مطالبة بإعلان المجاعة رسمياً في شمال قطاع غزة

10 نوفمبر 2024
عشرات الآلاف من الفلسطينيين يواجهون مخاطر الموت جوعاً، 4 يونيو 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يواجه سكان شمال قطاع غزة أزمة إنسانية حادة بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر، مما أدى إلى نقص حاد في الغذاء والماء والعلاج، مع تعرضهم للقصف المستمر والنزوح القسري.
- في جنوب وادي غزة، تفرض إسرائيل قيودًا صارمة على دخول البضائع، مما يتيح للعصابات المسلحة الاستيلاء على المساعدات، ويؤدي إلى انهيار النظام العام واعتماد السكان على المساعدات الإنسانية.
- دعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إلى إعلان المجاعة رسميًا في غزة، محذرًا من الأزمة الإنسانية، ومطالبًا المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات فورية لفتح ممرات إنسانية.

طالب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، اليوم الأحد، الجهات الرسمية المعنية والمنظمات الدولية والأممية المختصة بإعلان المجاعة رسميّاً في شمال قطاع غزة، مع مرور أكثر من 50 يومًا على منع قوات الاحتلال الإسرائيلي إدخال أي مساعدات أو بضائع لمئات آلاف السكان المحاصرين هناك، الذين يتعرضون لأعنف حملة إبادة جماعية للقضاء عليهم بالقتل والتهجير القسري.
وقال المرصد الأورومتوسطي في بيان إن عشرات الآلاف من الفلسطينيين، بمن فيهم عشرات المرضى في ثلاثة مستشفيات شماليّ قطاع غزة، يواجهون خطرًا محدقًا بالموت جوعًا، أو الخروج بتداعيات صحية دائمة، جراء الحصار الإسرائيلي غير القانوني.

الصورة
غزة \ أطفال يقفون للحصول على طعام بالزوايدة، 4 نوفمبر 2024 الأناضول
إسرائيل تمنع إدخال أي مساعدات إنسانية إلى شمال غزة منذ 25 سبتمبر الماضي، الزوايدة، 4 نوفمبر 2024 (الأناضول)

 وأوضح أن إسرائيل تمنع إدخال أي مساعدات إنسانية إلى شمال غزة منذ 25 سبتمبر/أيلول الماضي. وفي 1 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، منعت إدخال البضائع، لتبدأ بعد أربعة أيام بشنّ هجوم عسكري واسع لا يزال مستمرًا حتى اليوم ضد جميع السكان في جباليا وبيت لاهيا، وفصلت بموجبه وبشكل فعلي محافظة شمال غزة عن باقي قطاع غزة.
وذكر المرصد أنه على مدار 36 يومًا، استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي بالتدمير والقصف مئات المنازل ومراكز الإيواء هناك، وقتلت نحو 1900 فلسطيني وأصابت أكثر من 4 آلاف آخرين، وأجبرت عشرات الآلاف على النزوح قسرًا من المحافظة، فيما لا يزال عشرات الآلاف في المنازل ومراكز الإيواء.

سكان شمال غزة في حصار خانق

وأشار إلى أن السكان الذين لا يزالون في شمال غزة يقبعون تحت حصار خانق ويتعرضون لقصف متواصل ومتعمد، ويبقون بلا إمدادات طعام أو ماء أو علاج، فيما يصبح هدفًا للاستهداف المباشر والقتل من الطائرات المسيّرة كل من يحاول الخروج بحثًا عن طعام أو ماء.
ووثق شهادات صادمة لفلسطينيين أُجبروا على الخروج من شمال قطاع غزة عن حالة الجوع المتفشية وعدم توافر الطعام، محذرًا من أن ذلك ينذر بارتفاع معدلات الجوع وسوء التغذية الحاد والأمراض المقترنة بهما، واتساع رقعتها خصوصاً بين كبار السن والأطفال والحوامل.

الصورة
أطفال في مدينة غزة ينتظرون دورهم في الحصول على مساعدات غذائية، 31 أكتوبر 2024 (الأناضول)
ارتفاع معدلات الجوع وسوء التغذية الحاد في غزة، 31 أكتوبر 2024 (الأناضول)

 ونبه إلى أن الفلسطينيين الذين يواجهون حاليًّا أسوأ أيام التجويع والقصف والتهجير لم يكونوا قد تعافوا أصلًا من موجات التجويع السابقة التي برزت في محطات مختلفة نهاية العام الماضي وعدة مرات في الأشهر السابقة، لافتاً إلى أنّ عشرات الآلاف الذين أجبروا على إخلاء محافظة شمال غزة ولجأوا إلى محافظة غزة، ليس لديهم القدرة على شراء الأساسيات نتيجة ارتفاع الأسعار بسبب شحّ المواد، ويفتقرون إلى المساعدات الملائمة، نتيجة الحصار الإسرائيلي غير القانوني الذي تفرضه إسرائيل على شمال قطاع غزة كافة، بما يشمل مدينة غزة.

