احتفل الآلاف من مسيحيي فلسطين بـ"سبت النور"، وانطلق النور من كنيسة القيامة في البلدة القديمة من القدس المحتلة في اتجاه المدن والبلدات الفلسطينية رغم إجراءات الاحتلال الإسرائيلي في حق المحتفلين، وتقييد الأعداد في المدينة بنحو 4 آلاف فقط.
وفرضت قوات الاحتلال الإسرائيلي، السبت، قيوداً مشددة على احتفالات المسيحيين بـ"سبت النور" في كنيسة القيامة، واعتدت بالضرب على العديد من الشبان الذين كانوا يحاولون الوصول إلى البلدة القديمة، ما أدى إلى تدافع كبير، وعراك بالأيدي بين الطرفين.
ورداً على إغلاق قوات الاحتلال "باب الجديد" في البلدة القديمة من القدس لمنع دخول المحتفلين، قامت مجموعة الكشافة الأرثوذكسية بإغلاق بعض الطرق وسط توترات شديدة، ودفعت قوات الاحتلال بأعداد كبيرة من عناصرها إلى محيط كنيسة القيامة الذي شهد توتراً كبيراً بسبب احتشاد المحتفلين والحجاج الأجانب.
وقيدت قوات الاحتلال الإسرائيلي حركة الدخول إلى كنيسة القيامة باستثناء كبار رجال الدين وشخصيات أجنبية وبعض قناصل الدول الأوروبية، عبر نشر عشرات الحواجز داخل البلدة القديمة في محاولة لفرض سيطرتها على المحتفلين هذا اليوم، وهو ما فاقم الغضب لدى المحتفلين وأهالي القدس، حيث تشهد أسواقها ومحاورالطرق المؤدية إلى كنيسة القيامة حركة نشطة.
وكانت المحكمة العليا قد حددت قبل يومين، أعداد المحتفلين للدخول إلى كنيسة القيامة، بحيث لم يسمح إلا لأربعة آلاف شخص فقط بالوصول إليها، وهو ما رفضته الكنائس المسيحية، التي عبرت عن غضبها من هذا القرار.
ورغم ذلك، احتفل المسيحيون في كنيسة القيامة، داخل القبر المقدس وسط ترانيم دينية من قبل بطريرك الروم الأرثوذكس وبطريرك الأرمن، وبعدها انطلق النور من القبر المقدس، ليتم توزيعه على المؤمنين والمؤمنات، بحضور وفود من روسيا واليونان، والدول العربية التي تحتفل حسب التقويم الشرقي.
في رام الله المجاورة للقدس المحتلة، كانت فرق الكشافة تنتشر في شوارع المدينة، وتعزف ألحان استقبال النور المقدّس، فيما كان الفلسطينيون، مسيحيين ومسلمين، يصطفون على جانبي الشوارع، احتفالاً بـ"سبت النور"، وعمت الفرحة رغم إجراءات الاحتلال.
وقال راعي طائفة الروم الأرثوذكس في رام الله الأب إلياس عواد، لـ"العربي الجديد"، إنّ "ما جرى بحق المحتفلين في القدس أمر مستنكر. يجب أن نمارس صلواتنا بحرية، وبدون حواجز. كل سنة والجميع سالم، وإن شاء الله فلسطين تصبح محررة".
وقال أسامة البابا، قائد كشافة مجموعة سرية رام الله، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الاحتفال بسبت النور هو عيد وطني، وليس دينياً فقط، ويشارك فيه الجميع، وما جرى في القدس مع المسيحيين من محاولات منعهم من الاحتفال بأعيادهم، ومن دخول كنيسة القيامة، يجري مثله مع إخواننا المسلمين الذين يتم منعهم من دخول المسجد الأقصى".
بعد أن وصل النور المقدس إلى رام الله، انطلقت المسيرة الكشفية بمشاركة فرق كشافة جاءت من مختلف المحافظات الفلسطينية، باتجاه كنيسة الروم الأرثوذكس، وسار المحتفون جميعاً وراءها. وسينطلق النور بعد ذلك ليتم توزيعه في العديد من المحافظات الفلسطينية، وفي الدول العربية، ودول أخرى.