أكدت وزارة الداخلية السورية، اليوم الثلاثاء، وفاة 11 شخصاً، وإنقاذ شخصين، ووقوع أضرار مادية جسيمة، جراء حريق ضخم اندلع في بناء "مول لاميرادا" بشارع الحمراء وسط العاصمة السورية دمشق، معلنة مباشرة التحقيق للوقوف على ملابسات الحريق وأسبابه.
من جهته قال رئيس قسم الإسعاف في مستشفى المجتهد بدمشق، الدكتور محمد أبو الريش، لوكالة "سانا"، إن 7 جثث وصلت متفحمة صباح اليوم جراء الحريق الذي اندلع في "مول لاميرادا" بمنطقة الحمراء.
وأوضحت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" من مدينة دمشق، أنّه قرابة الساعة الثالثة فجر اليوم شعر أهالي شارع الحمراء برائحة مواد تحترق، ليتبين أن هناك حريقاً ضخماً قد اندلع في مبنى "مول لاميرادا"، مضيفة أن فرق الإطفاء وصلت إلى عين المكان بعد إبلاغ الأهالي عن الحريق.
وأكد سمير، الموظف في محافظة دمشق، والذي فضّل عدم الكشف عن كنيته، أنه لم يتبين حتى الآن سبب الحريق الذي أدى إلى وقوع ضحايا من العاملين القاطنين في المبنى، مشيراً إلى أن عمليات البحث عن ناجين ما زالت مستمرة.
وأضاف لـ"العربي الجديد": "الحريق التهم معظم المبنى، ما أدى إلى احتراق كل محتوياته من ألبسة ومفروشات وأكسسوارات"، موضحاً أن الحريق لو وقع خلال النهار، لسبّب كارثة، لكون المنطقة مزدحمة بالناس.
من جهته صرّح مصدر محلي لـ "العربي الجديد"، بأن محافظ دمشق وقائد الشرطة حضرا إلى مكان الحريق، مشيراً إلى أن التحقيقات جارية في أسباب الحريق الذي أدى إلى التهام قسم ضخم من البناء.
من جانبها، قالت وزارة الصحة في حكومة النظام، إنّه بعد ورود إبلاغ إلى منظومة الإسعاف المركزية في وزارة الصحة من قِبل نقطة الإسعاف في ساحة السبع بحرات عن نشوب حريق في بناء "مول لاميرادا" شارع الحمراء، جرت الاستجابة فوراً، وأُرسِلَت 4 سيارات إسعاف لتقديم المساعدات الطبية اللازمة.
وأضافت الوزارة، في بيان لها، أنه "نُقل سبعة أشخاص إلى مشافٍ قريبة لتقديم الخدمات العلاجية اللازمة، وانتُشل خمس ضحايا كانوا قد فارقوا الحياة".
وبحسب رائد سلمان، أحد العاملين في المبنى، يتألف "مول لاميرادا" من ستة طوابق فوق الأرض، بالإضافة إلى طابقين تحت الأرض، ويضمّ متاجر لألبسة النساء والأطفال والرجال، إضافة إلى متاجر للمفروشات والأدوات الكهربائية المنزلية، وطابق للمطاعم أيضاً.
وأضاف سليمان: "استيقظت صباحاً على خبر احتراق المول، وذهبت فوراً إلى المكان لأجد أن كل شيء قد احترق تقريباً. كانت هناك الشرطة، ونُقل المصابون إلى مشفى المجتهد، هناك جثث تفحمت وبعض السكان الذين يقطنون الطوابق العليا أصيبوا بإصابات بالغة ونُقلوا إلى المشفى، وأتوقع أن يزداد عدد الضحايا، لأن هناك إصابات خطرة".
من جهته، قال محمد بلول (37 عاماً) الذي يعمل حارساً في أحد المباني القريبة من "مول لاميرادا": "يبتعد المول عن مكان عملي عشرات الأمتار، وفي حدود الساعة الثالثة فجراً، انبعثت رائحة دخان، توقعت أن يكون أحدهم قد أشعل بعض النفايات في إحدى حاويات القمامة في المنطقة، وهذا يحدث بين الحين والآخر، لكن الرائحة ازدادت، ثم سمعت أصوات سيارات الإطفاء والإسعاف في المنطقة".
وأضاف: "حاولت الاقتراب لأتبين ما يحدث، تجمّع الناس بالقرب من المكان، كانت هناك أصوات صراخ وبكاء، وفهمت من الناس أن هناك أشخاصاً عالقين في البناء الذي شبت فيه النيران".
من جانبها، قالت مروة العبدالله (28 عاماً)، مقيمة في منطقة الحمراء، لـ"العربي الجديد": "لم أنتبه كم كانت الساعة، لكن بعد منتصف الليل، استيقظنا على رائحة الدخان ينتشر في الأجواء وبالقرب من الأبنية، لم نفهم ما يحدث بداية، اعتقدنا أنه قصف، فكل شيء متوقع، كانت لحظات رعب حقيقية". وتابعت: "كثير من سكان المنطقة نزلوا إلى الشارع، في محاولة لمعرفة ما يحدث، ليتبين أنّ الأمر يتعلق بحريق اندلع في مول الحمراء". وتابعت: "يمكن أن يكون الحريق ناجماً عن الكهرباء، فقد كانت تنقطع وتأتي بتيار قوي، في الليلة السابقة، حتى إننا فصلنا جميع الأجهزة الكهربائية خوفاً من أن تتعطل أو ينتج أي ماس كهربائي".
وشهدت العاصمة دمشق، سابقاً، عدة حرائق، زعم ناشطون معارضون للنظام أنها مفتعلة من قبل مليشيات النظام التي تريد السيطرة على الأسواق في دمشق.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
