توقفت الكثير من المراكز المتخصصة في علاج داء اللشمانيا في الجزء الذي تسيطر عليه فصائل المعارضة المسلحة من محافظة إدلب شمال غرب سورية، بسبب امتناع الجهة المانحة للدواء عن تقديمه للمصابين، في وقت لا يزال مركز وحيد للعلاج قيد العمل لكنه غير قادر على توفير الدواء المكلف بالنسبة للسكان.
وأوضح مدير المكتب الإعلامي في مديرية صحة إدلب عماد زهران، في حديث مع "العربي الجديد"، أن منظمة "المونيتور" كانت تمنح الأدوية المخصصة لعلاج اللشمانيا، لكن بعد توقف الدعم، لم يعد الدواء المجاني متوفراً، والمركز الوحيد في الوقت الحالي الذي يعمل ضمن منطقة إدلب طيلة أيام الأسبوع هو مركز العمالية، لكن المصابين في الوقت الحالي بحاجة إلى دواء تكاليفه مرتفعة بالنسبة لهم، وغير قادرين على تحملها.
وتعدّ المخيمات العشوائية من بين أكثر المناطق التي ينتشر فيها المرض لافتقارها للبنى التحتية، وفق ما أكد الناشط الإعلامي عدنان الطيب لـ"العربي الجديد"، لأن هذه المخيمات تفتقر لخدمات الصرف الصحي، وتتراكم القمامة فوق المياه الآسنة، ومع غياب عمليات رش المبيدات الحشرية، تكون هذه البيئة مناسبة لتكاثر ذبابة الرمل الناقلة لمرض اللشمانيا.
وأضاف "أغلب الإصابات بالوجه لدى الأطفال، وبحال عدم علاجها بشكل جيد تترك ندوبا واضحة يكون أثرها سلبياً على حياتهم وخاصة بالنسبة للفتيات لذلك من المطلوب اليوم العمل على علاجها".
من جهته، تحدث أخصاصي الأمراض الجلدية، أحمد متعب في تسجيل فيديو نشر عبر صفحة "مديرية صحة إدلب" على "فيسبوك" عن توقف دعم العلاج الدوائي للشمانيا ومعه العديد من مراكز العلاج في المنطقة، الأمر الذي دفع المصابين إلى التوجه للمركز الموجود ضمن مدينة إدلب للعلاج، مضيفا "نلاحظ أن ترك العلاج يسبب تشوهاً في الوجه وانتشاراً للمرض، والعلاج الوقائي لا بد من دعمه وتوفيره لتخفيف المعاناة".
إلى ذلك، قال المهندس الزراعي موسى البكر، لـ"العربي الجديد"، إن انتشار ذبابة الرمل وتكاثرها يكون في أماكن الصرف الصحي وتربية المواشي، وتجد الذبابة بيئة مناسبة لها للتكاثر في المناخ الرطب. مضيفاً أن مكافحتها تحتاج إلى عملية متكاملة دون إهمال نقاط وأخذ تدابير معينة علما أن دورة حياة الحشرة تتراوح ما بين أسبوعين و20 يوماً، وهي دائمة التكاثر.
وفي شهر إبريل/نيسان، أطلقت منظمتا الدفاع المدني السوري و "MENTOR Initiative"، حملة مشتركة تغطي أربع مناطق شمال غربي سورية، للوقاية من الحشرة الناقلة للمرض، وبلغ عدد المستفيدين منها 362 ألف شخص، موزعين على 201 ألف مستفيد من برنامج الرش، و116 ألف مستفيد من ظروف وقائية طاردة للحشرات، بالإضافة إلى 45 ألف مستفيد من توزيع الناموسيات.