انتشر مرض الدفتيريا أو الخُناق في أحد مراكز اللجوء بمدينة كينت، جنوبي إنكلترا، والتي لا تبعد عن فرنسا عبر المضيق سوى بنحو 34 كيلومتراً، وفقاً لما ذكرت صحيفة "ذا غارديان" في عددها الصادر أمس الخميس.
ويُعرف الدفتيريا أيضاً بالخانوق أو الذُباح، وهو عدوى بكتيرية تصيب الجلد والجهاز التنفسي العلوي، ما يستدعي الرعاية الطبية في حالات كثيرة بوحدات العناية المركّزة، ويعتبر مميتاً في بعض الأحيان مع تأخر طلب المساعدة.
وأكدت "ذا غارديان"، الخميس، أن المرض منتشر بين طالبي اللجوء، مشيرة إلى أن مقرّ إقامة اللاجئين في مطار مانستون في رامسجيت قد صمّم لاستيعاب ألف شخص فقط، في حين أنه يضمّ اليوم ما يزيد عن 3000 شخص وصلوا إلى المملكة المتحدة على متن قوارب صغيرة وتمّ حشدهم فيما يشبه الخيام.
وفي اتصال مع "العربي الجديد"، رفضت وزارة الداخلية تأكيد عدد حالات الدفتيريا في تلك المنطقة، مكتفية بالقول إنه "عدد صغير جداً" وإنها لا تستطيع كشف عدد الإصابات لأسباب متعلقة بحماية المعلومات الشخصية. كما أكّدت متحدثة باسم وزارة الصحة لـ"العربي الجديد" أن "الجهات المختصة قامت باتّباع الإرشادات والبروتوكولات الطبية الكاملة وأنها تأخذ على محمل الجد سلامة ورفاهية من هم برعايتها".
يُذكر في هذا الصدد، أن وزارة الداخلية تعمل بشكل حثيث منذ ستة أشهر على تنفيذ خطّتها "غير القانونية" بترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا. كما أن بريتي باتيل وسويلا برافرمان اللتين ترّأستا وزارة الداخلية خلال الأشهر الماضية وهما من أصول مهاجرة، كان الترحيل هو الأولوية الأولى بالنسبة لهما.
وأشارت المتحدثة باسم وزارة الداخلية إلى أن الجهات المختصّة تعمل عن كثب مع وكالة الأمن الصحي في المملكة لضمان احتواء الحالات ودعم الأفراد المتضرّرين، كما أنه تم "عزل جميع الحالات مع تزويدها بالمضادات الحيوية المناسبة".
والمرض نادر جداً في المملكة المتحدة ولم تسجّل العام الماضي مثلاً سوى 10 حالات كما أن برنامج التطعيم ضدّه بدأ في المملكة منذ عام 1942.
من جهتها، أكّدت مديرة مؤسسة "كير فور كاليه" الخيرية، كلير موسلي، في اتصال مع "العربي الجديد"، أن التخبّط الذي تعيشه حكومة المحافظين ليس السبب الرئيسي وراء الإهمال الذي يخيّم على أوضاع اللاجئين في بريطانيا، فهذه المشكلة أقدم برأيها من أزمة الحكومة الحالية. وترى موسلي أن المأزق الحقيقي يكمن في الإمكانيات والتسهيلات التي توفّرها الوزارة والتي لا تتناسب مع العدد الكبير لطالبي اللجوء، حيث إن الخيمة المخصّصة لإقامة عشرة أشخاص مثلاً، يودع فيها أكثر من عشرين شخصاً ما يشكّل بيئة غير صحية تنتشر فيها الأمراض المعدية. وقالت موسلي إن الحكومة "تخذل طالبي اللجوء وتخذلنا كجمعيات خيرية وتخذل الإنسانية عندما تترك مجموعة كبيرة من الشرائح الضعيفة في البرد وتحت المطر".
وليس الدفتيريا، بحسب "ذا غارديان"، العدوى الوحيدة المبلغ عنها في المنطقة. إذ رصدت في السابق فيروسات شديدة العدوى تتسبب بالقيء والإسهال، إضافة إلى الجرب "المنتشر على نطاق واسع"، بحسب ما نقلته الصحيفة عن طالبي لجوء عُولجوا في مانستون مؤخراً.