شارك العشرات من المتطوعين من فلسطينيي الداخل، اليوم السبت 9 أكتوبر/تشرين الأول، في معسكر العمل التطوعي في مقبرة قرية "الزيب" المهجّرة، والتي تقع في قضاء عكا. وباشر المتطوعون العمل على تنظيف المقبرة، منذ ساعات الصباح الباكر.
ودعت لجنة المتابعة العليا لفلسطينيي الداخل، والمجلس المحلي في قرية المزرعة، إلى هذا المعسكر. وتقع قرية الزيب المهجّرة 13 كيلومتراً شمال مدينة عكا على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وتبعد عن رأس الناقورة خمسة كيلومترات. وسقطت القرية يوم 15 مايو/أيارعام 1948.
وقال حسن صنع الله، وهو عضو في حزب الوفاء والإصلاح، في حديث لـ"العربي الجديد": "نحن هنا اليوم، نعمل ضمن فعاليات لجنة المتابعة العربية بالداخل الفلسطيني لصيانة المقدسات والمقابر، ونحن في مقبرة قرية الزيب الساحلية. هذه القرية التي كانت عامرة قبل الاحتلال الإسرائيلي سنة 1948، كان عدد سكانها يزيد عن 875 نسمة، وكان فيها مسجد ومستوصف بالإضافة إلى مدرسة. كانت القرية تقوم على صيد الأسماك وزراعة الحمضيات والفواكه وجميع أنواع المزروعات، وهي اليوم قرية مهجّرة منذ الاحتلال الإسرائيلي عام 1948. ونحن هنا لصيانة المقدسات الإسلامية وهذه المقبرة، التي ما زالت شاهدة على الوجود الفلسطيني والإسلامي في هذه الأرض. والتي أهملها الاحتلال الإسرائيلي ولم تخضع للصيانة".
وفي السياق، قال الشيخ كمال خطيب، رئيس لجنة الحريات المنبثقة عن لجنة المتابعة، وهو خطيب من الحركة الإسلامية المحظورة: "هذه القرية الفلسطينية الساحلية التي كانت واحدة من 539 قرية ومدينة تمّ تهجير أهلها في عام 1948. ولم يتم تهجير الأهالي وحسب، بل هم دنّسوا أيضاً مقابر القرى. هذه المقبرة التي تضم المئات من القبور... جزءاً كبيراً من هذه المقبرة، قد تمّ تسييجها وإقامة منتجع سياحي عليها. وداخل السياج، هناك المسجد الذي يُستعمل كمخزن للمنتجع السياحي حتى الآن. نحن نعتبر الحفاظ على المقابر إنما هو حفاظ على الهوية والتاريخ".
وقال توفيق جبارين، عضو لجنة المتابعة، لـ"العربي الجديد": "نحن هنا اليوم بهدف تنظيف مقبرة الزيب التاريخية الساحلية. المقبرة الإسلامية تعني الجذور والتاريخ والحضارة ولا تعني فقط القبور".