استمع إلى الملخص
- الخيمة تستهدف الأطفال من مرحلة الروضة حتى الصف السادس الابتدائي، وتقدم دروسًا تعليمية وأنشطة ترفيهية لتخفيف الضغوط النفسية الناجمة عن الحرب.
- المفوض العام لأونروا يحذر من خطر "ضياع الأجيال" في غزة بسبب توقف التعليم، مشيرًا إلى تدمير أو تضرر أكثر من 70% من المدارس.
على أنقاض منزلها الذي دمرته قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، تستقبل المعلمة الفلسطينية إسراء أبو مصطفى العام الدراسي بخيمة تعليمية للأطفال، متحدية بذلك ظروف الحرب المستمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023. ولم يكن أمام العشرينية إسراء خيار سوى استئناف تعليم الأطفال بعد انقطاع الدراسة بسبب الحرب، رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها، والتي تمثلت في شحّ الأماكن المناسبة للدراسة والموارد الضرورية للتعليم.
وتحدت المعلمة الفلسطينية الضغوط النفسية التي يواجهها الأطفال من جراء الحرب، بتنظيم نشاطات ترفيهية ودروس تعليمية للمنهج الفلسطيني، لضمان استمرار التعليم وتحقيق التوازن بين المتعة والتعلم، حيث يجتمع الأطفال داخل الخيمة التي تفتقر إلى الأدوات التعليمية الأساسية، ليكرروا بصوت عالٍ حروف اللغة العربية، متجاوزين أصوات الطائرات والغارات الإسرائيلية التي تملأ المكان. وتمثل الخيمة ملاذا يلجأ إليه أهالي الأطفال لتعليمهم، في ظل توقف الدراسة بسبب الحرب.
العام الدراسي على أنقاض المنازل المدمرة
تقول المعلمة إسراء: "فتحت الخيمة التعليمية على أنقاض منزلي الذي دمره الاحتلال خلال الحرب، لأقدم دروسا تعليمية وترفيهية للأطفال"، مضيفة: "تستهدف الخيمة الأطفال من مرحلة الروضة وحتى الصف السادس الابتدائي، سعيا لتوفير التعليم الذي حرموا منه بسبب توقف العملية التعليمية من جراء الحرب"، مشيرة إلى أن "هناك إقبالا ملحوظا من الأطفال على التعليم، حيث يخشى ذووهم ضياع مستقبلهم". ولفتت إلى أنه "بجانب العملية التعليمية التي تشمل المنهج الفلسطيني، نقوم بتنظيم أنشطة ترفيهية داخل الخيمة لتخفيف الضغوط النفسية التي تعرض لها الأطفال بسبب الحرب"، وأوضحت أن "الأطفال في قطاع غزة يعيشون ظروفا صعبة ومأساوية، ونسعى للتخفيف منها من خلال التعليم والترفيه".
وفي السياق، حذر المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني، من خطر "ضياع الأجيال" بغزة لعدم التحاقها بالمدارس من جراء الحرب. وفي بيان نقلته الوكالة الأممية قبل أيام، قال لازاريني: "كلما طالت مدة بقاء الأطفال خارج المدرسة، زاد خطر ضياع الجيل، ما يغذي مشاعر الاستياء والتطرف". وتابع: "في غزة أكثر من 70% من مدارسنا تم تدميرها أو تضررت، الغالبية العظمى تحولت إلى ملاجئ مزدحمة تؤوي مئات الآلاف من الأسر النازحة ولم تعد صالحة للتعليم"، مضيفا: "دون وقف إطلاق نار قد يصبح الأطفال عرضة للاستغلال، بما في ذلك عمالة الأطفال والانضمام للجماعات المسلحة (...) وقف النار مكسب للجميع".
وبحسب آخر إحصائية، للمكتب الإعلامي الحكومي، دمّر جيش الاحتلال الإسرائيلي 122 مدرسة وجامعة بشكل كلي، و334 مدرسة وجامعة بشكل جزئي. وبدعم أميركي مطلق، تشن قوات الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، أسفرت عن أكثر من 135 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال.
(الأناضول)