تُحاول الفلسطينيتان ابتسام قويدر وكفاية شحادة تناسي الأوجاع التي تسبب لهما بها مرض السرطان، عبر الاندماج في تمارين "اليوغا"، فيما بدا الارتياح واضحا على ملامحهما خلال فترة النشاط.
وترافق الفلسطينيتان في جلسة "اليوغا" التي نفذتها مؤسسة الطاقة الإيجابية، اليوم الاثنين في مدينة غزة، بدعم من السفارة الهندية، سيدات مُصابات وناجيات من مرض السرطان.
ويسعى النشاط الذي شاركت فيه السيدات إلى التخفيف من معاناتهن، خاصة في ظل الأوضاع السيئة التي يمر فيها قطاع غزة، والتي تؤثر على مختلف النواحي المعيشية والنفسية، إلى جانب نشر ثقافة "اليوغا" وتعليمها للسيدات، نظرًا للفائدة الجسدية والذهنية التي تعود بها عليهن.
وتقول قويدر (48 عامًا) لـ"العربي الجديد" إنها اكتشفت إصابتها بمرض سرطان الثدي عام 2019، عن طريق تصوير الثدي الشعاعي "الماموغرام"، واستمرت في رحلة علاج بدأت بتحويلها إلى مجمع الشفاء الطبي لإجراء عملية، ومن ثم خضعت إلى نحو 20 جلسة إشعاعية في مستشفى المطلع على مدار شهرين، ومن ثم تحديد 17 جلسة علاج بيولوجي، حصلت منها على عشر جرعات، ولم تتمكن من مواصلة البروتوكول العلاجي بفعل وقف التحويلات.
وتُوضح قويدر، ولديها سبعة أبناء، أن "اليوغا" والأنشطة المجتمعية والترفيهية والتنشيطية تُساعد المريضات على تجاوز آلامهن، وعلى تخطي نظرة بعض الأشخاص القاصرة تجاههن، كذلك تُساعد الناجيات على محو الآثار النفسية السيئة التي تسببت بها رحلتهن مع المرض.
وعَم الهدوء أرجاء القاعة التي تمّ فيها تنظيم نشاط "اليوغا"، فيما تم تشغيل موسيقى هادئة لمُساعدة السيدات المُتجاورات على الاندماج والاسترخاء، بعد أن جلسن على فرشات إسفنجية مُخصصة لهذا الغرض.
أما الناجية كفاية شحادة فقد اكتشفت إصابتها بمرض سرطان الثدي مصادفة قبل تسع سنوات، تلقت خلالها مختلف البروتوكولات العلاجية التي ساعدتها على تخطي المرض منذ وقت قصير، وتوضح أن الإصابة بمرض السرطان لا تعني الموت كما يرى البعض، لكنها بحاجة إلى إرادة وعزيمة لتحدي المرض والتغلب عليه وعلى آثاره الجسدية والنفسية.
ولم تختلف قصة الستينية الفلسطينية جميلة فريج، من مدينة غزة، عن باقي زميلاتها، حيث أصيبت بمرض السرطان عام 2007، لكنها اكتشفت إصابتها مُبكرًا، ما ساعدها في التغلب عليه بعد رحلة علاج تنقلت فيها بين مستشفى الشفاء ومستشفى الرنتيسي في غزة، والتعرض لجرعات العلاج الكيميائي.
وتوضح فريج أنها حاولت الانخراط في العديد من الأنشطة المجتمعية التي تم تنفيذها خلال الفترة الماضية، فيما حرصت على المُشاركة في نشاط "اليوغا"، الذي يُساعد السيدات على التخلص من الآثار السلبية للمرض، ويحسن حالتهن النفسية والمزاجية.
وانقسمت الأنشطة التي تم تنفيذها على مدار النشاط إلى شقين، وفق وصف مديرة مؤسسة الطاقة الإيجابية تحرير مرتجى، تمثل الشق الأول في الحديث عن فوائد "اليوغا"، وأهميتها في تهدئة الجسد، ومساعدتها على الاسترخاء والهدوء ومحاربة الضغوط النفسية والتوتر والمشاعر السلبية، فيما تمثل الشق الثاني، العملي، في تنفيذ تمارين "اليوغا"، ومشاركة السيدات فيه.
وتوضح مرتجي في حديث مع "العربي الجديد" أن "اليوغا"، وإلى جانبها سلسلة من الأنشطة، تسعى إلى محاربة الطاقة السلبية، وإلى أن "ينعم جميع سكان قطاع غزة بالتناغم والسلام الداخلي"، فيما تم استهداف السيدات المريضات على وجه التحديد كنوع من أنواع التفريغ النفسي، إذ لا يعتبر النشاط مجرد تمارين، وإنما وسيلة تساعدهن على تخفيف الضغط النفسي والتوتر.