عصابات تستولي على مساعدات جنوب وادي غزة

وأشار إلى أن الأوضاع في جنوب وادي غزة ليست أحسن حالًا، حيث لا تزال إسرائيل تضع عراقيل خانقة أمام إدخال البضائع للتجار، وتحدد عدد الشاحنات التي تدخل مساعدات بأعداد محدودة، وغالبًا ما توفر غطاءً لمجموعات مسلحة من العصابات واللصوص لتستولي على جزء كبير من الشاحنات في مناطق السيطرة الإسرائيلية، ما يحول دون وصولها إلى مستحقيها بعد أن قوضت إسرائيل النظام العام في قطاع غزة، وقتلت العديد من القائمين على تأمين الحماية للمساعدات وتوزيعها بشكل عادل.

Image
تحذير أممي من تفاقم المجاعة في عدة مناطق أبرزها غزة
تحذير أممي من تفاقم المجاعة في عدة مناطق أبرزها غزة

 

 

 

 

وقال الأورومتوسطي إنه مع انعدام فرص العمل وغياب السيولة النقدية وانهيار القدرة على الإنتاج المحلي، بات جميع السكان يعتمدون على المساعدات الإنسانية المقدمة إليهم من الخارج. وبالتالي، فإن توقفها يعني حرمانهم بشكل مطلق الحصول على المواد الغذائية والاحتياجات الأساسية التي لا غنى عنها لبقائهم على الحياة.
وأشار إلى التنبيه الذي صدر يوم الجمعة عن لجنة مراجعة المجاعة التابعة لنظام التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، وهي الهيئة المتخصصة ضمن هذا النظام التي تقيّم وتصدّق تصنيفات المجاعة في البلدان التي تعاني من أزمات غذائية حادة، الذي حذر من خطورة الوضع الإنساني في قطاع غزة وتدهوره السريع، وتزايد القلق حول الخطر الوشيك والكبير لحدوث مجاعة في شمال القطاع تحديدًا، وضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة خلال أيام، وليس أسابيع، للتخفيف من حدة هذه الكارثة الإنسانية في مناطق شمال قطاع غزة.

آن الأوان للإعلان رسميًّا عن المجاعة في عموم قطاع غزة، وخاصة في شماله الذي يتعرض لحصار وقصف وحرمان من المواد الأساسية

وأضاف الأورومتوسطي أن العالم يتحمل المسؤولية أمام أزمة الجوع التي صنعتها إسرائيل في غزة من خلال ارتكاب جريمة التجويع واستخدامه أداةً لتنفيذ جريمة الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين بهدف القضاء عليهم، محذرًا من أن تلك الأزمة اقتربت من نقطة اللاعودة في ظل توقعات بحدوث وفيات بالعشرات يوميًّا في صفوف الجوعى.
وأكد الأورومتوسطي أنه آن الأوان للإعلان رسميًّا عن المجاعة في عموم قطاع غزة، وخصوصاً في شماله الذي يتعرض لحصار وقصف وحرمان من المواد الأساسية التي لا غنى عنها للبقاء وعلى نحو غير مسبوق، بكل ما يتطلبه هذا الإعلان من التزامات قانونية وأخلاقية، سواء على صعيد معاقبة إسرائيل، ومنع تزويدها بالسلاح، أو التدخل الفوري لعمل ممر إنساني وإدخال المساعدات والبضائع لإنقاذ الآلاف من الموت جوعًا.
وشدد على أن المجتمع الدولي يتحمل مسؤوليات قانونية وأخلاقية لمنع انتشار المجاعة في قطاع غزة واتخاذ قرارات فورية، بما في ذلك تسمية الأشياء بمسمياتها الصحيحة والإعلان رسميًّا عن المجاعة الحاصلة في القطاع، باعتبار ذلك مدخلًا لضمان توفير إمدادات فورية للمساعدات المنقذة للحياة، والتأخير في الإعلان الرسمي عن المجاعة يعني عدم اتخاذ خطوات جديدة جادة للضغط على إسرائيل لرفع حصارها غير القانوني عن القطاع ووقف جرائمها، مشيرًا إلى أن استمرار تأخير وصول المساعدات المنقذة للحياة يعني مزيدًا من سوء التغذية والفقر والجوع والموت.

وطالب باستعادة وصول المساعدات الإنسانية إلى كامل قطاع غزة، بما في ذلك السماح بدخول المواد المنقذة للحياة وانتقالها عبر المعابر والطرق البرية بشكل فوري وسريع وفعال، واستعادة الخدمات الصحية والمياه والصرف الصحي، وتوفير الغذاء الآمن والمغذي والكافي لكامل السكان، وحليب الأطفال، وتوفير العلاج لحالات الجوع وسوء التغذية والأمراض المقترنة بهما، واستعادة نظم الإنتاج المحلي ودخول البضائع التجارية.

المساهمون