن نتعامل مع الوضع بطريقة أكثر شمولية".
وأشارت بوب إلى أنّ في المجال التكنولوجي، القطاع الذي استثمر فيه ماسك إلى حدّ كبير، "ثمّة حاجة ماسة إلى أفكار جديدة للحصول على قوة عاملة مستدامة"، وتابعت أنّ الهجرات كانت "أكثر الطرق وضوحاً" للاستجابة.
وشدّدت بوب على ضرورة "الاستثمار في التدريب المهني" من أجل التوفيق ما بين العرض والطلب في سوق العمل، لا سيّما من خلال الاعتماد على جمع البيانات. ويُعَدّ هذا الأمر أداة مفيدة جداً في مواجهة "التحدّي" المتمثّل في تغيّر المناخ، والذي قد يؤدّي إلى نزوح أعداد كبيرة من السكان. وأوضحت أنّ من خلال هذه البيانات سوف يكون ممكناً تحقيق الاستقرار في المجتمعات المهدّدة أو إعدادها لمستقبل في مكان آخر، من خلال التدريب المناسب.
(فرانس برس، رويترز)