غادر السوري مهند عبد الرؤوف أيوب سجون النظام بعد 11 عاما من الاعتقال، تعرض فيها لشتى أنواع التعذيب، ويرى أنه كتبت له حياة جديدة، على عكس كثيرين ممن تعرضوا للعذاب ذاته في تلك السجون.
يقول أيوب لـ"العربي الجديد": "اعتقلت في عام 2011 من قبل الأمن العسكري في حمص، وبعدها نقلت إلى فرع الأمن العسكري بدمشق، ثم إلى الأمن الجنائي في حمص، ثم فرع الأمن السياسي بحمص. أكثر مكان تعرضت فيه للتعذيب هو فرع الأمن العسكري في حمص، وقد رأيت أناسا معتقلين منذ 5 أو ست سنوات هناك، حققوا معهم وتركوهم في السجن، حتى إن بعضهم يتمنى الموت للتخلص من العذاب".
وتابع: "في فرع الأمن العسكري، هناك شخص لقبه (أبو العلمين) هو مسؤول التعذيب، وفي عام 2014، كان يستخدم عصا بها مسامير لضرب الأشخاص على ظهورهم ورؤوسهم، ورأيت شخصا رأسه مصاب، وقدماه داميتان من كثرة الالتهابات، وهذا الشخص أفرج عنه لاحقا، ويعيش في مناطق سيطرة النظام، وإذا ذكرت اسمه قد يعتقل مجددا".
أصعب أنواع التعذيب وفق أيوب هي المسماة بساط الريح، ثم الشبح. "في عملية الشبح تكون يداك خلفك، ولا يمكنك أن تحركهما، ويجرى الضرب بأسياخ من حديد، أما بساط الريح فهي طريقة تكسر الظهر بالتزامن مع الضرب على القدمين بالأسياخ، وفي فرع الأمن العسكري، كان هناك أشخاص مشبوحون تعرضوا للضرب على رؤوسهم وماتوا، وكانوا يلقونهم في الزنزانة ليوم كامل ظنا منهم أنهم فقدوا الوعي، وعندما لا يفيقون، يخبر المعتقلون السجان أن شخصا مات، فيأخذون الجثة. أحد هؤلاء اسمه عمر الشناق، وتعرض للضرب على رأسه من قبل المحقق حتى مات".
وتابع: "اعتقلت من 2011 إلى 2022. 11 عاما في الأمن العسكري، وأفرج عني مرة، ثم اعتقلت مجددا، ثم أفرج عني واعتقلت من جديد، وفي المرة الثالثة، نقلت إلى فرع 48، وهناك كان العذاب شديدا، ولكني كنت أتمنى ألا أنقل إلى فرع فلسطين، فالسجناء الذين جاؤوا من هناك كانوا مشلولين من كثرة التعذيب".
وختم أيوب: "أرجو أن ينال كل معتقل الحرية لأني ذقت عذاب الاعتقال، وأتمنى أن ألتقي بأمي وأبي اللذين لم أتمكن من رؤيتهما منذ اعتقالي، فهما في تركيا وأنا في عفرين، فرحتي الأولى كانت أنني أخرجت ابني وزوجتي من مناطق النظام، والفرحة الثانية ستكون عندما أقبل رأسي أبي وأمي، فهما يبكيان عندما أتحدث معهما عبر الهاتف، وأرجو أن أراهما بخير وسلام".